الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والعلاقات مع دولة إسرائيل الصهيونية

منذر علي

2020 / 9 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ليكن واضحاً للجميع أننا لسنا، بأي شكل من الأشكال، معاديين للسامية، Anti-Semitism، ونحن ندين بقوة المحرقة التي اقترفتها النازية الألمانية بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية في الفترة الممتدة من عام 1941 حتى 1945. ولكن رفضنا للمحرقة النازية ضد اليهود لا يسوغ ، بأي حال من الأحوال ، أن نقبل المحارق اليومية التي تقترفها الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني والمصري والأردني والسوري واللبناني منذ عام 1948 وحتى اليوم.

***

إنَّ معارضتنا للعلاقات مع دولة إسرائيل العدوانية والعنصرية والمحتلة لأرض فلسطين العربية، ينطلق من أسس إنسانية، قوامها الحرية والعدل لكل شعوب الأرض، بما في ذلك اليهود أنفسهم، وليس قائماً على التحيز لشعب ما ضد شعب آخر، تحت حجج قانونية واهية، أو بتأثير قيم ثقافية مشوشة، معطوبة بالتعصب الديني والعرقي.

***
ومن هذا المنطلق المبدئي، الذي يشاطرنا فيه اليهود ذوي البصيرة التقدمية، والرؤية الإنسانية، أمثال المفكر اليهودي الأمريكي الكبير نعوم تشومسكي، والمؤرخ الإسرائيلي البارز إيلان بابي، والمرحومة المناضلة الإسرائيلية الجسورة فيليتسيا لانغر، وآلاف غيرهم، بل ملايين الناس من مختلف الاديان والأعراق على امتداد العالم ، نرفض العلاقات السياسية والتجارية والثقافية مع دولة الاحتلال الصهيوني.

***
إننا نرفض كل أشكا ل العلاقات مع إسرائيل العنصرية المحتلة، سواءً أقامت تلك العلاقات المعيبة الحكومة المصرية، أو الأردنية، أو القطرية أو العُمانية، أو اليمنية أو البحرينية أو المغربية او التركية أو غيرها؛ لأن العلاقات مع إسرائيل في الظروف الراهنة، تقوض المقاومة الفلسطينية والعربية للاحتلال، وتفتح الطريق لمزيد من التمدد والاحتلال للأراضي العربية، وإقامة ما يعرف بدولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، المدافعة عن المصالح الإمبريالية ، والمنطلقة من قاعدة عنصرية، مفادها: إنَّ اليهود هم شعب الله المختار!

***

إنَّ أنصار العلاقات مع إسرائيل من اليمنيين، مشوشون، فهم يقولون أنَّ إسرائيل لم تؤذنا وبالتالي لا مشكلة من إقامة علاقات معها، ولكن هذا القول ينم عن جهل بالتاريخ، ذلك أنَّ إسرائيل ساهمت في الحرب ضد اليمن إبان الثورة اليمنية، سبتمبر وأكتوبر، في الستينيات من خلال التنسيق والتدريب والعمل المشترك مع النظام الأردني ، ومع النظام الإيراني ، في زمن الشاه ، ومع النظام السعودي، في عهد فيصل وخالد وفهد ، فضلاً عن أنها ألحقت الأذى بنا ، بشكل غير مباشر ، من خلال إيذائها لإخواننا العرب في فلسطين وسوريا ولبنان ومصر والأردن.

***

إنَّ التطبيع مع إسرائيل هو أسوأ من مجرد العلاقات التجارية التي أقامتها بعض الدول العربية معها منذ اتفاقية كامب ديفيد سنة 1978. وبالتالي فأنّ تطبيع الإمارات مع إسرائيل يوم أمس، 13 أغسطس 2020، حدث جلل، ويعد الانفجار الثاني بعد الانفجار الأول في مرفأ بيروت، يوم 4 أغسطس 2020، بكل ما لهذه العبارة من دلالات سياسية!

والسؤال اليوم هو: أين ومتى، يا ترى، سيكون الانفجار الثالث، وما طبيعته، وما الشكل الذي سيتخذه، وما المطلوب منا لمواجهة الأخطار المحدقة بأوطاننا وشعوبنا العربية؟؟؟

وجمعتكم طيبة أيها اليمنيون والعرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس