الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خاتمة _ تكملة
حسين عجيب
2020 / 9 / 3العولمة وتطورات العالم المعاصر
قبل البداية ، للتذكير والعلم :
يتمحور هذا الكتاب النظرية الجديدة للزمن ، أو الرابعة ، حول فكرة رئيسية " الجدلية العكسية بين الحياة والزمن " .
ولا يوجد سوى احد احتمالين ، الفكرة صحيحة أو أنها غير صحيحة ؟!
ولتكن البداية مع احتمال الخطأ .
حيث توجد ألوف الكتب التي تؤكد نقيض الفكرة ، وأضعافها من المقالات والمواقف والدراسات .
لكن ، ماذا لو كانت الفكرة صحيحة ؟
أعتقد أنها تستحق فرصتها في القراءة ، والمستقبل هو الحكم .
1
في كتاب " فن الاصغاء " الأخير ل أريك فروم ، وترجمة محمود منقذ الهاشمي ، حكاية جوهرية تتضمن جميع ما كتبه أو فكر فيه _ أيضا وهو الأهم _ تتضمن ما لم يكتبه وما لم يفكر فيه ، وهي نموذجية ويمكن تسميتها " حكاية الحكاية " . وقد ذكرتها سابقا بشكل تفصيلي ، وموسع ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن .
ملخص الحكاية :
بينما كان المفكر والمحلل النفسي الشهير ، أريك فروم ، على فراش الموت وهو في عمر الثمانين ، حيث ولد سنة 1900 ومات سنة 1980 . جرت هذه الحادثة مع محلل نفسي يتدرب لديه :
تقول المريضة فلانة ( س ) أنها أخبرت والديها ، خلال دعوة على الغداء أنها تلتقي مع فلان ( ر ) ، وأنهما قالا لها معا نفس الفكرة _ النصيحة ، فلان متزوج ومن غير الجيد ولا المقبول أن تتورطي بعلاقة عاطفية معه . ثم يكمل كلامه ، عن تطور العلاج مع المريضة ...يقاطعه أريك فروم ، مهلا لنعد خطوة إلى الخلف :
المريضة هي بعمر الثلاثين ، وتخبر الوالدين معا ( الأم والأب ) أنها تلتقي بفلان ( س ) الذي يشتغل في شركة والدها ، ثم يقدمان لها تلك النصيحة ( التهديد ) : لا تتورطي معه ؟
هنا بؤرة التحليل النفسي ، بل وعلم النفس كله _ يكمل أريك فروم _ كيف لا تفهم أم أن ابنتها التي تجاوزت الثلاثين في ورطة وهي تستنجد بها وبالأب معا ؟!
هل الأم مغفلة في حياتها العادية ، في المنزل والسوق مثلا ، هل تستطيع جاراتها وصديقاتها خداعها بتبديل قطعة أساس من المنزل بأخرى سعرها أرخص ؟
ويجيب ، بالطبع لا .
وماذا عن الأب ، فهو ناجح في المجتمع ويدير شركته بذكاء ومهارة ، فهل يستطيع أحد موظفيه أن يتحايل عليه بالدوام أو الأجر وغيره ؟
ويجيب ، أيضا بالطبع لا .
اين المشكلة إذن ؟
بالمختصر عدم الاهتمام .
الأم والأب لا يكترثان لمصلحة ابنتهما ، ولا يستطيعان الاستماع إليها لمدة دقائق .
هما مستعجلان ، لتنتهي من حديثها الممل بالنسبة لهما .
وماذا ستفعل المسكينة !
لا يمكنها فعل أي شيء .
....
يشرح أريك فروم فكرة " الاهتمام " ، بطريقة لم أكن قد سمعت أو قرأت عنها سابقا .
مئات الساعات ، فكرت بهذه الفكرة ( الخبرة ) ، التي شرحها المعلم بشكل واضح تماما .
فكرة أخرى بنفس الكتاب " اللحظة الحاسمة " أو الصدمة .
ما أريد قوله ، والتأكيد عليه ، بدون اهتمام لا شيء يحدث :
لا فهم ولا شيء ، عدا الثرثرة التافهة والفارغة بالكامل .
أظنه ، بنفس الكتاب ينطق بالعبارة الحزينة والكاشفة بالكامل :
لا يستطيع الانسان أن يفهم الحياة ، إلا وهو يغادرها .
2
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير البارحة
وأنا أنتظر بلهفة
الغد الجديد
هذه القصيدة للشاعر السوري رياض الصالح الحسين ، مات بعمر 28 سنة .
....
أذكر أنني قرأت القصيدة ، قرأت كتابات رياض الصالح الحسين مرارا .
3
سنة 1999 لأول مرة ، أنتبه إلى الجملة :
الغد يأتي بالغد
عاريا ، و...
....
رغم أني تركت 37 سنة خلفي
وانا أحشو دماغي
بالنيكوتين والذكريات
لم أنتبه أن الغد يأتي بالغد
عاريا ،
وموحشا إلى هذه الدرجة ...
ومع كثرة في الأصدقاء ،
ووجع الرأس
بالكاد وللحظات معدودة
تفلت روحي من سجنها ،
وأنا بنصف إغماضة
بين الحلم واليقظة ،
أحاول إغواء الفراشة
ثم ، لا تلبث أن تتركني وتطير ...
تاركة نهارا طويلا
علي مواجهته بمفردي .
....
أعتذر عن الاستشهاد ( الأناني ) ، بكتابة سابقة
وأرجو أن يكون السبب الحقيقي معرفي ، لا نرجسي فقط .
أتذكر إلى اليوم كلمة " لا تلبث " ... وكم ترددت حيالها
لكنني نسيت تماما ، وبالكامل ، كيف ولماذا وضعت العبارة : الغد يأتي بالغد .
من المنطقي أنني فكرت ، بشكل لاشعوري غالبا بعبارات :
الغد يأتي بالأمس ، والغد يأتي باليوم ، وغيرها طبعا
لا أتذكر .
4
والآن دورك قارئ ت ي العزيز _ ة
بدون اهتمام حقيقي لا يمكنك فهم ، لا هذا الكتاب ، ولا غيره .
هذا الكتاب ، يتمحور حول فكرة مناقضة للموقف السائد حول الزمن ، وخاصة اتجاه حركة الزمن ( أو سهم الزمن ) : من الماضي إلى المستقبل .
هذا خطا تماما ويمكن فهم الخطأ ، لكن بعد الاهتمام الحقيقي بفكرة الزمن ، والحاضر أكثر .
....
الجدلية العكسية بين حركتي الزمن والحياة ، محور النظرية الرابعة .
عليك إعادة القراءة باهتمام أكثر من القراءة السابقة .
انتهى دوري ، وجاء دورك .
5
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
شكسبير بترجمة أدونيس .
هذه العبارة أيضا كاشفة ، وتشبه قصيدة رياض ، وعبارات عديدة ل أنسي الحاج :
أيها الأعزاء عودوا ...
لقد وصل الغد .
أيضا عنوان ديوانه الشهير :
ماضي الأيام الآتية .
وأختم مع الرائعة شيمبورسكا النهاية والبداية ....
....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب
.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل
.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي
.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية
.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس