الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكتوبر ٢٠١٩ - أكتوبر ٢٠٢٠... ما الذي تغير؟ وما الذي يجب أن يتغير؟

جلال الصباغ

2020 / 9 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


شارف عام على نهايته منذ اندلاع انتفاضة أكتوبر، ففي مثل هكذا ايام من العام الماضي كان شباب وشابات الوسط والجنوب يحشدون لحدث تاريخي سيقلب الطاولة على نظام النهب والقتل والإرهاب، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ العراق، عمودها الفقري الطلبة والمعطلين عن العمل والعمال والنساء والتحرريين الثوريين والحالمين "بوطن" خالٍ من العصابات والمرتزقة الذين يخدمون أجندات طهران او واشنطن.

انطلقت الانتفاضة وفي أيامها الخمسة الأولى مُلئت مستشفيات بغداد بالضحايا من القتلى والجرحى. خمسة أيام من القنص والموت المجاني والرصاص الحي الذي يحصد رؤوس الشباب الحالمين بحياة افضل. خمسة أيام من أكتوبر العام الماضي، والسلطة مدركة أن هؤلاء الشباب لن يعودوا إلى منازلهم دون أن يتخلصوا من النظام البشع الذي جثم على صدورهم طوال الفترة الماضية.

مرت الخمسة ايام الاولى من عمر الانتفاضة لتدشن انطلاق مرحلة جديدة، والذي تغير بعد هذه الأيام هو الرفض الجذري لكل المشروع الطائفي القومي الديني الذي جاء به الأمريكيون بعد ٢٠٠٣، فشباب وشابات أكتوبر، لم يطالبوا بإصلاح او حلول ترقيعية، انما رفعوا شعار إسقاط النظام برمته، واستمر هذا الحال للأربعة أشهر الأولى من عمر الانتفاضة.

مع استمرار مسلسل قتل واختطاف وتعذيب المنتفضين ومع تدخل القوى الإقليمية والدولية من أجل انتشال نظامهم الغارق في وحل الجريمة والسرقة، ومع ارتفاع حدة الصراع بين الفريقين الأساسيين في العراق وهم فريقي ايران وأمريكا، وفي ظل الضربات القوية التي وجهتها الانتفاضة، أسقطت حكومة عبد المهدي. وجاءت بعدها حكومة الكاظمي واستمر مسلسل القتل والاغتيال بحق المنتفضين.

استمرت الانتفاضة وخلال الستة أشهر الأولى من عمرها عملت السلطة ومليشياتها على الدخول بكل ثقلها لساحات الانتفاضة ونصب الخيم وضرب المنتفضين من الداخل، عن طريق رفع شعارات الإصلاح والمطالبة بتغيير بعض الوجوه او تعديل قانون الانتخابات او غيرها.

في هذه الأثناء صار واضحا حضور القوى المليشياوية بقوة داخل الساحات، فالجميع كان يعلم أن هذه الخيم تابعة لمقتدى الصدر وتلك العصائب وأخرى لبدر ورابعة لعمار الحكيم وخامسة للمرجعية وسادسة للعتبة وهكذا، وجميعها كانت تعمل على تشويه الانتفاضة من الداخل، كما تعمل على سلب الروح الثورية العلمانية والمدنية للانتفاضة، وتحويلها لمجرد خيم للطم والأناشيد الدينية.

بفعل التشويه والاتهامات عبر الإعلام الفضائي والمثقفين والجيوش الإلكترونية، وبسبب غياب التنظيم الذي رافق الانتفاضة استطاعت قوى الثورة المضادة من اضعاف الزخم الجماهيري الفعلي للمنتفضين خصوصا في الأشهر الأخيرة التي تزامنت مع جائحة كورونا والحظر الصحي المفروض على حركة المواطنين.

لم يتغير اي شيء على مستوى السلطة وما قدمته للجماهير، فلا خدمات تم توفيرها ولا مليشيات تمت محاربتها، ولا فرص عمل او تعيينات، وذات المنظومة الطائفية القومية هي التي تحكم وهي من تتقاسم المغانم والحصص، ولا يزال القرار الحقيقي بيد خامنئي وترامب وليس بيد الجماهير، كما كانت تريد.

اذا ما أرادت الجماهير أن تستعيد الق انتفاضتها وان تستكمل نضالها ضد النظام، فما عليها سوى الاستعداد والتحشيد لجولة جديدة ومرحلة أخرى من الانتفاضة، وأن تستفيد من دروس عام كامل من النضال وان تعرف نقاط القوة والضعف لديها وان تعمل على المزيد من التنظيم من أجل الوصول للنتائج التي تريد الوصول إليها والمتمثلة بإسقاط هذا النظام وإقامة سلطة الجماهير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ