الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتحاد كتاب المغرب الحلقة ٥

حميد المصباحي

2020 / 9 / 4
الادب والفن


اتحاد كتاب المغرب_المؤتمر 19_الحلقة٥
________________________
1_صمت المؤتمرين
-------------------------
كأنهم جميعا كانوا ضيوفا، لكأنهم ينتظرون بداية لم تبدأ كما يجب، أو فاجأهم الصخب، في الأمر أمور كانت غائبة، وأسئلة حجبت، من قبيل_مؤتمر من كان هذا المؤتمر؟
هو حتما افتراضا وواقعا لكتاب ومثقفين، أي نخبة طالما اشتكت من تهميش بعض الأحزاب لهم، بل حتى الدولة نفسها، تعاملهم بتعال وتجاهل، له تاريخه وغاياته، بل دوافعه التي سبق التطرق لها في الحلقات السابقة.فكيف يتجاهلون كونهم نخبة، تقدم نماذج حتى لو ضحت بالديمقراطية نفسها، وهي قبول بموقف الأغلبية في الاختيار والانحياز لمن شاءت، أعضاء وحتى رؤساء كما كان يحدث دائما؟؟ لكن عندما نقيس الخسارات بالأرباح التي حققها التأجيل، ماذا نجد؟
تكريسا لموقف المجتمع التقليدي في غالبيته من المثقفين،أي مجرد منتفعين وراغبين في البحث عن الثروة من خلال توظيف معارفهم وعلاقاتهم، رغم أن المجتمع يقبل مد الفقيه ليده، ومسكنة المتدين، ربما لأن هؤلاء يخالطونهم ويتعايشون معهم مهما كانت مكانتهم الدينية الرمزية، بشكل أو آخر، كانت الأحداث بالصورة وما تلاها من نقاشات ومشادات، مبررا لرفض النخبة العارفة، وهو ما يخدم لوبيات السياسة الاحترافية أو بعضها تحفظا لوجود سياسيين مثقفين وإن لم يكونوا أعضاء في اتحاد كتاب المغرب، فالمثقف مطلوب منه التعبير والكتابة، والانحياز وإن أتى متأخرا، فتلك طبيعة الوعي الحذر والمتفحص للحدث أو الفكرة.
2_تجاهل الإعلام
_____________
طبعا الحكم نسبي، بحكم أن الصحافة تبحث عما يثير فكريا وتنظيميا وموقفيا، لكن الإشارات الصحفية لم تكن تغطية، بل إشارات في أغلبها للوقائع والحلول المقترحة للخروج من أزمة صراعات، فسرت بأشكال مختلفة وأحيانا متضاربة.
وغثار الغموض لم يخدم رسالة المثقفين المغاربة، بل عزلهم وحولهم لمتصارعين على مناصب وامتيازات، ربما لاتستحق كل هذه التشويهات التي مست هذا الإطار، ومن خلاله امتدت لصورة المثقف في الفكر اليومي وربما حتى المخيال الشعبي المغربي، الذي يعج بصور نمطية، لا يمكن اعتبارها خادمة للثقافة والمثقف، هنا كادت تنمحي الفروق بين مؤتمرات بعض الأحزاب السياسية التي انتهت بمواجهات شاهدها المغاربة، وما عاشه اتحاد كتاب المغرب.
3_دعوات الخلاص
--------------------
عندما تشتد الغيرة على ما آل إليه اتحاد كتاب المغرب، تظهر الدعوات لحله ودفنه، رحمة به وعطفا عليه، وهي رسائل لها مبرراتها، النظرية وربما العملية، فالمثقف لا يمكنه أن ينهك نفسه في كيفيات التنظيم والبناء، وينسى واجبه الأساسي، أي خلق الأفكار وإبداع الرموز ، بما هي دعامة لبناء الحضارة أو الانخراط الواعي فيها والتفاعل معها، بدل الانشغال بمعارك تلهي المثقف عن مهامه وتخلق لديه انشغالات شبيهة باليومي وسلطته، بل إن عزلة المثقف في مثل هذه الحالات مرحب بها إن كانت مخصبة لفكره وعطائه، بعيدا عن المناوشات والحروب الصغيرة والمضنية، والتي تمس رصيده الرمزي في المجتمع الذي عمل عقودا من أجل ترسيخ وجوده بديلا للمثقف التقليدي، المنخرط في المجتمع والمتوفر على قرون من التجربة والتفاعل مع كل فئات المجتمع قراء وأميين وحرفيين وحتى ساسة ورجال تقنية.
خلاصات
---------
نحتاج لفكر وندوات تسلط الضوء على مستجدات النخبة المثقفة، ليس فقط تصنيفا، بل تحديدا للجذور المولدة لعقليات وذهنيات، عرفت تحولات في تمثلها للعالم والمجتمع، فلسنا مجرد باحثين ومفكرين في قضايا المجتمعات والحضارات، بل مفكرون أيضا في مآلاتنا وتحولاتنا، وما خضعنا له من ـتأثيرات سوسيولوجية وثقافية وربما حتى نفسية.
حميد المصباحي _كاتب روائي_عضو اتحاد كتاب المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟