الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق السلام .. قراءة تاريخية(4)

محمد خدام عبد الكريم
كاتب

(Mohamed Khadam Abdalkareim)

2020 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أوراق السلام.. قراءة تاريخية (4)


إعلان كوكادام مارس 1986م

بعد ثلاث سنوات من انهيار اتفاقية (نميري- لاقو) عُقد في مدينة كوكادام الأثيوبية في مارس من عام 1986 مؤتمرا لحل قضية الجنوب ضم التجمع الوطني للإنقاذ القومي الذي يمثل أغلب الأحزاب السياسية في السودان والحركة الشعبية.
وقد طالب قرنق في هذا المؤتمر حكومة الخرطوم برفع حالة الطوارئ، وايقاف اطلاق النار، والغاء قوانين الشريعة الاسلامية المعروفة بقوانين (سبتمبر 83)، والغاء الاتفاقيات العسكرية مع كل من مصر وليبيا، إلا أن الحكومة رفضت مطالب قرنق وبالتالي فشل المؤتمر وبفشله فقدنا فرصة ثالثة للسلام.
في الحقيقة كان إعلان كوكادام يمتلك رغبة أكيدة لتحقيق السلام لأنه خاطب القضايا التي تمس المواطن السوداني بشكل أساسي، فقد التزم الإعلان بالخيار الديمقراطي السلمي لبناء سودان جديد يتمتع فيه كل سوداني بالحرية والتخلص من القيود، ويتمتع بكل منافع الحياة الديمقراطية، ويتحرر من العنصرية والقبلية والطائفية والتمييز والتفاوت وكل أشكال التخلف.
وقد سعى المؤتمر بشكل جاد لوقف نزيف الدم واسكات صوت الحرب، وقد أقر أيضا بضرورة عقد المؤتمر الدستوري القومي لأنه يشكل الضمانة الوحيدة لتحول السودان إلى دولة قومية تقوم على مبدأ المواطنة.
وكانت كل مقترحات ومطالب الحركة الشعبية تصب في صالح قيام المؤتمر الدستوري باعتباره الأساس الذي تبنى عليه عملية السلام.
وبما أن النخب الشمالية قد أدمنت اسلوب واحد لصنع السلام هو اسلوب استرضاء النخب السياسية الجنوبية على حساب مجموع الشعب، فقد فشل إعلان كوكادام وضاعت أول فرصة حقيقية لقيام المؤتمر الدستوري وبالتالي بقينا في متلازمة الحرب والسلام إلى أن تم فصل الجنوب، ولا ندري ماذا تخبئ لنا سياسة النخب الفاشلة في بلادنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم