الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعتوه بن لادن

ضياء السورملي

2006 / 7 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


يخاطب المعتوه بن لادن الامة الأسلامية ومن يسميهم بأهله واخوانه المجاهدين في العراق والصومال والسودان ، ونحن نقول عنك مجاهد معتوه مختبئ في جبال افغانستان المهجورة او مجاهد مصاب بمرض نفسي خطير بسبب عزلتك الدولية وبسبب دعوتك دوما الى القتل والدمار لقد نصبت من نفسك اميرا للمجاهدين المشوهين المشعوذين من القتلة والسفلة من المجرمين ومن دون انتخاب ومن دون مجلس شورى يجمع عليه أخيار القوم المسلمين

يخاطب المعتوه بن لادن اهالي بغداد في الوقت الذي يفجر اتباعه سوقا شعبيا وفي مدينة مأهولة بالسكان ويكون التفجير ضد المدنيين والعزل وبينهم النساء ومعهم الأطفال وفيهم المسنون يخاطب بن لادن اهالي بغداد ويقول لهم " إن تواصل عملياتكم الجريئة ضد الأميركيين وأعوانهم قد زادت المسلمين فرحا وسرورا وابتهاجا وحبورا , ولقد رفعتهم رؤوس المسلمين عاليا بحسن فعالكم التي تفرح المحزون وتضحك الثكلى فجزاكم الله خير جزاء "

نعم من الواضح جدا ان عملياتكم التفجيرية كانت ضد الأميركيين ! انه حقا لأمر مضحك ان نصدق دعوتك هذه ، ونحن نتسائل هل ان الاميركين كانوا في السوق الشعبي في مدينة الثورة ام انهم كانوا جميعا من العراقيين ؟ حقا لقد فرح المسلمون لمقتل اخوانهم المسلمين في بغداد وازدادوا سرورا لذبحهم في الوقت الذي يتفرج فيه اخوانكم المسلمون في الطرف الأخر من مصر والسعودية والأردن وسوريا على اجتياح اسرائيل لمدن غزة والضفة الغربية وهم غير قادرين على اصدار حتى تصريح صحفي لأدانه ذلك الأجتياح ، أيها المجاهدون المسلمون يبدو ان القدس قد انتقلت الى بغداد وان فلسطين تحولت الى مدينة الثورة في بغداد ولهذا تفرحون بانتصاركم على قتل المدنيين في مدننا عندما فشلتم في صد العدوان عن مدنكم في غزة ، نعم ان افعالكم في بغداد رفعت روؤسكم عاليا لانها ادخلت المحتل الى العراق بسبب طيش ورعونة رمزكم المجرم صدام اللعين وارجعت المحتل الى فلسطين بعد انسحابه منها بسبب تفاهة قياداتكم في فلسطين ، هل تريدنا ان نصدقكم بعد الأن لقد انكشف زيفكم وزيف دينكم ومعتقدكم وحتى زيف اسلامكم فانتم كفرة مجرمون وقتلة للمدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ وهذا مخالف ليس لشرع الأسلام وانما لكل الشرائع الدينية والدنوية سماوية كانت او وضعية

ان فكرتك ايها المعتوه بن لادن عن الصليبيين ومحاربتهم نتركها لك اما نحن في بغداد فلا عداء لنا مع اخوتنا من معتقدي الديانات الأخرى مثل المسيحية والصابئة المندائيين والأيزيديين واليهود ، نحن اخوة لهم وهم اخوة لنا وسنعيش معا بسلام في دار السلام بغداد وفي العراق بعد ان نتفرغ للقضاء على افكاركم ومذهبكم ومعتقدكم الدموي وستتشابك ايادينا مع أيادي اخوتنا في رقصة كبيرة تضم كل طوائفنا وعندها ستموتون بغيضكم

ان مصائبنا هي نتاج افكاركم السوداوية والقتل الذي تحملونه في مخيلتكم لكل ما هو عراقي أصيل ولكل فكر متطور وعلماني ومبادئ تؤمن بحقوق الأنسان وترفض الظلم والقتل والأضطهاد

من انت يابن لادن لكي تخطب بنا ؟ هل نسيت كيف صرت وكيف اصبحت زعيما وهل نسيت ان من نصبك واوصلك لهذه الشهرة الأجرامية هم الأميركان انفسهم , واليوم تريد ان تجعل من نفسك زعيما علينا وتريد ان تتحدث باسم العراقيين و ان تكون الناطق باسمهم , اذا كنت تعتقد انك فقط المسلم الصحيح وانك ستدخل الجنة من اوسع ابوابها ، اسمعها جيدا واجعل هذه النصيحة حلقة في اذنيك , اذا كانت الجنة مشرعة ابوابها لك فنحن لا نريدها واذا كان الاسلام بمثل المبادئ التي تنادي بها من قتل وتكفير فنحن لسنا من اتباعك ولا من طائفتك ولا من ملتك ونحن لسنا معك ولا مع من يتبعك بل نحن في تنافر وفي طلاق مستمر مع فكرك وانصارك واتباعك ودينك واسلامك

تريد ان تخرج المحتل من بلادنا وتتخذ من هذا الأمر حجة لكي تأمر اتباعك من المجرمين لكي يذبحوا اهلنا واولادنا ونساءنا بشكل علني وبسيارات مفخخة ، نقول لك لو أن الرسول الأعظم محمد كان حاضرا وشاهدا على أعمالكم في تفجير الأسواق الشعبية المأهولة بالسكان وتفجير المدن والشوارع التي يسكنها النساء البسطاء والأبرياء لأشمأزت نفسه من غباءكم ومن جرائمكم ولأستنكر فعلكم وعملكم المشين ولوصفك بالكافر المجرم ، تحذر قياداتنا في العراق وتخاطب اتباعك من المجرمين في هيئة علماء الضلالة وتطلب الاغاثة من اهل العلماء المسلمين من حقنا ان نتسائل هل أبقيتم شيئا من الفكر الأسلامي السمح لكي نؤمن به , لقد شوهتم كل القيم والمبادئ النبيلة التي جاء بها الأسلام ، لقد شوهتم الأسلام وجعلتم من المسلمين سبة ، لقد شوهتم امر المسلمين وانزلتم علمائهم الى الدرك الاسفل بافعالكم المشينة ، ان راية الاسلام ستبقى عالية فقط من دونكم ومن دون افكاركم السوداوية

اذا كنت تخاطب حارث الضاري والكبيسي وتعتبرهم من انصارك ومن اتباعك ومن يسمع كلامك فيحق لك ان تفعل ذلك ، اما ان تخاطب علما فاضلا من اعلام رجالنا مثل اية الله العلامة بشار الفيضي فاننا نرفض ان تحشر اسمه في خطاباتك التافهة ، اذهب وناشد وخاطب اهلك الذين تخلوا وابتعدوا عنك وتبرأوا من افكارك واعمالك الأجرامية ، لقد ورطت بلدانا وشعوبا بهذيانك ورعونتك واجرامك فلا تحشر علمائنا وائمتنا في اقوالك لانهم بعيدون عن خلقك واخلاقك الوسخة وافعالك المشينة المعتمدة على الجريمة وتجارة المخدرات

تنادي يا بن لادن يامن فقدت الأهلية في وطنك وفي افغانستان ، تنادي بالاعتصام بحبل الله واين منك حبل الله والأعتصام به في مقتل الأبرياء في الحلة وفي المسيب وفي شوارع بغداد وفي كل مكان في العراق ، اين منك تدمير مساجدنا في سامراء وتهديم قبور الناس واضرحتهم ، تريد ارجاعنا الى القرون الوسطى بافكارك البالية المتطرفة الدامية وفي نفس الوقت تنادي بالأعتصام بحبل الله ان حبل المشنقة سيلف حول عنقك ان اجلا او عاجلا وسيخلص العالم من شرورك قريبا بعون الله

توجه خطابك لاهل الصومال واهل السودان وهذا ليس شأننا فاهل الصومال ادرى بصومالهم واهل السودان اعرف بما يجري في دارفور وكان المفروض ان توجه خطابك الى آل سعود والى السعوديين الذين لو امسكوا بك لجعلوا من عظامك طعاما للكلاب فانهم ضاقوا ذرعا باجرامك ، وجه خطابك الى الذين نبذوك من بني قومك واذهب وتصالح معهم قبل ان توجه خطابك هنا وهناك , وجه خطابك الى اصحاب الثروة من اولاد اعمامك واخوالك واقرباءك الذين يتجارون بثرواتهم في اميركا ويحتفظون بدولاراتهم في مصارفها هناك

تريد ارجاعنا الى عصر الخلافة الأسلامية ونظامها وتطبقه علينا في هذا الزمن المتطور ، إبق في حلمك لان العالم وصل الى ابعد الكواكب واقتحم الفضاء الخارجي ، وانت لا زلت تريدنا ان ناكل بايادينا وان نجلس على الأرض ونطيل لحانا الى اكثر من شبر وان تبقى المرأة هي شغلنا الشاغل ، ان المفاهيم تبدلت والزمن اختلف والعصور تبدلت وانت لا زلت تحلم في الزمن الماضي السحيق وتعيش في كهوف مظلمة في جبال مهجورة من البشر ، اخرج الى النور وانهض من غفوتك وسباتك وتنور بافكار مضيئة ثم راجع طبيب نفساني لعلاجك من الكآبة والقنوط والأحباط الذي انت فيه

تبارك يا ابن لادن اختيار ذباح جديد لذبح العراقيين بعد المقبور أبي مصعب الزرقاوي ليحل محله اليوم ابو حمزة المهاجر ، تبا لك من سافل ومن مجرم يبارك للمجرمين اجرامهم وللقتلة ما فعلوا بضحاياهم ، ان كل المجرمين سيتم تنفيذ حكم الله بهم وان القانون سيطالهم ونحن لا نتكلم مثلك بلغة القتل والجريمة فنحن لدينا قانون ولدينا شريعة ولدينا مبادئ و قيم انسانية وهذا هو الذي يميز فكرنا عن افكاركم ويميز عملنا عن اعمالكم ويميز مبادئنا وقيمنا عن قيمكم الأجرامية

وفي الختام نبلغك ان تبتعد عن العراق وان تنصح اتباعك بان العراق والعراقيين سيجعلون من ارض العراق مقبرة لاتباعكم وانصاركم ولن ينفع قتالكم ورهانكم على وطننا وسنواجهكم بكل ما لدينا من قوة وسندحركم وسيكون حتفكم ومصيركم في عراقنا الجديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ