الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثرثرة دخيل كارو وقصص أرنست همنغواي

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)

2020 / 9 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ثرثرة دخيل كارو وقصص أرنست همنغواي)
عندما أفكر بشعبي، أتمنى للحظة حصولي على فأس يشبه ذلك الذي كان يقاتل به (لي فان كليف) في فلم (كابتن أباتشي) لا لأقاتل به بل لأشق جذع شجرة هلبو مقدسة وأحصل على بعض الأجوبة السائلة النابعة من جذور ممتدة في عمق التاريخ.
يبدو أن جعبتي لا تخلو من الأسئلة أبدا، ودائما لدي العديد منها، بعضها قد تكون بدائية تبحث عن قشور لها مثل:
ماذا فعلنا ببعضنا؟
ماذا قدّمنا لبعضنا؟
محارب الجبل شرّفنا بحضوره ويفضّل الجلوس على الأرض، ولف سيجارة من تتن (كرسي) وسماع موّال بصوت (قبّال) من مسجّل توشيبا يعود للثمانينيات من القرن الماضي، وعندما (قبّال) يغنّي أخشى على المسجل من الانفجار ومن الزجاجيات المجاورة الكسر!
مَنْ لا يحب الهدايا وهو يعيش على قمّة جبل (شنكال)؟ الهدايا التي نحتفظ بها بحبّ.
أنا لا أتمنى بل اطلب، أجل، اطلب قارورة عرق بعشيقي، وديك كردي أو عربي لا فرق المهم أن يكون ديكا وغير ملطخ السمعة ويصلح أن يكون تشريبا، فلست عنصريا إلى هذا الحد، وأطلب كمشة تتن من (كرسي) وشخص خفيف الظل وثرثار مثل صديقي (دخيل كارو) يطلق العنان للسانه.
لابد أن يكون يومي فقد كتبت للتوّ قصيدة آيروتيكية. هه، لابد أنها آثار القدح الثالث من العرق البعشيقي. أنا في غاية السعادة لامتلاكي هذا الكم من الشراب، وهذه السريالية التي تمتزج معها بيسر. ولكنني أيضا في غاية الغباء لإسرافي في الشرب. ومجنون كليا لأصغي إلى هذا الثرثار الجالس قبالتي وأطوح بكتاب ثلوج كليمنجارو للعجوز أرنست همنغواي.
يا ترى لمن كانت آخر أطروحة ماجستير تناول فيها الباحث قصص السبايا الأيزيديات عن الاغتصاب، وقصص أرنست همنغواي عن الأسود والثيران.
أنا شخصيا أفضل الحكايا الفكاهية التي تتحدث عن هروب الأرواح وصيد الذئاب وليس تلك القصص التي تجعل من كاتبها أضحوكة يصر على غرز أجنحة في جانبي الأفيال الزرقاء.
ولكن ليس باليد حيلة فالحروب هي المواضيع المفضلة للعاطلين عن العمل وهي التي تترك العين الثالثة للشاعر مفتوحة وهي التي تسقي شجرة الشعر الحداثي وهي التي تجلب العاهرات آخر الليل لنكتب عنهن.
الحروب سيول تجرف الكثير من القش والجثث والكلمات الفارغة التي لا معنى لها. وطبعا هذا لا يجعلك خبيرا، فما تتفوه به ليس سوى هراء يصعب تصديقه. الأمر لا يتعلق بشواربك الحليقة ولا بلحيتك الكثة. أنها مجرد عادة عدم تصديق الآخرين.
كيف انتهى بنا الأمر في العيش داخل هذه الخيام؟
لماذا تخلينا عن الجبال والأشجار والصحاري والأنهار؟
هل سنعود يوما لأحضان من نحلم بهم؟
متى ستسأل علينا الشمس ثانية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة