الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الجيوش الإلكترونية التابعة للنظام

جلال الصباغ

2020 / 9 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يدرك النظام جيدا خطورة وسائل التواصل الاجتماعي ويعمل على خلق مجموعات ترد على كل من ينتقد السلطة، وعمل المجموعات هذه يتوجه نحو صفحات تابعة لأشخاص او تجمعات او منظمات او أحزاب معارضة.

يتميز عمل هذه المجاميع بالتنظيم واستخدام ذات اللغة وذات الصور في تعليقهم على اي منشور او فديو حول حادث معين، خصوصا اذا ما كان هذا المنشور يعري أفعال السلطة ومليشياتها، أو يحاول أن يفسر ويحلل وينتقد سياسات الأحزاب الإسلامية الطائفية والاحزاب القومية او رجال الدين و مؤسساتهم.

تنشط هذه الجيوش مع كل فعل ارهابي وحشي تقوم به السلطة او احد أذرعها وتحاول خلط الاوراق وتستخدمه ذريعة لتأجيج النزعات المذهبية والقومية.

من يقف وراء هذه المجاميع هم الأحزاب ورجال الدين والجهات والقوى التي فقدت اي تأييد شعبي لها، بفعل سياسات النهب والقتل والتجهيل والتبعية على مدار السبعة عشر عاما الماضية، لذلك لم يبقى لها سوى ما يسمى بالجيوش الإلكترونية التي تحاول النيل ممن ينتقد ويعترض وينتفض ضد سياساتهم وأساليبهم القمعية واللصوصية.

ما يميز عمل هذه الجيوش هو تحول أفرادها إلى أدوات بلا عقل تنفذ ما يعطى لها من أجوبة جاهزة على شكل صور "مفبركة على الغالب" او مركبة او على شكل تعليقات وهاشتاكات مستنسخة، في محاولة لإظهار ان مؤيدي السلطة ومليشياتها أكثرية قوية وليست عبارة عن مجموعات من المرتزقة ومغسولي والادمغة، الذين نما العفن على ادمغتهم حتى جعلهم يدافعون عن رموز القتل والإرهاب والسرقة، دون تفكير. لان من يدافعون عنهم يعدون رموزا سياسية وطائفية ودينية، أو من أجل الحفاظ امتيازاتهم ومصالحهم الشخصية.

ان المستغلين للفكر الطائفي والقومي من المثقفين المنتفعين يروجون كذلك لهذا النظام عبر صفحاتهم، أو قد يبررون لهم عن طريق حجج احترام الرأي والرأي الآخر، حتى وإن كان هذا الاخر قاتلا ولصا ومتاجرا بأرواح الملايين من البشر، وهؤلاء فيهم من الخطورة ما يوازي خطورة مجموعات كبيرة من الجيوش الإلكترونية.

كل الهجمات المنظمة التي تقودها جيوش السلطة على الفيس بوك والانستغرام وغيرها من المواقع، هدفها التخويف والتهديد ومحاولة خلق رأي عام بالضد من المعترضين على النظام، كما حدث ويحدث مع منتفضي أكتوبر الذين يواجهون حملة تسقيطية شرسة توظف الطائفية القذرة في كل خطوة وكتابة وتعليق للجيوش الإلكترونية، فهم يشتمون ويستخدمون لغة هابطة وسطحية تعبر عن ضحالتهم وفراغهم الفكري، كما انهم يزورون الحقائق ويحولون كل اعتراض على النظام إلى اعتراض بالضد من الطائفة والمذهب، لسبب بسيط هو انهم لا يملكون اي ورقة أخرى غير الطائفية، فكل أوراقهم محروقة كما يقولون.

ان واحدة من مهام مجموعات السلطة الإلكترونية والذين لا يتجاوزون المئات في حقيقتهم، هي خلق الضبابية حول اي فعل سياسي للجماهير كما حصل في الانتفاضة عن طريق اتهامات بالتمويل من جهات خارجية او غيرها من الأكاذيب، وهذه الاكاذيب التي يروج لها محللو السلطة عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، يتم دعمها والترويج لها بصفحات وهمية تحاول التقليل من شأن الانتفاضة وتصورها على شكل عمل صبياني مدفوع الثمن.

يمثل الواقع الفعلي الذي يتمثل بالفقر والبطالة وانعدام الخدمات والحريات والمساواة هو الذي يحرك الجماهير، ومها حاولت السلطة تأخير موتها عن طريق مجموعات المرتزقة ومغسولي الأدمغة والطائفيين على وسائل التواصل الاجتماعي، فأنها لن تستطيع تغيير الواقع الحياتي للناس التي أدركت جيدا أن سبب البؤس والخراب والجهل هم أحزاب النظام ومليشياته ومرتزقته ورجال دينه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟