الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد البيئي في ظل إستراتيجية التنمية المستدامة (رؤية مصر)

حسن الشامي

2020 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ان الاهتمام بالبيئة ليس جديدا على مجتمعنا لكن الجديد هو معناها.. فقد انحصرت سـابقـا في العناية بالنظافة والحفاظ على الموارد البيئية ونـشـر الوعي الصحي بأيسر السبل.. لكن حاليا أصبحت مشكلة حقيقة خطيرة تستوجب الحذر والبحث عن حل للوقاية والحفاظ على وجودنا على الأرضي..

وتعتبر البيئة هي المحيط الحيوي الذي يعيش فيه الإنسان والتي تتكون من العناصر الطبيعية.. غير أن هذه البيئة خاضعة لما يحيط بها من نشاطات وتطورات صناعية، فهي لا تستطيع مقاومة ما يحدث فيها من التغيرات التي يقوم بها الإنسان في شتى المجالات.
والإنسان هو المسئول الأول والمسبب الرئيسي لهذه الأضرار بسبب الاستغلال غير العقلاني للموارد الطبيعية..
ومع تزايد المشاكل البيئية وتعقدها ظهرت موجة التحذيرات حول التوازن الطبيعي الذي بدأ يظهر اختلاله للعيان.. الأمر الذي أدى إلى ضرورة مواجهة هذه المشاكل.. وبالتالي احتل موضوع البيئة الصدارة والأولوية في الاهتمامات سواء على الصعيد الدولي أو المحلي حيث عقدت العديد من المؤتمرات والاتفاقيات الدولية من أجل ضمان حمايتها وتحقيق التوازن البيئي.

وتحدد مفهوم التنمية المستدامة The Sustainable Development في تقرير اللجنة الدولية حول البيئة والتنمية عام 1987 م على أنها التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها الخاصة.

وإبعاد التنمية المستدامة الأربعة وهي :
البعد الاجتماعي : والذي اشتمل علي البطالة والتنمية المحلية والإقليمية والرعاية الصحية والثروات والترابط الاجتماعي وتوزيع الخدمات.. الخ.
البعد الاقتصادي : والذي اشتمل علي التنمية الاقتصادية والتنافس والنمو الاقتصادي والإبداع والتنمية الصناعية...الخ.
البعد البيئي : والذي يهدف إلي الحفاظ على جمال الطبيعة ونوعية المياه والهواء والتربة وتغير المناخ والتنوع البيولوجي. الخ.
البعد التكنولوجي : والذي يهدف إلى استخدام التكنولوجيا الأنظف والأكفأ والأقدر على الحد من التلوث.

إن التنمية المستدامة هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها.
وأهداف التنمية المستدامة، والمعروفة باسم الأهداف العالمية - هي دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار.
وتستند هذه الأهداف السبعة عشر إلى ما تم إحرازه من نجاحات في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية (2000 م – 2015 م).. كما تشمل كذلك مجالات جديدة مثل تغير المناخ وعدم المساواة الاقتصادية وتعزيز الابتكار والاستهلاك المستدام، والسلام والعدالة.

أما البعد البيئي للتنمية المستدامة فيهدف إلي الاستخدام الأمثل والعقلاني للطاقة، والاقتصاد في الموارد غير المتجددة (كالبترول والفحم والمعادن)، إضافة إلى التنبؤ بما قد يحدث للنظم الايكولوجية التي تشمل : المناخ - والتنوع البيولوجية - والمحيطات – والغابات.. حيث أنه في إطار التنمية المستدامة تشمل كل الأنشطة الاقتصادية.

والبعد البيئي يشمل مجالات عديدة :
-ضرورة الحفاظ على المحيط المائي للنظم البيئية والبعد عن تلويث المياه عن طريق النفايات الصناعية والزراعية والبشرية وتحسين كفاءة شبكات المياه.

- صيانة ثراء الأرض والتنوع البيولوجي : تتعرض النظم الإيكولوجية الغابات المدارية والساحلية - الشعب المرجانية وغيرها من الأراضي الرطبة ما يقرب 28 % من القارات لتدمير سريع ولأن هذه الأخيرة شديدة الصلة بالإنسان فإن تدهورها أو زوالها يؤدي إلى انعكاسات خطيرة كانقراض الأنواع الحيوانية والنباتية وفي إطار تحقيق التنمية المستدامة فمن المهم صيانة ثراء هذه الأراضي ومحاولة وضع خطط تنموية سريعة لتفادي معضلة الانقراض.

- الحد من إتلاف التربة والاستعمال المفرط للمبيدات :
إن الاستعمال المكثف للمبيدات والأسمدة تنتج عنه جملة من المشاكل البيئية : كتدمير الغطاء النباتي بشكل تدريجي إضافة إلى تلوث المياه السطحية والجوفية. وفي ظل تطبيق مبادئ التنمية المستدامة فإن استخدام المبيدات لابد أن يتقيد بضوابط الكم والنوع عند الاستعمال وهي مسؤولية الجميع عن طريق تسخير سياسات بيئية فنية عن طريق استخدام تقنيات زراعية وأساليب ري حديثة للحد من التلوث وكذلك عدم التبذير في استخدام المياه باللجوء إلى نظام التدوير كلما أمكن ذلك.

-حماية المناخ من الاحتباس الحراري : للتصنيع والتكنولوجيا الحديثة آثار سيئة على البيئة ذلك أن انطلاق الغازات ينتج عنه تغيير خطير عند حدوث ظاهرة تساقط الأمطار (الأمطار الحمضية) أو زيادة نسبة الأشعة فوق البنفسجية، واتساع ثقب الأوزون، ما يستوجب التحرك وبسرعة للحد من هذه الأخطار ومنح فرص للأجيال القادمة للعيش في هذا الكوكب بكل أمان.

وهناك مسئولية كبيرة تقع علي عاتق الدول المتقدمة للحد من التلوث ومعالجته خاصة في قيادة فكرة التنمية المستدامة ذلك لأن استهلاكها المتراكم – في الماضي - للطاقات كرس إسهامها بنسبة كبيرة في مشكلات التلوث العالمي في مختلف صوره وما يساعدها على تلاشي تلك المخاطر هو الموارد المالية والتقنية الكفيلة يجعلها تحت مركز الصدارة في استخدام تكنولوجيا أنظف وتحويل اقتصاديا نحو حماية النظم الطبيعية بالتعاون والتنسيق مع الدول النامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة