الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتبع حزب الله سياسة الإنكار ؟

علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)

2020 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ظهرت بذور سياسة الإنكار(denial policy) في عام 1984 أثناء حصار برلين، وذلك حين حاول السوفيات منع وصول الغرب إلى المدينة، وكانت شرارة التوجه السياسي الأمريكي نحو سياسة لصد المد الشيوعي، وماذا ينبغي فعله فيما لو سيطر الاتحاد السوفياتي على الشرق الأوسط!؟
وفي يوم لطيف من صيف 1951م ، التقى ضابط سري من وكالة المخابرات الأمريكية المركزية مع ثلاثة مسؤولين عن شركات النفط البريطانية في لندن. وأخبرهم عن خطة سرية للحكومة الامريكية تقضي بتخريب النفط في الشرق الأوسط إذا غزا الاتحاد السوفياتي المنطقة.
تكشف لنا الوثائق التي تم الكشف عنها، ونشرها ستيفن إفرلي وهو المراسل السابق لمدينة كانساس سيتي ستار ، والباحث في معهد غير حكومي مقره في جامعة جورج واشنطن، عن الخطة الأمريكية – البريطانية حول تدمير معدات وموصلات وأدوات وخزانات ومصافي وخطوط الأنابيب النفطية في المنطقة ، فيما لو سيطر عليها الاتحاد السوفياتي، وحتى إن سلاح الجو الملكي البريطاني ستهاجم مخزونات الوقود في منشأة عبدان ، وتخريب السكك الحديدية و ضرب المصافي في العراق وايران.
وتذكر تلك الوثائق ، بأن بريطانية ظلت المسؤولة عن وضع خطط (الإنكار) لايران والعراق، فيما أمريكيا كانت تتكفل بالباقي، كالسعودية والدول الاخرى، و حتى أنه تم دراسة استخدام الأسلحة النووية إن اقتضت الضرورة .
ما يهمنا هنا أن أمريكيا في خطتها لم تكن تعتمد على الجيش، وإنما على الموظفين ، خاصة في شركة أرامكو، التي كان لها الحق في انتاج النفط السعودي، وتم الايعاز إلى الموظفين أن ينفذوا الخطة ، وتم مدهم بالمواد المتفجرة ، والمعدات اللازمة للتخريب، ومناقشة الخطة أثناء حفلة شاي في نزهة صحراوية .
طبعا حيث هذه السياسة تغيرت فيما بعد، وتحولت من تدمير إلى حماية تلك المنشأت ، ودعم الحكومات التي تساندها ولذا كان الدعم الامريكي لانقلاب 1953 م في إيران، والاطاحة بمحمد مصدق الذي كان يفكر بتأميم شركات النفط، وتظهر الوثائق مدى تعاون الخميني قبل الثورة مع أمريكا ، و كيف لعبت شركة الكونسورتيوم دوراً كبيراً وهي شركة نفط انكليزية وأربع شركات أمريكية .
الوثائق التي نشرها ستيفن، تثبيت لنا دور الشركات في تحديد المصير وتقرير المصير، و أن كان لها فيما من القوة ، أن تكون هي المقررة لهذه السياسات ، لا المنفذة وحسب.
والسؤال هل تروق تلك السياسة لحزب الله؟
يبدو أن سياسة (تخريب) النفط والتي أطلق عليها سياسة الإنكار، تروق لحزب الله اللبناني كما فعل ويفعل النظام في سوريا. ففي عام 2008 ما يعرف في لبنان أحداث السابع من آيار، بعد إصدار حكومة السنيورة وقتها قرارين: الأول من مجلس الوزراء يأمر بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله، والثاني إقالة العميد وفيق الذي كان قائدًا لأمن المطار. واعتبر حزب الله القرارين تهديدًا له وانتهت الأزمة وقتها بسحب القرارين وحدوث ما يعرف اتفاق الدوحة وكان من نتائج ذلك مقتل 71 شخصا من كلا الجانبين ودمار في ممتلكات بعض المناطق انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسًا توافقيًا للجمهورية اللبنانية.
والانفجار الأخير الذي حدث في بيروت الذي ذهب ذهب ضحيته أكثر من 190 ضحية، وآلاف الجرحى ومئات الألاف من الذي شردوا بسبب دمار منازلهم يذكرنا مرة أخرى انجذاب حزب الله لهذه السياسة وطرق تنفيذها وتوقيتها والذي وقع قبيل محاكمة الحريري الأب الذي هو أيضا ربما ..كان أحد ضحايا هذه السياسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254