الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين وأميركا.ماذا بعد؟

باسم محمد حسين

2020 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لم ينفك الرئيس الأميركي ترامب عن مهاجمة الصين منذ تسلمه المسؤولية الرسمية ولغاية اليوم مطلقاً، ففي كل محفل وكل حديث يذكر الصين سلبياً ويحاول استفزاز التنين، هو وكادر الادارة الاميركي وأولهم وزير خارجيته جورج بومبيو وربما آخرهم نائبه مايك بنس .
هناك عبارة جميلة جداً انطلقت من القوات المسلحة الصينية في الأمس القريب وهي (الجيش الصيني لن يرقص على نغمات واشنطن)، العبارة جاءت كرد على تقولات واتهامات أميركية بعد حادثة إطلاق صاروخين صينيين على هدف معادٍ دخل بحر الصين الجنوبي قرب جزيرة هاينان (جنوب غرب البلاد)، الأمر الذي (أزعج) الولايات المتحدة الأميركية، وكانت هناك تصريحات تدين اطلاق الصاروخين وتتهم جمهورية الصين الشعبية المسالمة بزعزعة السلم العالمي بالإضافة الى شتى الاتهامات الاخرى. يبدو أن العم سام تناسى ما فعلته الأجهزة الاميركية منذ صعود الرئيس ترامب للسلطة في محاولات محاصرة وتحجيم الصين العملاقة. بدءاً من رفع التعريفة الكمركية لمرات عديدة على أغلب السلع الصينية التي تستوردها دولته مروراً بأحداث الشغب في هونغ كونغ ومحاولات خلق المشاكل بين مقاطعات الدولة الواحدة، يضاف الى ذلك موضوع شركة هواوي للاتصالات المتشعب المشاكل، وليس أخيراً موضوع كورونا الذي نجحت الصين في احتوائه بسرعة كبيرة مقارنة بحجم المشكلة عندما بدأ في مدينة ووهان، بينما تراخت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية في بادئ الأمر في اتخاذ الاجراءات المناسبة والسريعة لمواجهة الجائحة الجديدة.
إن صعود الصين في السنوات الاخيرة بشكل لافت للنظر وفي جميع المجالات تقريباً ربما يغضب البعض وخصوصاً القيادة الأميركية التي تشعر بأن منافستها الأولى بدأت تتفوق عليها. في الجانب الاقتصادي نلاحظ ان معدل النمو في الصين يتجاوز 6% سنوياً بينما في الولايات المتحدة لم يتجاوز 2.5% في احسن الاحوال بالرغم من كل ما يفعله ترامب للنهوض بهذا الجانب، وعلى الصعيد التكنولوجي فموضوع شركة هواوي ونظام الـ (5G) للاتصالات خير مثال على ذلك، والجانب الصحي لا يمكن لأي متابع تناسي كيفية تعامل الصين مع جائحة كورونا بالسرعة والدقة والحزم للتصدي للوباء وإنقاذ الارواح. والذي يتقدم في هذه المجالات لابد أن يكون متقدماً في مجال الدفاع عن النفس، ويُسخّر جزءاً من امكانياته الجيدة لتطوير الجيش والأجهزة والقوات الساندة تدريباً وتسليحاً وتنظيماً ورفعاً للمعنويات.
الصين فرضت نفسها اقتصادياً وتقنياً ولابد للجميع من الاعتراف بهذا الأمر والتعامل معه بجدية عالية بغية تحقيق أهداف الشعوب في العيش الرغيد. وطريق الحرير الجديد هو يد سخية ممدودة للتعاون مع الجميع لخلق مستقبل زاهر للبشرية من خلال التشارك في البناء وفي كافة المجالات.
الانتخابات الرئاسية الاميركية في نوفمبر المقبل، ربما تتغير البوصلة فيها من الجمهوريين الى الديمقراطيين ويتحجم هذا التصعيد و يقل التشابك بين القوتين الكبريين في الارض، وربما يستمر الصراع ولا أحد يعرف ماذا سيحصل مستقبلاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح