الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استعمار البلدان العربية بوساطة احزابها الاسلامية

عصام صباح ابراهيم

2020 / 9 / 4
كتابات ساخرة


مقال / استعمار البلدان العربية بوساطة احزابها الاسلامية
يشارك عنوان المقال ذهن القارئ بخصوص التوارد المُستحصل اللاشعوري حول الترابط فيما بين : الاستعمار / الاحزاب الاسلامية / البلدان العربية / التدخلات الخارجية / اللاوطنية / التبعية / الاستنزاف / الانانية / الدونية، وللدخول في فحوى المضمون فلا بد من تواجد دلالات ترصد وضع الشؤون العربية بالذات، فوضعها سيئ على العكس من الدول الاسلامية ذات الاعراق غير العربية، فمثلا يقول "مالك بن نبي" في كتابه (مشكلات الحضارة ... المسلم في عالم الاقتصاد) : ان الاسباب التي تطبع سلوك المسلمين لتكوّن افكارهم أقل فعالية في الحقل الاقتصادي من افكار غيرهم، نقول انها اسباب مرحلية، أعني ملازمة للمرحلة التاريخية التي يمر بها المجتمع الاسلامي اليوم، وعلى المسلمين أن يتخلصوا منها في أوجز مدة ممكنة، بالطرق التي يفرضها عصر تسريع التاريخ، وهذا يعني في مجال الاقتصاد، أن يوحّدوا امكانياتهم وحاجاتهم حتى يحققوا في أسرع ما يمكن شروط الاكتفاء الذاتي، أي الحلقة الاقتصادية نفسها التي تستطيع الانغلاق على نفسها، اذا ما اقتضت الضرورات الداخلية والخارجية لذلك.
ونجد نفس الطرح مُسبقا لدى علماء التخطيط التنموي من الذين خطّو هذا النحو وهم كلٌ من "هوفر" و"كلارك" و"فيشر" اصحاب الفكر الاعتمادي – الاعتماد على الذات، فيما بين المستقرات – المستوطنات البشرية للدولة الواحدة، فالنمو الداخلي self- growth فكرة جاءت بتسلسلٍ علمي من لدن "جون فريدمان" وترمي الى الاكتفاء الذاتي self- sufficiency وهي جوهر نظريته المعروفة – نظرية النمو الداخلي growth central الرامية الى الاشباع الداخلي من خلال التجميع القطبي، على العكس من الاعتماد على الخارج – التبعية ذات الهيمنة الاستعمارية، المصحوبة بفرض الحصار الاقتصادي مع الخطر الاقتصادي ان تم قطع الاعتماد الخارجي التغذوي.
وهذه النظرية التي لم يعمل بها حكام البلدان العربية، وبالأخص حكام العراق بعد العام 2003، اما في العام 2002 في العراق فقد تم تحقيق الاكتفاء الذاتي حيث اصبح العراق غير تابع اقتصاديا لأي دولة رغم الحصار الاقتصادي المفروض، وكما تمت محاربة العراق بعد العام 1979 كونه ايضا حقق الاكتفاء الذاتي، شرع الاستعمار الى ضرب العراق لما حققه من انجاز تنموي داخلي، وذلك بوساطة الاعتماد المتبادل مع استغلال الطاقات والموارد المتاحة وغير المتاحة.
كما ينبغي أن نُعرج على الفكر الرأسمالي القطبي، فهي عند "فرانسو بيرو" صاحب نظرية مراكز النمو growth polo وهذه النظرية اقصائية كونها محورية ذات طابع تخطيطي بؤري يسمى بثنائية التنمية المكانية، ويعني ذلك تهميش اماكن وانعاش اماكن – اقليم رخو واقليم مزدهر، وهذا ما نلحظه في العالم الاسلامي العربي بالذات، فانها ان سارت نحو الفكر التخطيطي، فسوف تلتزم بأسلوب هذه النظرية.
فالتخطيط الناجح هو التخطيط الذي يقيس فجوات التنمية المكانية بغية تحقيق تنمية عادلة لهذه الفجوات – العجز الذي يلكأ العمل التخطيطي العلمي، مع العمل بمبدأ تحقيق التنمية الذاتية – النمو الداخلي – التنمية المستدامة، وهذا هو التخطيط المعمول به في البلدان المتطورة علميا، والمتقدمة اقتصاديا التي تعمل على استخدام افضل النظريات التخطيطية، مع بث باقي النظريات وتصديرها الى دنيا العرب، فلا تخطيط صائب الا من خلال تحقيق الاكتفاء بالموارد الداخلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يتراجع 6 مراتب في اختبار إتقان اللغة الإنكليزية للعام


.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم




.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع