الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلافات بين الأنظمة وأثرها السلبي على الشعوب

حواس محمود

2020 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


الأنظمة العسكرية العربية التي جاءت عبر الانقلابات العسكرية منذ استقلال الدول العربية والى يومنا الراهن مارست اسلوباً سياسياً طابعه العام هو الإساءة الى علاقات الشعوب العربية التي تعيش في الأقطار العربية التي قسمت عبر اتفاقية سايكس بيكو السيئة الصيت .
ورغم الشعارات القومية والوطنية الخلبية التي صدع بها إعلام هذه الأنظمة رؤوسنا ، الا انها في الواقع كانت أنظمة كاذبة ومنافقة وفاسدة ومدمرة للبنى التحتية والفوقية ( وهذا ما اثبتته الوقائع والمجريات الميدانية اثناء وبعد ثورات الربيع العربي ) ، ولم تكتف بهذا وحسب ، انما تجاوزت في مجال الإساءة والتدمير حدود الدولة القطرية الى توتير الأجواء السياسية بين الشعوب العربية المتعايشة في هذه الأقطار التي وقعت تحت هيمنتها ، وليس فقط توتير الأجواء وحسب وانما عرضت الشعوب العربية لنار الخلافات بين هذه الأنظمة التي تتشابه في الاستبداد وتختلف في الأمور الثانوية ، بحيث انها دفعت وتدفع ضريبة العلاقات السلبية التي سادت بين حكام هذه الدول ، انها اختلفت على الحدود كمصر والسودان ( حلايب ) ، وارسال قوات مصرية الى اليمن في بداية الستينات ابان حكم جمال عبد الناصر ، والخلاف الحدودي بين العراق والكويت حول حقل الرميلة الكويتي عام 1990 والذي أدى الى تعرض الكويت للاحتلال من قبل الجيش العراقي ، ومن ثم دخول قوات سورية ومصرية ومغربية الى الكويت عام 1990 لدعم قوات التحاف الدولي لإخراج القوات العراقية من الكويت ، تدخل القوات السورية في لبنان عام 1976 تحت عنوان انهاء الحرب الاهلية اللبنانية التي انطلقت شرارتها عام 1975 ، والخلاف المغربي الجزائري حول الصحراء الغربية ، ولا ننسى الخلاف المصري السوري بعد زيارة السادات للقدس واثره على القضية الفلسطينية وأيضا الخلاف العراقي السوري أيضا والاثر السلبي على القضية الفلسطينية ، حتى ان الهجرة الفلسطينية الكبيرة من لبنان الى دول الشتات كانت بفعل الخلافات العربية وانعكاسها داخل لبنان على الفلسطينيين ، الذين وقفوا وحيدين إزاء الهجوم الإسرائيلي على لبنان .
كل هذا يخلق مناخات سلبية تؤثر في سيكولوجية المواطن في الدولة العربية ، بحيث تتشكل لديه حالة سلبية وعدم ثقة بالمواطن في الدولة الأخرى ، وهذا عبر تراكم نفسي واعلامي مزمن عمره اكثر من نصف قرن ، أي من فترة استقلال الدول العربية الى يومنا الراهن ، ولعل هذا أيضا سبب رئيسي من أسباب الحالة العربية المتردية قلما يتناولها الباحثون ومتابعو الشأن العربي .

لقد رفعت الانظمة الاستبدادية العربية شعارات ثورية براقة وكرست اعلامها لأقاويل وخزعبلات قومية بضرورة تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة ، وهزمت جيوشها في النكبة 1948 والنكسة عام1967، ومارست عربيا سياسة إدارة الخلافات وليس حلها ، وتم اهمال وتجاهل التنمية وصودرت حقوق المواطنة ، وغيبت السياسة وتم تهميش قوى ومؤسسات المجتمع المدني وأعلنت الاحكام العرفية في معظم الدول العربية ، وزج المثقفون والاحرار في السجون والزنازين ،وتم تهجير القسم الأكبر منهم الى خارج حدود بلدهم ، الآن مع مرور حوالي تسع سنوات من انطلاق شرارة الربيع العربي باتت الحاجة ضرورية وملحة لأن يساهم المثقف العربي بإجراء عملية القطع المعرفي مع مرحلة سادت فيها ثقافة التزييف والقمع والدكتاتورية والفساد المعمم وبناء ثقافة سياسية جديدة قائمة على المواطنة السليمة وحقوق الانسان والانتهاء من حكم الاستبداد أو العصابة او الحزب الحاكم الأوحد أو الزعيم الابدي او المورث لأبنائه ، لقد كانت الثورات العربية استجابات موضوعية وحتمية للثورة على مرحلة سوداء قاتمة في تاريخ المنطقة العربية ، رغم التشويه المتعمد لها من قوى الثورة المضادة وبقايا الأنظمة الاستبدادية مع الدعم الإقليمي والدولي للإجهاز على هذه الثورات ، وبالتالي خلق التناحرات الدينية والمذهبية والمناطقية والقومية بين الشعوب في الشرق الأوسط ، وهي سياسة مماثلة لما جرى سابقا من اثارة الخلافات الحدودية بين الدول العربية ، ولكن الآن بسيناريوهات جديدة في ظل الفوضى الدولية والإقليمية التي خطط لها من أجل استثمارها مستقبلا لتمزيق الخارطة الجغرافية والسياسية العربية ، في ظل غموض استشراف حقيقي للمستقبل مع وجود كم هائل من المخاوف لما هو آت من ان يكون الأخطر والاعظم !
...................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه