الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تعلو قامة الفن!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 9 / 5
الادب والفن


الزوبعة التي أثارتها الزيارة الأخيرة لإمانويل ماكرون رئيس فرنسا فور وصوله الى بيروت الى دار الفنانة " السيدة " فيروز، لازالت تداعيتها تتفاعل، ولازال الموضوع يثير الاهتمام لدى الرأي العام والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي .
بغض النظر عن الأهداف السياسية التي توخاها ماكرون من زيارته هذه ، خصوصا وهي تأتي في أحرج الأوقات التي يمر بها لبنان حيث غدت بيروت ، عروسة الشرق الأوسط ، مدينة منكوبة ، لا فقط من حيث الدمار الذي لحق بها جراء انفجار مرفأ بيروت الشهر الماضي، بل منكوبة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا جراء السياسات الطائفية لشلة من أمراء الحرب الذين استولوا على السلطة ودفعوا بالبلد الى هاوية الانهيار .
الفن رسالة إنسانية يؤديها الفنان، الفنانة والمبدعة فيروز أوصلت هذه الرسالة بأمانة الى كل بيت وكل حي وكل مدينة وكل بلد ينطق أهلها باللغة العربية ، لا يمر صباح الا والكثير من محبي هذا الصوت الفريد يستمتعون بأغانيها . آثار هذه الرسالة ، امتدت لتصل الى شتى بقاع العالم ، فأصبحت فيروز بصوتها الشجي ايقونة السلام والمحبة و الحرية، وهي بفنها الراقي هذا كسبت حب واحترام الجميع لا بخدمة أدتها بل بغناء وصوت عذب ربما يصعب تكراره على المدى القريب .
فيروز التي يقول تأريخها بانها رفضت استقبال العديد من الملوك والرؤساء ، قبلت استقبال ماكرون ، هذا القبول ، بحد ذاته ، يعتبر تكريما للرئيس الفرنسي ومكسبا شخصيا له سيبقى يفتخر به ، لذا يحق لنا أن نسأل من كرم من !؟ انها هي التي كرّمتْ رئيس فرنسا قبل ان يقوم هو بتكريمها بأرفع وسام فرنسي ، فهو الذي ذهب اليها وهي لم تذهب اليه ، هو الذي انحنى أمامها وهي لم تنحني أمامه ، لذا فان هذا التكريم لا يزيد ولا ينقص من قيمة فنها الراقي ومن شخصيتها .
هذا الموقف المبدئي لفيروز يذكرنا بمواقف متخاذلة قام بها من يحسبون انفسهم على الفن والأدب ، يذكرنا بمجموعة من الأجراء الذين غنوا وصفقوا وأنشدوا للدكتاتور صدام حسين أيام حكمه وانحنوا أمامه مقابل حفنة من المال ، نماذج وأمثال هؤلاء لازالوا موجودين وأسواقهم لازالت رائجة الى يومنا هذا.
هذا الاستقبال رسالة أخرى الى الحكام لا في لبنان فحسب ، بل وفي معظم البلدان العربية بأن قامة الفن الراقي أعلى وأشمخ من عروشكم .
انها فيروز ، نعم فيروز الرمز التي بنت عرشا لها وسط قلوب جماهيرها، فشتان بين من يحرق القلوب وبين من يسعدها و يملأها بالمحبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى