الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبيلة والفرد واليسار

عبد القهار الحجاري

2020 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


القبيلة هي البنية الاجتماعية الأقوى في المجتمع التقليدي كمجتمعنا، تتفاوت هيمنتها أو تقل كلما اتجهنا نحو المدن الكبرى، وحتى في هذه المدن تظهر القبيلة بشكل أو بآخر في مناسبات عدة أهمها الانتخابات.
تتراص مجموعة من العائلات الممتدة يقودها الأعبان داخل القبيلة الواحدة وتتآلف القبائل أو تتصارع من خلال أعيانها بالدرجة الأولى؛ لكنها اتخذت من الحزب باعتباره أداة حداثية إطارا لتنظيم القبيلة في المعارك الانتخابية، الكل داخل القبيلة يجب أن يخدم هدف الحزب وهو انتخاب وإعادة انتخاب المتنفذين من المافيات والأعيان وخدامهم في المجالس والمؤسسات، وإنتاج وإعادة إنتاج نفس البنية الاجتماعية (القبيلة) وتكييفها مع التحولات الاجتماعية والتطور العالمي.
الفرد مسلوب الإرادة ولا وجود مستقل له في المناطق التي تسيطر فيها القبيلة، حتى المثقف لا استقلال له ويكاد أثره ينعدم خاصة في المحطات السياسية الكبرى ولا حرية له في اختياراته السياسية إلا بما يخدم هذه البنية الرجعية : القبيلة، وهذا ما يفسر ظواهر الترحال السياسي وخيانة النخبة وماكيافيلية "المناضل".
اليسار فكر يخترق القبيلة ليبني مقولات الوطن، الوطنية، المواطنة، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، النهضة والحداثة .... لكنه يصطدم في الواقع بالقبيلة، فالشباب الموالي لليسار في المناطق التي تسيطر فيها القبيلة وتعشش فيها أحزاب اليمين سرعان ما يلبي نداء القبيلة سرا أو علنا، بل شهدنا مناضلين يحسبون على اليسار لبوا نداء القبيلة واليمين في الانتخابات.
لم يكن حضور اليسار في تلك المناطق يوما بهدف اختراق هذه البنية الرجعية (القبيلة) بجعل غايته الكبرى التربية السياسية والانغراس التدريجي، بقدر ما كان هدفه المقعد الانتخابي، فكان أن فشل اليسار في الريف والشمال والجنوب وفي كل المناطق ذات الاستقطاب القبلي. وتتعمد السلطة تهميش المناطق لأن النهوض الاقتصادي يدمر هذه البنية الرجعية : القبيلة، وينقل المجتمع إلى طور المدنية.
وما دامت القبيلة قائمة بقوة، وفكرها هو المسيطر، ضد إرادة الفرد والمجتمع وضد التغيير، وما دام الفرد مسلوب الإرادة أمام القبيلة وغير قادر على التحرر من فكرها، فإن التطور سيبقى محجوزا وستستمر التعددية السياسية بمعناها الفج المفرغ من كل محتوى حقيقي لخدمة الاستبداد وإعادة إنتاجه، وهي تعددية تعكس تحالف أعيان القبائل لتعزيز سلطة المافيات والمتنفذين الطبقيين من البرجوازية المتوحشة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى