الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى قتل عبدالكريم قاسم؟

عبدالزهرة حسن حسب

2020 / 9 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


السؤال يبدو للوهلة الاولى ساذجاً. لأن عبدالكريم قاسم قتل قبل سبع وخمسون عاماً. ولكن يكون السؤال منطقياً ومطلوباً إذا كانت غايته التذكير بالأسباب التي سببت سقوط ثورة الرابع عشر من تموز وقتل قائدها. وللعمل الجاد والشجاع لعدم تكرارها يلزم الكاظمي الخروج من دائرة الخوف التي جردت السلاح من يد قاسم.
الاجابة على السؤال تثير دهشة الكثير واستغرابهم لاسيما أؤلئك الذين لم يعيشوا المرحلة فيستقرأوا مسار الاحداث وموقع الخلل فيها. هم لا يقبلوا أن قاسم قتل نفسه بنفسه. ويسألون دائماً كيف؟ قاسم ارتكب اخطاء لا أريد الحديث عنها فقد سبقني من تحدث فيها، ما يهمني هو خطأ واحد سبب سقوط ثورة تموز وقتل قائدها.
في سنة 1959 هاجمت احدى عصابات حزب البعث موكب الزعيم قاسم في شارع الرشيد وأصيب اصابات مباشرة بالرصاص، على اثرها دخل المستشفى وكاد يفقد حياته.
تم القبض على بعض افراد العصابة وتمت محاكمتهم وفق القوانين السارية وأدينوا بالجريمة. لكن قاسم بعد ان تعافى وعاد الأمن والاستقرار للوطن قال كلمته التي رفضها الشعب (عفى الله عما سلف) وأطلق سراح كل من تم ادانته. فسره البعث ومن تحالف معه جبناً من قاسم فتمادوا في تآمرهم. أقولها للتاريخ كان هذا الموقف المسمار الأول الذي دُقَّ في نعش قاسم.
قد لا يتفق معي البعض اذا قلت ان الوضع السياسي بالمرحلتين متشابه الى حد ما. بالأمس انقسم المجتمع العراقي الى شعب يدافع عن ثورة تموز ويناصر قادتها. واليوم الشعب منقسم الى شعب يريد دولة مدنية يحكمها القانون وتسودها العدالة، واحزاب تريد لا دولة ولا قانون وتعزز وجود الميليشيات الخارجة عن القانون. تقتل كل رافضٍ لوجودها وعمالتها.
بعد ترؤس الكاظمي لمجلس الوزراء اتجهت الانظار الى ما سيفعله للحد من ممارسات المليشيات من الخطف والتغييب والقتل ببنادق الصيد والرصاص الحي والطعن بالسكاكين وحرق الخيم. لكن الكاظمي لم يفعل ما يميزه عن سابقه في هذا الشأن. فتمادت الميليشيات في قتلها للمتظاهرين وبلغت ذروة جرائمها في محافظة البصرة مما استدعى وجود الكاظمي ووزرائه الامنيين في المحافظة تدارسوا الوضع الامني واتخذوا قرارات شجاعة تم بموجبها اعتقال 300 متهم بقتل المتظاهرين، اعترف بعضهم بجريمته ساعة اعتقاله. اصدرت الحكومة بياناً باعتقال 304 متهم وسيحالون الى التحقيق ثم القضاء لينالوا الجزاء العادل. لكن ما يثير الشكوك رغم مرور فترة ليست قصيرة، لم تعلن الحكومة عن أسماء المعتقلين ولا الاحزاب التي ينتمون اليها، وهو ما يطالب به المتظاهرون.
أصبح الخوف من تحول التحقيق الى ملفات تركن على الرفوف مشروعاً.
ان هذا الموقف المتخاذل سيدفع احزاب الذين تم اعتقالهم بتهمة قتل المتظاهرين الطلب من الكاظمي كلمة مجاملة مفادها (عفى الله عما سلف).
اقسم بكل القيم وشرفاء العالم ان هذا الموقف هو المسمار الاول في نعش الكاظمي وحكومته، وليس هذا فحسب بل هو المسمار الاول في نعش التيار المدني المطالب بدولة مدنية يحكمها القانون وتسودها العدالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام