الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية مجهضة

ازهر عبدالله طوالبه

2020 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


في ظلّ ما عانتهُ البلاد سابقًا وما تُعانيه اليوم مِن إجهاض كُلّ حمِلٍ ديمقراطيٍّ حقيقيّ، يمتَثِل لإرادة الشّعب ؛ بتُّ على قناعةٍ بُنِيت عقليًّا مِن خلال المُشاركة والإنخراط لثلاث مرّاتٍ مُتتالية في العُرسِ الديمقراطي الذي طُلّقَت بهِ العروس " الديمقراطيّة" قبل أن تضّربَ بصوّتها الشّعبيّ عجينة التّشريع والمُراقبة على جُدران بيّت زوجها العاقِر، الذي لَم يكُف عن مُضاجعة عروستهُ -قبل أن تُصبح حلاله- بطُرقٍ غير شرعيّة، ممّا أدّى إلى العبث بشرفها، والرمي بها في إحدى أزقّات بيته، واللجوء لها في وقت الحاجة فقط، إذ كانَ بيت هذا الزّوج يخّلو مِن كُلّ الأثاث ؛ سوى أثاث غُرفة المُضاجعة السريّة التي يدّخلها بالسرّ كُل فردٍ أو قياديّ حزبيّ على حدّ سواء، ليشّترِكا سويًّا في مُضاجعة العروس تحت حججٍ واهِنة، أسّخفها، حجج الإصلاح الذي لا يرتدي زيًّا منهجيًّا حقيقي .

لقَد أفضَت قناعتي هذه إلى أنّ مسألة الانتخابات النيابيّة التي تُشغِل الكثير مِن الأوساط المُجتمعيّة في هذه الأوقات، بما فيها أرباب الأحزاب المُدجّنة، وأحفاد الهيئات المُموّلة، والجماعات التي لا تتميّز إلّا بأصواتها الخطابيّة، وبياناتها التنديديّة الكاذِبة ؛ لَم تعُد سوى تمثيل ديمقراطي كاذب، وتحسين صورة السُلطة أمام المؤسسات والهيئات الدولية، وغايةُ الغايات منها، تتمثّل/تتجسّد في البحثِ عن طرق كسّب الأموال مِن خلال التذرّع بالعمليّة الديمقراطيّة التي يقودها وضيع في دائرةٍ ما، يجّلب الشّهود على هذا العُرس كيفما يشاء، دون أن يكونَ وليُّ أمرٍ للعروس، فلا وليّ أمرٍ للعروس سوى الشّعب، وما دونه محضّ تنكيلٍ وافتراء .


نعَم، وإلى حدٍّ ما، ربما أتّفِق مع مَن يرونَ بأنَّ في حرقِ الصّوت مضرّة . لكن، مهما كانت هذه المضرّة التي ستولَد من العزوفِ عن التصويت، فإنها لن تكونَ ذات أثرٍ كبيٍركما هي مضرّة التّصويت والمُشاركة ؛ لأنّ العقلية التي تُدير الشؤون السياسيّة في هذه البلاد، لم توفّر جُهدًا في محاولات إقناعِ أرباب المُخططات والمنح التنمويّة السياسيّة خارج الحدود، بأنّ هذه المجالِس ما هي إلّا اختيار الشّعب، ما يعني، أنّ الشّعب تهمّه المشاركة فقط، دون أن تهمّة آليّة الإختيار . وفي حقيقة الأمَر، لا علاقة للكثير من أبناء هذا الشّعب في وصولِ أكثر مِن 80% مِن أعضاء المجالس النيابيّة، وهذا ما أثبتهُ بعض المُتنفذين الذين يتربّعونَ على جناحي الطائر، حينما قال في تصريحٍ لهُ في بداية العام الحالي " أنا جبت 80 نائب من نواب هذا المجلس " وكأنّه بكُلّ بساطةٍ يتحدّث عن استقبال ضُيوف في بيته، وليسَ عن اختراقاتهِ وانتهاكاتهِ لمؤسسةٍ دستوريّة تُعتبَر ركيزة أساسيّة مِن ركائز الدولة، إذ أنّ النيابيّة في نظام الحُكم في هذه البلاد تتربّع على العرش " نيابي، ملكي، وراثي" . فكيفَ يتجرّأ مثل هؤلاء على التدخّل بكُلّ قُبح في السُلطة التشريعيّة ؟! ألا يعلمونَ بأنّ تدخّلاتهم هذه تُضعِف، بل تُسقِط كينونة الدولة ؟! .

وعلى الرّغم مِن أنّني على الصّعيدِ الشخصي، قَد اتخذّتُ قرارا بالمُقاطعة، ما لَم تكُن هُناكَ تغيّرات نلمسها على أرضِ الواقع، إلّا أنّني أؤيّد كُل مَن يرى في الحرّقِ مضرّة إن كانَ هذا الحرق فرديًّا وليسَ جماعيًّا . لكن، نحن هُنا، ندعو للمُقاطعة الجماعيّة التي تزعّزِع أركان السُلطة، وتُبعثِر كُل أوراقهم التي يحتفظونَ بها في أدراجهم، وكأنّها بمثابة الأوراق الرابحة التي يستخدمونها ضدّ رعاياهم، وذلك لا يكون، إلّا مِن خلال دعوات شعبيّة مُنظّمة، هدفها الأوّل والأخير ؛ مقاطعة الانتخابات ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع