الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة في الأدب (2)

رواء محمود حسين

2020 / 9 / 6
الادب والفن


ولاحظت أيضاً أن هناك قصصاً عجيبة وغريبة تشملها كتب الأدب العربي، وبدأت أفكر في حاجتنا اليوم إلى وسيلة لضبط وتقييم ما يشمله الأدب من أقوال وقصص وحكايات. ومن أجل التفكير في ذلك أطرح ما وقع بين يدي من قصص اشتمل عليها الأدب العربي. ووجدت نفسي مدفوعاً بالبحث تلك الحكاوى الغريبة المبثوثة في بطن الكتب. وبدأت أنقب وأبحث وألتقط ما يوجد في بُطُون هذه الكتب، فمن تلك الحكايات الغريبة التي وقعت بين يدي:
قصة عن جزيرة سرندوسة: وهي كبيرة عامرة، بها أشجار وثمار وأنهار، ولهم ملك يدفع لهم كل من يقصدهم أو يقصد الخروج من عندهم بشيء من ذلك، وعند أهلها من الذهب ما لا يكيف: فماعونهم ذهب، وقدورهم ذهب، وخوابيهم ذهب، وآنيتهم ذهب، وسلاحهم ذهب. وعجائب هذا البحر كثيرة: وذكر أن العنبر الخالص ينبت في قعر هذا البحر كما ينبت القطن في الأرض، فإذا اضطرب البحر قذف به، وربما أكل منه الحوت العظيم الجرم فيموت فيطفو على وجه الماء في اليوم الثالث فيسحبه أهل المراكب بالكلاليب إلى الساحل فيأخذون العنبر من جوفه.
ومنها الأمشور: وهو سمك يأتي بالبصرة في وقت معين، فيبقى مدة شهرين وينقطع فلا يعود إلا في ذلك الوقت بعينه من العام القابل.
والجراف: أيضاً سمك وأوانه مثل أوانه وانقطاعه.
ومنها: حيوان يعرف بالتنين شر من الكوسج، طوله كالنخلة السحوق، أحمر العينين كريه المنظر، له أنياب كأسنة الرماح، يقهر الحيوانات كلها حتى الكوسج. وهناك من السمك يطفو على وجه البحر في ثالث عشر كانون الثاني، يدل ذلك على خروج ريح يضطرب لها البحر حتى يصل الاضطراب إلى بحر فارس، ويشتد هيجانه ويتكدر لونه وتنعقد ظلمته بعد طفو هذا السمك بيوم واحد (ينظر: سراج الدين أبو حفص عمر بن المظفر بن الوردي، البكري القرشي، المعري ثم الحلبي (المتوفى: 852هـ): " خريدة العجائب وفريدة الغرائب"، المنسوب خطأ: للقاضي زين الدين عمر بن الوردي البكري القرشي، المحقق: أنور محمود زناتي - كلية التربية، جامعة عين شمس، مكتبة الثقافة الإسلامية، القاهرة، الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2008 م، ص 226).
ومنها: سمكة خضراء أطول من ذراع؛ لها خرطوم طويل عظيم كالمنشار تضرب به من عارضها فتقده؛ وفي هذا البحر دردور صغير.
حكى القزويني: أن رجلاً من أصفهان استدان ديوناً كثيرة ففارق أصفهان وأبحر في هذا البحر من غير ما خطة مع تجار فتلاطمت بهم الأمواج حتى حلوا في الدردور ببحر فارس، فقال التجار للرئيس: هل تعرف لنا سبيلاً إلى الخلاص فنسعى فيه؟ فقال: إن سمح أحدكم بنفسه تخلصنا. فقال الرجل الأصفهاني المديون في نفسه: كلنا في موقف الزوال وأنا قد استكرهت الحياة ولم أعد أرغب بالبقاء.
وكان في السفينة جمع من التجار الأصفهانيين، فقال الرجل لهم: هل تحلفون لي بوفاء ديوني وخلاص روحي وأقديكم بروحي وأوثركم بحياتي وتحسنون إلى عيالي ما استطعتم؟ فحلفوا له على ذلك وفوق ما شرط، فقال الأصفهاني للرئيس: ما تأمرني أن أفعل فقد سلمت نفسي لله طلباً لخلاصكم إن شاء الله تعالى، فقال له الرئيس: آمرك أن تقف ثلاثة أيام على ساحل هذا البحر وتضرب على هذا الدهل ليلاً ونهاراً ولا تفتر عن الضرب أبداً، قلت: أفعل إن شاء الله تعالى. فأعطوني من الماء والزاد ما أمكن.
قال الأصفهاني فأخذت الدهل والماء والزاد وتوجهوا بي نحو الجزيرة وأنزلوني بساحلها فأخذت وشرعت في ضرب الدهل فتحركت المياه وجرى المركب وأنا أنظر إليهم حتى غاب المركب عن بصري، فجعلت أطوف في تلك الجزيرة وإذا أنا بشجرة عظيمة وعليها شبه سطح فلما كان الليل وإذا بهدة عظيمة فنظرت فإذا طائر عظيم في الخلقة قد سقط على ذلك السطح الذي في الشجرة فاختفيت خوفاً منه، فلما كان الفجر انتفض بجناحيه وطار، فلما كان الليل جاء أيضاً وحط مكانه الذي حط فيه البارحة فدنوت منه فلم يتعرض لي بسوء ولا التفت إلي أصلاً وطار عند الصباح (ينظر: ابن الوردي:" خريدة العجائب وفريدة الغرائب"، ص 227).
فلما كان ثالث ليلة وجاء الطائر على عادته وبقي في مكانه جئت حتى جلست عنده من غير خوف ولا دهشة إلى أن نفض جناحيه فتعلقت بإحدى رجليه بكلتا يدي فطار بي إلى أن ارتفع النهار، فنظرت إلى أسفل مني فلم أر إلا لجة ماء البحر فكدت أن أترك رجله وأرمي بنفسي من شدة ما لقيت من التعب، فصبرت زماناً، وإذا بالقرى والعمارة تحتي ففرحت وذهب ما كان بي من الشدة، فلما دنا الطائر من الأرض رميت نفسي على صبرة تبن في بيدر، وطار الطائر فاجتمع الناس حولي وتعجبوا مني وذهبوا بي إلى رئيسهم وأحضروا لي من يفهم كلامي، فأخبرتهم قصتي فتبركوا بي وأكرموني وأمروا لي بمال وبقيت عندهم أياماً.
فخرجت يوماً لأتفرج وإذا أنا بالمركب الذي كنت فيه قد أرسى؛ فلما رأوني أسرعوا إلي وسألوني عن أمري فأخبرتهم فحملوني إلى أهلي وأقاموا لي بالمال وفوق الشرط، فعدت بخير وغنى وسلامة (ينظر: ابن الوردي: " خريدة العجائب وفريدة الغرائب"، ص 228).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى