الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافية الأدب وخازوق التطبيع

هنادي لوباني

2020 / 9 / 1
القضية الفلسطينية


بدور: يا ساتر. يا ستار! /إن كلمة السر هي الستر.
المهرج: كلمة السر؟
بدور: دم دا دم دم واحدة / ذات رسالة خالدة / جهل جهلجل واحدة / ذات رسالة خالدة / بلع بلعلع واحدة / ذات رسالة خالدة / خرس
خرسرس واحدة / ذات رسالة خالدة / حبس حبسبس واحدة / ذات رسالة خالدة / شنق شنقنق واحدة / ذات رسالة خالدة".

هكذا يدور الحوار في مسرحية اميل حبيبي لكع بن لكع (1980) بين بدور، التي هجرت من أرضها وتقاذفها وأولادها المنون وقد أغرقوا وبيعوا وطحنوا في كل أنهار وأسواق وبيادر العالم العربي، وبين المهرج، الذي يمثل الراوي الباقي على أرضه في عيش يضيق به صبر أيوب. تتوالى المشاهد لتكشف الستار عن تواطؤ النظام الرجعي العربي في ضياع فلسطين، وتصور عقم الصراعات بين القيادات الفلسطينية، وتعري المنظومة الثقافية التي تعمي الشعوب بتراخوما الجهل والسلبية. يدفع المهرج عربة عليها صندوق العجب ويدعو الجمهور أن "قم تفرج يا سلام على شيء كان وما كان"، و"شوف بو زيد الهلالي قاعد يبعزق بأموالي" وشعبه جائع لا يمتلك شيء، و"ذياب بن غانم، غانم أيش وهو نايم" يطرح شعارات رنانة توهم بالانتصار لفلسطين فيما تضمر للشعب الفلسطيني ولكل الأحرار الواقفين معه الدم والحبس والذل والجهل والشنق والسحق. تتكثف المشاهد الأليمة وتتوالى الحوارات التهكمية لشعوب كالسندباد، كان يركب على كتفه دغفل الاستعمار برأسه المتوج بالدرر، وتركبه الآن شهرزاد الرواية الصهيونية.. شعوب كدمى المسرح يمسكون بخيط يتحكم به شيخ يجلس فوق منصة عالية ويعتمر طرطوراً، وحوله جوقة من الصبية يطبلون ويرقصون ويسبحون بحمده، ومن خلفه أذنابه الطراطير، وفي ظله المثقفين الوطاويط، فيما الحمار السادات يجوب المقدسات وست الحسن، أم الدغفل، تسوقه من مؤخرته بعصاها وهي تردد: "يحيا السلام! يحيا السلام!". استقى اميل حبيبي اسم المسرحية من حديث نبوي له أكثر من صيغة واختلف عليه السند: "لا تقوم الساعة حتى يلي أمور الناس لكع بن لكع"، ولكن المتفق عليه أن اللكع عند العرب يعني: اللئيم والعبد، والأحمق الذي لا يتجه لمنطق، والمهر الصغير، ورديء النسب والحسب، والوسخ الذميم ومن لا يحمد له خلق. تتضح الدلالة: نعيش في عهد سلطات وأنظمة رجعية جاهلة ودموية واستغلالية وتافهة في تبعيتها للصهيونية والاستعمار والامبريالية.

تعد لكع بن لكع في قيادة التجارب الروائية والمسرحية، لا فقط لأنها وضعت تأثيراتها الفنية في خدمة السياسي، بل أيضاً في ثورتها على، وتهديمها الكامل تقريباً، لكل البناء التقليدي للرواية والشكل المسرحي: تنتقل خشبة المسرح إلى الحارة، بلا ديكور ولا أثاث ولا ضوء، ويحل السرد محل الدراما في متتاليات تتبدل عدة مرات داخل القصة الواحدة وتتقطع في المكان والزمان وتتداخل وتتشتت في مونتاج مترع بالجمل الاعتراضية والاستطرادات، وقصائد وأغاني وحكايات تراثية، وحكم ونوادر وثرثرات وذكريات. الحركية والحيوية المستمرة لا تتيح للجمهور، الذي جعلهم اميل حبيبي من أهل الحارة، ترف اكتمال السرد ومتابعة الأحداث، وبالتالي يضطر لأن يزج بنفسه في انتاج السرديات، رافضاً بذلك دوره كمتلقي سلبي لحبكة محتومة لا دور له فيها إلا بانتظار التطهير الأرسطي. أبطال اميل حبيبي أناس حقيقيون، كل يدرك جرحه ويتحدث عنه حتى لحظة امتلاك الوعي والدور الفعال. وهذا بالذات ما استبشر فيه غسان كنفاني لما صاغ مصطلح ومنظومة أدب المقاومة: أدب يكون في ذاته فعلاً مقاوماً، خال من الابتذال والسطحية، يعلن انحيازه للجماهير ويتوجه إليهم ويستكشف معهم المعنى في النضال، يصوغ الغاصب كعابر، ويستشرف رحلة الانطلاق إلى المستقبل من الحاضر الذي نحن فيه والحاضر الذي كان، بتوصيف جيل دولوز.

في المسرحية، يستشرف المهرج حروب "تأتي، تُقدِم، تجيء" وفق شروط ومعادلات وعوامل "لا تعود" لأوليات الصراع وجذوره التاريخية، بل حروب كداحس والغبراء وحرب البسوس التي تصب بمجملها في مصلحة الملك اليهودي حكمون ـ حروب "ربيع" الدم الأميركي الممولة خليجياً والتي تدك الأرض الفلسطينية والعربية وتضيع ما تبقى منهم بالشبر حتى لا يعود للشعوب ما تستطيع الوقوف عليه والحراك فيه، وبالتالي يسهل نزعها ودحضها. يستشرف اميل حبيبي أيضاً انتقال الرجعية العربية من مرحلة الزنا السري إلى الزنا العلني مع دولة الاحتلال، ليأتي "اتفاق ابراهام"، بين الإمارات ودولة الاحتلال تتويجاً لعقود من البغاء السري على أعلى المستويات بينهما، واستكمالاً لدعارة مسلسل التطبيع الخليجي الذي ظهر مجونه علناً عند زيارة وفد "هذه هي البحرين" إلى القدس المحتلة، وليصل أعتى درجات الإباحية في أورجي الزيارات التي قام بها أكثر من مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى أبوظبي والمنامة ومسقط والدوحة، كما استضافة الوفود الإسرائيلية في المؤتمرات الثقافية والاقتصادية والعلمية والمسابقات الرياضية، والظهور إلى جانب مسؤولين إسرائيليين في المؤتمرات الدولية، والتبادل الاقتصادي والتجاري.

المتتبع لملف التطبيع يعي تماماً أن علاقة بعض الأنظمة الخليجية، وبالذات الإمارات والسعودية، مع "إسرائيل" باتت تتجاوز سقف مصطلح التطبيع نفسه، الذي فقد كثيراً من قدرته التفسيرية، ما جعل البعض يرشحون "ما بعد التطبيع" كتوصيف لما تخطى سياسة التبيعة في الحفاظ على العروش من خلال الرهان على، والسباق لكسب ود، الأمريكي ودليلته "إسرائيل"، إلى حد التنسيق الأمني والاستخباراتي وفتح التحالفات العسكرية العلنية والشراكة الفعلية مع الإسرائيلي والأمريكي لصالح توجيه ضربة القرن القاضية للقضية الفلسطينية والمعارضة المحلية والحق في المقاومة. تكشف مؤخراً جهود إماراتية نفذت اعتقالات طالت عناصر وقيادات في غزة ومن المقيمين لديها، إضافة إلى مصادرة أموال واستثمارات تابعة لحماس، ومحاولات تجنيد فلسطينيين للتجسس على المقاومة في غزة، والاحتيال على المالكين المقدسيين بهدف تهويد القدس عبر مساهمات مالية سخية لجمعيات استيطانية. وفي نص فاضح، يوضح البيان رؤيته للسلام على أساس إجازة "جميع المسلمين الذين يأتون بسلام [من] زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه. وأن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة للمصلين المسالمين من جميع الأديان"، في إقرار إماراتي مبطن بالسيادة الإسرائيلية على المقدسات والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان.

تكذيب نتنياهو للتمويه الإماراتي ان "تعليق إعلان السيادة على المناطق المحددة"، دون تحديد هويتها طبعاً، يقصد به التراجع عن سياسات الضم، وبالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي الغاشم على غزة، يكشف أن التطبيع مع "إسرائيل" بات فعيلاً يعني القبول بصهيونيتها وسياستها الإحلالية. الخطورة تكمن في إحداث تغير نوعي واستراتيجي: التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وخيانة قضيته وجوهريتها في العقد السياسي والأمني القومي العربي، وما يقتضيه هذا من تدمير للمقومات الذاتية للثقافة والحضارة العربية. يتضمن نص البيان التأسيس لحلف جديد تلتحق به دول خليجية وعربية أخرى تحت مسمى "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"، أي هلال التطبيع مقابل الهلال الشيعي، ركيزته تحول بوصلة العداء من "إسرائيل" صوب إيران في شراكة عربية - إسرائيلية لا علاقة لها بقضية فلسطين ولا بتحقيق التحرير والحرية والعدالة لشعبها. من وصاية عربية على فلسطين، شبهها اميل حبيبي بحاميها حراميها، إلى خطة سلام سعودية تنفي حق العودة، والآن عروبة بدون فلسطين، كما يصفها مروان عبد العال، تسعى الرجعية الخليجية إلى اعادة انتاج سلطتها من خلال إعادة تشكيل منظومة القيم والمفاهيم والهوية العربية وانتاجها صهيونياً. اليوم بات واضحاً أن إسرائيل تفهم السلام وتفرض التطبيع على أنه قبول بصهيونيتها واقرار بشرعية الوجود الصهيوني في فلسطين، كأنها هي الثابت وصاحب الحق التاريخي، ونحن الطارئون العابرون. إذاً جوهر التطبيع ثقافي؛ يستهدف الأمة العربية كلها عن طريق القفز عن حقيقة وركائز المشروع الإحلالي الإسرائيلي ووظيفته وطموحه في سحق فكرة ومقدرات أي مشروع وطني قومي عربي تحرري في المنطقة.

يتذرع المطبعون بسلسلة التنازلات المهرولة التي قدمتها القيادة الفلسطينية في اتفاقيات أوسلو للكيان الصهيوني والتي مست صلب الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية. ان التطبيع الرسمي الفلسطيني، وعلى رأسه "التنسيق الأمني"، هو ورقة التوت التي تغطي بها الأنظمة العربية المطبعة سوء عورتها، والتجلي الفاحش لذهنية وثقافة الهزيمة الحاضنة والدافعة لكل اتفاقيات السلام الراضخة لاشتراطات الإسرائيلي وسياسات الأمر الواقع التي فرضها، والتي تتنافى مع بديهيات السلام العادل وحده الأدنى في إنهاء الاحتلال. في ثقافة الهزيمة، ينظر لمن يغرد خارج السرب على أنه متطرف وغير واقعي أو عقلاني في فضاء يطفوا على أديمه عدم الحياء وفجور تغريدات: "فلسطين قضية جانبية" و"فلسطين ليست قضيتي"، ويكثر فيه النعاق في شبق شهوة "الربيع العبري" و"سلام الشجعان". لكل الطراطير، وما تقدم من فسقهم وما سبق، نردد لهم ما قاله اميل حبيبي: "هنيئاً لـ "إسرائيل بالفرج العربي!".

التطبيع في المفهوم الإسرائيلي هو تكريس لسياسات الأمر الواقع وتجاهل لجذور الصراع والتاريخ والتراث والثقافة والحضارة. بالتالي، مقاومة التطبيع تتطلب مقارعة هذا المفهوم ودحضه. يخبرنا اميل حبيبي أن الحدث السياسي الدافع لمسرحية لكع بن لكع هو محاولة اغتيال بسام الشكعة وفي وجه سؤال الحاكم العسكري له: هل تبرر قتل الأطفال؟، وشعوره ان هذا السؤال لا يستطيع الإطار السياسي وحده أن يجاوبه، فكان لا بد للأدب أن يرقى لمستوى التحدي الذي تفرضه التراجيديا الفلسطينية وتميز خصائص هويتها المتحولة باستمرار. ولا بد للأدب الآن أن يرقى لمستوى التحدي الذي يفرضه عهر التطبيع في وجه قضية كانت وما زالت تعارك وقائع عجائبية من تهجير أكثر من نصف الشعب خارج حدود البلاد الجغرافية وامتداد الأرض بهم، إلى تبخر ثبات الجغرافيا، بتوصيف ادوارد سعيد، لمن بقي صامداً عليها. منافي داخلية ومنافي خارجية اختلطت فيها الأبعاد بين الهنا والهناك واللا هنا واللا هناك، وتشظى فيها الحاضر بعبثية مع الماضي في مستقبل مظلم مجهول. كيف تسرد هوية تكتب بضمير المتكلم غيابها، وتصوغ بضمير الغائب حضورها؟ كيف تسرد تشظي تجاربها وعبثية روابطها لا كعمل ملحمي سماوي تنتظر فيه الخلاص الآخروي أو الطوباوي؟ كان ولا بد الآن من رواية غيرية، خرافية، كما يصوغها اميل حبيبي في سرايا بنت الغول، معجونة بطين التراجيديا الفلسطينية ومختمرة بمفردات الدم والعذاب والتضحيات الفلسطينية؛ تحمي الهوية الوطنية وتكرس بقائها واستمرارها في وجه النفي والتغييب من وفي الأرض والتاريخ، تجهض من الثقافة الوطنية والقومية كل المفاهيم والمقاربات التي تستعبد العقل، وتشل التفكير والإرادة، وتربي التزمت، وتقدس الجهل، وتعلي شأن الخرافة والأسطورة؛ تتشبث بقيم التحرير والتحرر الوطني والقومي وتعمق الوعي باستحالة التعايش مع الصهيونية؛ تفتح المخيال الجماعي لاستحداث مصطلحات ومفاهيم ورؤي وتركيبات وأساليب وصور وشكليات بديلة لثقافة الهزيمة والسلام.. خرافية لا نتشبث فيها بخازوق السلام، كما تشبث سعيد أبي النحس المتشائل بخازوقه، ونفاوض، كما سعيد وهو يسأل: "ألا يوجد لديكم خازوق أقصر ارتفاعاً أقعد عليه؟ ربع خازوق، نصف خازوق، ثلاثة أرباع خازوق؟"، بل نقطع فيها مع كل خيبات الماضي، من شحار البين في البرنامج المرحلي وكامب دڤيد ومؤتمر مدريد، إلى سخام أوسلو ووادي عربة وطابا وخطة السلام السعودية وخارطة الطريق واتفاق جنيف وأنابوليس، وحتى خازوق ابراهام ونهيان.

على محك انتاج هذه الخرافية نجح اميل حبيبي أدبياً وسقط سياسياً: دعم قرار التقسيم واتفاق أوسلو، وتسلم جائزة "إسرائيل" للإبداع، وخصص باباً في مجلة "مشارف" للكتاب الإسرائيليين. فهل يصح الاتكاء على تجربته الأدبية دون نقد أخطائه السياسية وذنوبه في التطبيع؟ لا، ولا لتقديس الأديب ومهما بلغ مشروعه من عبقرية في المساهمة في صناعة أدب المقاومة ويوم الأرض، وفي الابداع في الصمود والبقاء. ولكن أليس الأدب هو قنص مزدوج واستبدال أجساد في ميادين الصراع والمواجهة، في الكثافات والصيرورة؟ وهل يمكن أن نقتنص من صفحات الأدب المقاوم ولاوعيه وأحشاءه وثناياه مآسي الصمود وعثرات البقاء لاستشرف خطوط الانفلات من الثقوب السوداء؟ كان أدب المقاومة وما زال قادراً على التفاعل مع الواقع، يتأثر به ويؤثر فيه، وعلى تعرية نكوص المجال السياسي وتوسيع ضيق خياراته والفيض خارج حده وحدود آفاقه، فكيف لا نسترد فيه وإليه ضحايا وزبائن مافيا الدعارة المعولمة في التطبيع؟ هذا بالذات ما يهيب به المهرج في نهاية مسرحية لكع بن لكع: أن نستعيد الماضي بكل ما فيه من مرار وجروح وعور وبشاعة وسقطات وخطايا "كي لا تذهب التجربة هباء/ ولا تعود الذاكرة عذراء" وحمالة لأسى نكبة متجددة على مذبح لكع بن لكع، وريث الزير المهلهل الذي لجأ للملك حكمون وصار له الحليف والخل الوفي، فيما تعج السجون وبطون الأرض بالأحرار وتطارد حقيقة وقضية فلسطين وكأنها عالة وعبأ. يهيب بنا المهرج أيضاً ألا نحملق في مرآة الماضي كثيراً حتى لا يهولنا ما نراه فيها من القذارة والمثير للاشمئزاز، وأن نكون كناسين لا قضاة منهمكون في الملاحقات، بتوصيف جيل دولوز، ننفض الغبار عن الماضي والحاضر ونقتنص ما فيهم من الأفكار والكلمات والألحان والخطوط والموجات والحكايات والأجساد والفرص وكل ما ينعش وجوهنا من أجل أن تشرق ونكون عصبة وكتلة تشرع بالحركة، تنتج وتعيد انتاج صيرورة نضالية جذمورية، كالصبار الذي ينمو في جميع الاتجاهات والجهات والمداخل والمخارج، لا يمكن احتواؤها وقادرة على الاختراق والنفاذ والفاعلية.

في هذا علينا أن نقتنص من ضمير الأدب المقاوم شخوص اميل حبيبي وجدة وحذاقة وأصالة وعفوية وتفرد وثورية أدبه، وشخص اميل حبيبي الذي أوصى أن يحفر على قبره "باق في حيفا"، ليبقى في موته كما في حياته منتصباً شاهداً أن الفلسطيني باق يرشح زيتاً وزعتراً وزيتوناً وصبراً ويستحيل اقتلاعه، والذي حمل مكنسة المتشائل في مطار لندن ومسح بها أرض بلد وعد بلفور، والذي وقف بجرأة وأعلن مراجعته لتجربته وتراجعه عن بعض ما رآه خطأ فيها. فكم منا أفراداً ومؤسسات، سلطة وتنظيمات، مثقفين ومفكرين على استعداد لمثل هذه الجرأة في المكاشفة والنقد والمواجهة من أجل تصحيح المسار؟ وكم منا على استعداد لحمل مكنسة الأدب المقاوم لنمسح بها ذهنية الهزيمة وثقافة السلم والاستسلام؟ كان ولا بد الآن من ثورة على الأسطورة والرواية ـ ثورة تصعد إنتاج السرديات، تكرارهم في الاختلاف، وفي عود أبدي لجذور الصراع ومنظومة أدب المقاومة الذي نستبشر فيها مع بدور والمهرج: عودة بدر الثورة.. وبصيص نور.. وشقائق نعمان تزهر.. وأشقاء لنا شقوا على النفاق عصا الطاعة.. وينتشر النور.. وتقوم ساعة لكع بن لكع.. نخلعه ونعود.. ونعود ونخلعه.. حتى لا تبقى إلا ساعة الشعوب.. غداً.. غداً لا محال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للكاتبه هنادي لوباني
عصام احمد اليماني ( 2020 / 9 / 2 - 00:26 )
لقد احسنت الكاتبه هنادي لوباني في مقاربتها لرواية لكع بن لكع والوضع العربي الراهن

اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة