الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الاستخفاف وثقافة الاحتطاب ...

مروان صباح

2020 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


/ يحتاج الأردن إلى حركة عابرة للحساسيات المناطقية والثقافية ، والمفيد في المقابل ، التذكير بأن حال الأردنيون كحال الناس الذين ذكرهم ربهم في القران / ( حتى إذا كُنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبةٍ وفرحوا بها جاءتها ريحٌ عاصفٌ وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين / فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير حق ) ، وبالتالي لم يشعر الاردني بقساوة فيروس كوفيد 19 كما عانى منه الايراني أو الإيطالي أو الإسباني أو الأرجنتيني أو الأمريكي والقائمة طويلة في العالم ، وهذا كله قد يكون ليس بفضل إيمان الناس بقدر أن رب العزة ، ربما هكذا ، استجاب لعبد صالح لم يرفع رأسه من السجود حتى أزاح الله الغمة عن سماء الأردن ، لكن الغير مخلصون بعد ما انجاهم الله ، عادوا يجادلون حول حقيقة الفيروس ويشككون في ما صنعته الدولة من جهود متكاتفة وايضاً إنكارهم لحجم الخسائر التى تكبدتها .

تشير واقعة الفيروس عن التكوين التربوي في الأردن ، وبالتالي التعليم المدرسي والجامعي اثبتا أنهما خاليان من الوعي والانضباط ، لأن من بديهيات التعليم تشكيل وعي يُعرّف ( بالتميز أو التميزي ) بين الصح والخطأ وبين الحق والباطل ، وهذا ما لم نشاهده في الأردن ، بل عندما كان الفيروس في أشده ، كانت الناس مستسلمة تماماً لتعليمات الحكومة وبعد تجاوز مرحلة الخطر ، عاد الناس إلى انتهاج سلوك الاستخفاف كما هو معتاد ، بل أعادوا عبارة ( كلمة بتجيبه وأخرى بتأخذه ) وبالتالي هذا النمط من التفكير لا يساعد ابداً بتجاوز الأزمات بقدر أنه يضيف تعقيدات إضافية ، وفي موقع آخر قال المولى في كتابه ، فلا يؤمنون حتى يروا العذاب أليم ، وهذا ايضاً ينطبق على الأردنيين ، يفضلون مشاهدة العذاب لكي يؤمنون بوجود الفيروس وخطورته وتبعياته المدمرة ، بل ثقافة الاستخفاف التى يتجرعها المولود الأردني منذ ولادته وتتنامي مع العمر حتى تصبح للأسف نمط أساسي في كل شيء ، تضيف مسؤوليات إضافية على حكومة الرزاز ، لأنها تصبح مهمتها مكافحة فساد الطبقة التى حكمت الحكومات السابقة وايضاً فساد الفكري للشعب ، أي أن في أي تحرك إصلاحي أو أي مواجهة فيروسية أو غيره ، تكون التكلفة أضاعف مضاعفة للتكلفة الحقيقية .

لقد عالج الإسلام البطالة الفكرية والعمالة من خلال ترسيخ فكرة حفر بئر وردمه حتى لا يتعود المسلم على الكسل وايضاً يبقى على جهوزية في أي وقت ينخرط بالعمل الحقيقي ، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ( لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه ) ، وبالتالي الدولة لا بد أن تبقي البلاد في حالة متحركة على الدوام ، إذن الدخول في مشروع والخروج إلى مشروع آخر ، حفر نفق ومن ثم بناء جسر ، بناء مستشفى ومن ثم بناء جامعة ، الانتهاء من مرحلة الباص السريع ومن ثم التمهيد لحفر ميترو تحت الباص السريع ، وهكذا تستمر الحركة الفاعلة بتفعيل الناس بنشاطات مختلفة، ولأن الأردن لا يتحمل الاستمرار بهذا النمط أو الدخول مرة اخرى بالإغلاق ، إذن من المفترض ، توجيه حكومة الرزاز إلى تقسيم مجلس الوزراء إلى ثلاثة فرق عمل ، الأول إعادة رسم سياسات الزراعية ووضع مشروع لدراسة المنتجات التى يوجد طلب عليها في العالم والتى تؤمن بفضلها العملة الصعبة للأردن ، وبالتالي بهذه الطريقة يمكن تقليص الدين العام ، الفريق الثاني ، ضرورة الاطلاع على مشروع المملكة السعودية الخاص ببرنامج التكنولوجيا المعتمدة في الوزارات والتى توفر الوقت وتمنع من المخالطة وتقلل من استنزاف حزينة الدولة ، الفريق الأخير ، ضرورة وضع مشروع على مستوى الوطن ، التربية الوطنية ، يبدأ بطلاب الثانوية حتى السنة الأخيرة في الجامعات ، الفترات الصيفية من كل عام يلتحقون الطلبة في معسكرات الجيش ومن ثم بالانخراط في العمل في المؤسسات الوطنية ، بالطبع ، يحتاج الجيش والحكومة وضع برنامج لدراسة توجهات الطلبة المستقبلية ومن ثم يتم توجيههم للخدمة في هذه المؤسسات ، النتيجة المطلوبة ، تعبئة وقت الشباب وانتشالهم من مربعات خطيرة التى تنعكس سلبياتها على المجتمع ، ثانياً تعزيز النسيج الوطني ، ثالثاً ، ضرورة مساهمتهم في مشاريع ستخدمهم وتخدم أولادهم في المستقبل ، مثل المستشفيات وتشجير الطرقات والمناطق الخالية والبلديات والمشاريع التى تحت الإنشاء ، مثل الجسور والنقل والمؤسسات الخدماتيه ، كالأحوال المدنية ، ايضاً صيانة المدارس والجامعات ، وبالتالي هو مشروع كامل متكامل ، يساهم بشكل جذري في تعزيز الوحدة الوطنية ويصنع حلقة متماسكة بين المواطن والأرض .

وبالتالي ، لو كان الموتى يتكلمون ، لكانوا قالوا عن دور الجيش والتربية الوطنية في ثقل شخصيتهم ، لكن ما يحتاجه الأردن اليوم ، شيء جديد يجمع بين مصالح الناس والمصلحة الوطنية . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي تستهدفه الطائرات الحربية الإسرائيلية في ضاحية بيروت


.. مسيرة بمدينة نيويورك الأمريكية في ذكرى مرور عام على حرب إسرا




.. مشاهد تظهر حركة نزوح واسعة من مخيم -صبرا وشاتيلا- بعد الغارا


.. مشاهد توثق موجة نزوح كثيفة من مخيم صبرا وشاتيلا بعد الغارات




.. سقوط أكثر من 25 غارة إسرائيلية ليلية على الضاحية الجنوبية لب