الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشك المؤمراتي والنظرة النقدية

فارس إيغو

2020 / 9 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


حوار مع الباحثة: أوريلي لودو
أجرى الحوار: مارك ـ أوليفييه بادي
ترجمة: فارس إيغو
مجلة إسبري الفرنسية، العدد 419، نوفمبر 2015، ص: 8 ـ 17.
الملخص
تنطلق الباحثة من إثبات وهو أن التقدم في الحداثة وبالخصوص الحداثة الإعلامية المعلوماتية الرقمية، ودمقرطة المعارف، لم تترافق مع تراجع نظريات المؤامرة، بل على العكس في تمددها وانتشارها خارج نطاقات الفضاء السياسي، نحو قضايا المناخ والتلوث والكوارث الطبيعية والأوبئة وسقوط الطائرات. أما في النطاق السياسي فهي لم تعد حكراً على التيارات السياسية الأكثر راديكالية.
تستنتج الباحثة من هذا الأمر: أنه لا يكفي القيام بمهمة الإعلام أو الإبلاغ لكي نصل الى مستوى التثقيف. وانكشاف كثير من الأوهام التي رُوّج لها في بدايات ظهور الثورة الرقمية عن فعالية هذه الوسائط الميديائية الجديدة ـ إذا أردنا استعمال المعجم الميديائي عند ريجيس دوبريه صاحب الميديولوجيا ـ في تعزيز المعرفة والتثقيف، وكذلك في تعزيز النقاش العمومي، وبالنتيجة تعزيز الديموقراطية التشاركية.
اليوم نتعامل مع عالم الإنترنيت الافتراضي بواقعية أكثر من قبل، ويذهب البعض مثل الباحث الفرنسي رومان بودوار الى القول بنزع السحر عن عالم الإنترنيت.
تتركز دراسة الباحثة على الغرب، وهي لا تتحدث عن الانتشار السرطاني لنظريات المؤامرة في العالم الغير الغربي، وهي تنطلق في تفسيرها من المسلمة التي تقول: إن سهولة الوصول الى المعلومات وغزارتها لا تعني سهولة الفهم والقدرة على الفهم وتفسير كل المعلومات والأحداث المتداخلة، وتضيف إن التعقيدات التي طرأت في العالم مع الثورات الرقمية، جعلت الإنسان بحاجة لطاقات إضافية ـ لا يملكها الجميع ـ في اكتساب طريقة التفكير التركيبي لفك شيفرات التراكم الهائل في المعلومات التي تنهال علينا بصورة مكثفة على الشاشة الرقمية. وربما هنا إحدى التفسيرات الأكثر مقبولية التي تعطى لتفسير انتشار نظريات المؤامرة. إن هذه النظريات تقدم شبكة سهلة ومُبسطة للتحليل، فالماركسي يقدم شبكته الممثلة بـ "الإمبريالية الرأسمالية" لتفسير كل حوادث وتعقيدات العالم السياسية والجيوسياسية، وبالتالي، من السهل على كل واحد ينضم الى هذه الشبكة من التحليل أن يجد "اليد الخفية" للرأسمالية العالمية ممثلة في المؤسسات المالية العالمية والشركات العابرة للقارات، وأجهزة الأمن الأخطبوطية الامريكية. أما الإسلاموي، فسيرى خلف كل ما يجري من حروب أهلية ومآسي في العالم الإسلامي المؤامرة العالمية على الإسلام، لأن هذا الإسلام ينتشر في العالم، فلا بد من إيقاف زحفه باستعمال القوى الخفية للشر.
ترجمة نص الحوار
إن لنظريات المؤامرة تاريخ طويل، وقد اعتقدنا بأن تطور التعليم والإعلام والوصول السهل الى المعلومة عن طريق الإنترنيت يمكن أن يؤدي الى تراجع هذا النوع من التفسيرات للعالم، وما نلاحظه أن الأمر على العكس من ذلك، هناك عودة واسعة وكثيفة لإستهلاك مثل هذا النوع السهل من التفسيرات. كيف يمكن أن نقدم تفسيرات لذلك مع انتشار العالم الرقمي؟
أ. لودو: يمكننا بالطبع أن نندهش للنجاح الذي تلاقيه نظريات المؤامرة، في الوقت الذي نماهي فيها هذه النظريات مع شكل من أشكال التجهيل والظلامية السياسية، وبأن التقدم في الحداثة كان من المفروض أن يزيلها منذ مدة طويلة. والحال أن هذه الخطابات التآمرية ليست في حالة عودة ببساطة، بل يبدو أنها تمتد وتتوسع، وبالخصوص الى أحداث ومظاهر تتموقع خارج نطاقات الفضاء السياسي، الى الكوارث الطبيعية والأوبئة وسقوط الطائرات. وهي أيضاً تتقوى، بحيث أنها تصبح في كثير من الحالات منعكساً سياسياً ـ تقريباً مشترك ـ أي ليست حكراً على الأقليات السياسية الراديكالية.
إذا أخذنا كنقطة انطلاق التقاء أو اجتماع دمقرطة المعارف وانتشار الخطابات التآمرية، نستنتج من ذلك بأنه لا يكفي القيام بمهمة بالإعلام أو الإبلاغ لكي نصل الى مستوى التثقيف. إن الإثبات الذي يردد بأننا لم نكن في السابق مثل اليوم لدينا السهولة في الوصول الى المعلومة وبالتالي المعرفة، هو تصور اختزالي للمعرفة ذاتها.
لاحظ ليوتارد في وقت مبكر (عام 1979) بأن حوسبة المعرفة تعني اختفاء ما لا يمكن ترجمته إلى كمية من المعلومات، والتخلي التدريجي عما ربط اكتساب المعرفة بتدريب العقل (1).
إن سهولة الوصول الى المعلومات وغزارتها لا تعني سهولة الفهم، والقدرة على الفهم وتفسير كل تلك المعلومات والأحداث المتداخلة.
إن التعقيدات التي طرأت في العالم مع الثورات الرقمية، جعلت الإنسان بحاجة لطاقات إضافية ـ لا يملكها الجميع ـ في اكتساب طريقة التفكير التركيبي لفك شيفرات التراكم الهائل في المعلومات التي تنهال علينا بصورة مكثفة على الشاشة الرقمية. وربما هنا إحدى التفسيرات الأكثر مقبولية التي تعطى لتفسير انتشار نظريات المؤامرة. إن هذه النظريات تقدم شبكة سهلة ومُبسطة للتحليل، فالماركسي يقدم شبكته الممثلة بـ "الإمبريالية الرأسمالية" لتفسير كل حوادث وتعقيدات العالم السياسية والجيوسياسية، وبالتالي، من السهل على كل واحد ينضم الى هذه الشبكة من التحليل أن يجد "اليد الخفية" للرأسمالية العالمية ممثلة في المؤسسات المالية العالمية والشركات العابرة للقارات، وأجهزة الأمن الأخطبوطية الامريكية. أما الإسلاموي، فسيرى خلف كل ما يجري من حروب أهلية ومآسي في العالم الإسلامي المؤامرة العالمية على الإسلام، لأن هذا الأخير ينتشر في العالم، فلا بد من إيقاف زحفه باستعمال القوى الخفية للشر.
إذن، نحن أمام سيل هائل من المعلومات والأحداث والصور المتلاحقة على الشاشة الرقمية والتلفزيونية، ولا بد من شبكة للتحليل تقوم على محور أيديولوجي واحد، تشرح كل هذه التعقيدات وفي متناول الفهم للجميع. وهذه تتمثل اليوم بصورة تخطيطية غير شاملة في نوعين من النظريات التآمرية لتسهيل الفهم على المتلقي البسيط، أو الذي ليس لديه الوقت للبحث عن التفسيرات المركبة، هاتين النظريتين:
1ـ الشبكة التي تعتمد الماركسية مع مجموعة مفاهيمها المعروفة، وهي تشكل تفسيراً في متناول الوعي العلماني الغير متدين.
2ـ والشبكة الإسلاموية التي تقوم على محور التآمر الدائم على الإسلام منذ انبثاقه في بدايات القرن السابع الميلادي الى الآن، ولها مدونتها المفاهيمية الخاصة بها، وهي في متناول الوعي الديني البسيط، وقد تمتد تأثيراتها حتى خارج المجال الإيماني المسلم، وهي قد تقدم عند البعض من اليساريين الإسلاميين في شكل يجمعها مع الشبكة الماركسية.
وقد نخطئ كثيراً إذا افترضنا بأن الشعوب الأوروبية تعيش في "جنة عدن المعرفية" بسبب انتشار التعليم والمكتبات والنشاطات الثقافية في كل مكان، إن تعقيدات السياسة والاقتصاد اللذين دخلا في عصر العولمة هي في ذاتها مصدر من مصادر العتامة والتعقيد، وخصوصاً عندما تشكل الاتصالات والصورة والشكل النصيب الأكبر من الفن السياسي، أي عندما يكتفي السياسي بأن يقدم نفسه بصورة ترضي النخب الإعلامية والرأي العام المتشكل في دوائرها دون أن يقول شيئاً مهماً على المستوى الاستراتيجي الطويل الأمد.
إن الجهل الذي يوجد فيه الفرد الحديث لا ينتج من الحرمان في المعلومات والمعارف بل من فيض من المعارف الجزئية التي لا يستطيع أن يستنتج منها أي معرفة مُرضية، مما يدفع به الى الذهاب في آخر المطاف الى الاعتراف بعجزه السياسي، وفي هذه اللحظة تأتي التأويلات التآمرية السهلة المنال والتي تملك الأفضلية في أنها تزود هذا الفرد المتعطش للفهم بتفسيرات عامة وشاملة وقصدية لواقع سياسي اقتصادي شديد التعقيد نتيجة العولمة.
إذن، إن خرافة المؤامرة العالمية تنبثق من واقعة العولمة الفعلية للاقتصاد والسياسة.
المؤامرة والحداثة
هل لنظريات المؤامرة خصوصية تتعلق بالمجتمعات الديموقراطية الحديثة. وما هي العلاقة بين نظرية المؤامرة والحداثة؟
أ. لودو: نظرية المؤامرة لها ترابطات معقدة مع الحداثة.
أولاً، هي تاريخياً انبثقت في سياق الثورة الفرنسية التي وضعت الأسس الجديدة للسياسات الحديثة، والفكر المناهض للثورة كان فيه نسخة لجأت الى نظرية المؤامرة لتفسير ما حدث عام 1789 على اعتبار أنها نتيجة مؤامرة يهودية ـ ماسونية، أي أن نظرية المؤامرة هي الوجه الخلفي أو المقلوب للحداثة السياسية، أي ما بقي منها خفياً عن الجمهور. إن الميل الرجعي والمعادي للسامية غالباً ما كان يعبر عن نفسه من خلال خرافة المؤامرة العالمية الماسونية على فرنسا.
لكن، لا ننسى بأن الوجه التآمري المناهض للحداثة ترافق معه وبصورة مفارقة مع المطالبة بقيم أرستها الحداثة السياسية خلال مسيرتها الطويلة منذ قرنين ونصف (الحوار، البحث عن الحقيقة، النقاش والتداول الديموقراطي، الروح النقدية، وأخيراً التميثل العادل للقوى السياسية للشعب).
وأعتقد أن اللجوء الى نظريات المؤامرة تتناسب طرداً مع أزمة الديموقراطية في الغرب وخصوصاً الأزمة التي تخص تمثيل التيارات السياسية الراديكالية التي يجري اللجوء الى كل الأساليب لمنعها من الوصول الى البرلمان وإسماع صوتها، وكذلك، فإن انتشار نزعة الصوابية السياسية في الإعلام الغربي الرسمي وشبه الرسمي يحرم هؤلاء من المنابر للتعبير عن أفكارهم.
بالطبع، لا يمكن إثبات الفكرة إلا بالقيام بدراسة بحثية تقارن بين الأنظمة السياسية المختلفة في الغرب، وبالخصوص في درجة صحة التمثيل وتوفر منصات إعلامية تتيح لكل الآراء أن تسمع صوتها، والقياس الكمي لظاهرة اللجوء الى التفسيرات التآمرية على شبكات التواصل الاجتماعية.
إن التسامح المعاصر مع التأكيدات التآمرية يتضمن التوسع، أو حتى ذبول في معانيها الأولية.
وبدلاً من الجذرية السياسية التي كانت ترافق سابقاً هذه الخطابات، حلت محلها ظاهرياً وضعية أشكلة ترفض التسمية بـ "نظرية المؤامرة" وتفضل أن تقول بـ "النزعة الشكية"، ومثالاً على ذلك، خط الدفاع لدى ماتيو كازوفيتز الذي لم يتحدث عن "تآمر" ولكن عن "شك" يحيط بموضوع الحادي عشر من سبتمبر أثناء مداخلته في البرنامج التلفزيوني "هذا المساء أو مطلقاً" عام 2009.
ومع ذلك، فيما يتعلق بأحداث 11 سبتمبر، فإن مواقع مثل "إعادة فتح قضية 11/09/2001" أو التي تناسخت عنها ستكون فقط مظاهر - مفرطة ولكنها مشروعة دائماً - لعملية صحية لاستجواب الحكومة الأمريكية التي رأيناها، أثناء حالة أسلحة الدمار الشامل في العراق، إلى أي مدى يمكن أن يذهب في الكذب والتلاعب بالرأي العام. تتبنى نظريات المؤامرة هذه شكوكاً مفيداً ومدنياً في مواجهة وسائل الإعلام المشتبه فيها - في بعض الأحيان عن حق - بعدم الكفاءة أو التواطؤ مع السلطة. لذلك يمكن أن نرى في المؤامرة المعاصرة تقاطع تأثيرين: ما هو أساسي رجعي أو نخبوي أو معادي للحداثة، والتأثير الآخر شعبي، فوضوي، يساري، ينبع من عدم ثقة حديث للغاية تجاه وجها لوجه السلطة وتمثيلاتها. إذا كانت الأولى متجذرة في انتقاد الثورة الفرنسية وسوف تتغذى على بروتوكولات حكماء صهيون، فإن النتيجة الثانية تنجم عن عدم الثقة في الصور واستخدامها في وسائل الإعلام، والتي تتجلى بشكل خاص من اغتيال كينيدي ومسألة ووترغيت، ولكن يمكن إرجاعها إلى الحرب العالمية الأولى واستغلال السينما لأغراض الدعاية.
هل تطيل نظريات المؤامرة ضرورات النقد والتعددية أم على العكس تفسدهما؟
أ. لودو: يتوافق الموقف التآمري مع الاستجواب المنهجي الذي قد يبدو وريثًا للنهج النقدي لعصر التنوير: كما أنه لا ينبغي لأحد أن يفلت من فحص العقل، لا ينبغي أن يتظاهر أي شخص بالهروب من الشك. الحجة الأساسية هي أن النقاش، على هذا النحو ومهما كان غرضه، لا يمكن أن يكون مرغوبًا فيه فقط، فكل استجواب شرعي وجزء من اللعبة الديمقراطية. من خلال القول بأنهم لا يسألون سوى الأسئلة ويطلبون الإجابات التي سيتم إنكارها، فإن مؤيدي فرضيات المؤامرة يدعون أنهم يجسدون قيم الحداثة، في مواجهة خصومهم المتهمين بعرقلة النقاش الديمقراطي.
هذا الادعاء بالتراث النقدي هو سوء استخدامه، مما يجعل التناقض والدحض ("تزييف" أطروحة المؤامرة، للتحدث مثل كارل بوبر) مستحيلاً. يمكن للمرء بالفعل أن يتساءل عن رفع الشكوك إلى درجة الفضيلة الديمقراطية. لأنه إذا كان الشك لحظة ضرورية للتفكير النقدي، فلا يمكن أن يزعم أنه يحل محلها دائمًا، ما لم يجعل أي تأكيد مستحيلًا. لذلك يحتوي الشك على غموض في حد ذاته، لأنه يشير إلى كل من الإستراتيجية البلاغية (الأمر الزجري للإثبات المقدم إلى معسكر المعارضة) وإلى المحتوى العقائدي (استحالة التيقن من وجود الحقيقة وبالتالي الوقف النهائي للحكم). لذلك يجب أن نرى أنه عندما تزعم الخطابات التآمرية أنها تتمسك بالنزعة الشكية، فإنها تعبئها كسلاح خطابي (فإن ترتيب الإثبات، الذي يمكن تكراره إلى ما لا نهاية لأنه يولد ما يمكن تسميته بـ "البرهنة على إثباتك") وليس كعقيدة فلسفية.
يُظهر تاريخ الفكر كيف تم استخدام الحجج المتشككة في القرن السادس عشر لأغراض الدفاع عن العقائد الدينية لإقصاء العقل والهيمنة المعرفية للكنيسة. إن الموقف أو الوضعية المتشككة لا تضمن الاستخدام العقائدي للشك. من دون حتى التحدث عن جمعية المتنورين أو الملهمين (التي سبقت ظهور السرديات التآمرية للجمعيات الماسونية السرية) (2) وتفشي فرضية الموساد وراء كل شيء، يكون التناقض في هذا الموقف المفترض حرجاً واضحاً عندما يكون "تشكك" المؤامرة قائماً على التحامل السياسي أو اليقين الساذج. على سبيل المثال، بالنسبة إلى تيري ميسان، فهو يقول إنه لا يمكن شن هجوم شارلي إيبدو من قبل المقاتلين الجهاديين لأن هؤلاء "لا يمكن أن يكتفوا بقتل الصحافيين ورسامي الكاريكاتير الملحدين دون أن يدمروا أرشيف المجلة الذي كان أمام أعينهم". ما هو أكثر من ذلك، من المدهش أن نرى أن العديد من المؤامرات التي أحيكت حول في الحادي من سبتمبر تعتمد على اليقين من أن أمريكا القوة الفائقة التي لا تقهر، وبالتالي، سيكون من المستحيل أن الطائرات لم يتم اعتراضها، وأن الأجهزة السرية لم تكن يعرف كل شيء مقدماً، أن جوهرة الهندسة المعمارية مثل مركز التجارة العالمي يمكن أن تنهار بهذه السرعة، إلخ. وفي النهاية، ما يفاجئ ليس النية المبيتة للإرهابيين، بل في النهاية نجاحهم في تحقيق ذلك.
هذا التحيز أو الحكم المسبق، الذي يقارب النزعة المركزية العرقية، سنجده متكثفاً في صيغة كارل زيرو الصحافي ومذيع البرامج التلفزيونية بأنه لا يمكن تنظيم هجوم بحجم 11 سبتمبر من قبل "شلة من الملتحين يعيشون في إحدى المغارات". ليس فقط عرض الموقف المتشكك يظهر متوافقاً مع تجديد القناعات الأيديولوجية، ولكنه يوفر لهم حاجزاً بلاغياً يسحبهم من التناقض ويشكلهم في الواقع في العقائد. إن رد الفعل التآمري لا يتأسس باسم الشك، ولكن من اليقينيات.
كيف يمكن تفسير السرعة الكبيرة لتطوير موضوعات المؤامرة في فرنسا بعد مذبحة تشارلي إيبدو؟
ظهرت أول شائعات تآمرية على شبكة الإنترنت بعد ساعة من إطلاق النار. يوضح هذه الشبه ـ فورية لطهور أطروحة المؤامرة بوضوح أن النزعة المؤامراتية تنبع من ليس من بناء تكوين تفكير نقدي بل من ردود أفعال تأويلية. يمكن تفسير ذلك أيضًا بنقطة التحول في 11 سبتمبر، سواء في إنشاء البنية التحتية للتآمر وفي تكوين جهاز بلاغي يمكن تعبئته بسرعة. بمعنى ما، "كان كل شيء جاهزًا" لمثل هذا الحدث: المواقع موجودة، وإنشاء الشبكات، والمتحدثون الرسميون باسمهم. اعتباراً من الهجوم، نعلم أنه يمكننا، في الساعات أو الأيام التالية، أن نجد أطروحة المؤامرة، المدافع عنها بطريقة أو بأخرى، في مقطع فيديو من إنتاج ديودوني الممثل المسرحي الهزلي، على شبكة فولتير أو على شبكة المساواة والمصالحة. وفوق كل ذلك، فإن سلسلة الحجج التآمرية موجودة بالفعل، "تم اختبارها"، إذا جاز التعبير، حتى لا يتبقى سوى تجديدها عن طريق تكييفها مع حالة الهجمات في يناير 2015. لذلك، فإننا نعيد عرض ذخيرة معروفة حيث تشبه الشبهات "أدلة مربعة" لفرضية المؤامرة: بطاقة الهوية التي اكتشفت في سيارة الأخوة كواشي تذكر بجواز السفر الموجود في أنقاض مركز التجارة العالمي وهو في هذا المكان عنوان مشبوه بصورة مضاعفة. تعمل مظاهرة مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر بمثابة بروفة ضخمة لجميع متواليات المؤامرة القادمة. نحن ندرس لون مرايا سيارة سيتروين س3، كما حيث قمنا بتشريح الصور الفوتوغرافية للطائرات التي سقطت على أبراج مركز التجارة العالمي. تعادل الصحفيون بين هذا الهجوم و11 سبتمبر بسبب أهميته الرمزية: لقد فعل المتآمرون نفس الشيء من خلال تجديد الشبكة التفسيرية في العمل منذ عام 2001.
أهمية وسائل الإعلام
غالبًا ما يتم تفسير انتشار الشائعات من خلال طبيعة التقنيات الجديدة. إلى أي مدى يفسر التغيير في الوسيط التقني الميديائي بالنسبة لك تجدد انتشار الشائعات؟
أ. لودو: إن إحياء المؤامرة يسبق انفجار الإنترنت: في فرنسا، يبدأ استجواب مؤامرة 11/9 بالفعل بالكتاب الذي أعده تييري ميسان، والذي باع بشكل جيد للغاية بفضل أدائه في برنامج تلفزيوني للمذيع المشهور تيري أرديسون. وبالمثل، فإن الإعتراض الذي واجه مهمة أبولو، التي كانت موجودة في الولايات المتحدة منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي، يرجع إلى كثير من شهرتها إلى بث فيلم وثائقي تلفزيوني (3). صحيح أن الإنترنت يوفر مساحة وإمكانيات للمشاهدة للأطروحات التي لم يكن لها وجود ـ أو وجود قليل جداً ـ على الوسائط الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية.
لكن هذا لا يبدو لي الأهم: أن أقول إن هذا يعني تفويت الدور المحدد للتكنولوجيات الجديدة إزاء نظريات المؤامرة، والذي هو أقل كوسيلة لنشرها من أداة تنميتها والدفاع عنها. من خلال تجميع الحجج والتكيف مع التطورات في النقاش، فإن الإنترنت يقدم لنظرية المؤامرة المرونة التي تناسب خطابها الخاص. ويستند ذلك إلى تكاثر الحجج غير المتجانسة (4)، مما يخلق تأثيراً تراكمياً وعقبة أمام تقديم التناقض الازم والإجابات المبرهنة، لأن تعبئة الحقول العلمية المختلفة تتطلب تحشيد العديد من الخبراء لتقديم الإجابات المدعومة بالواقعات. هذه الاستحالة من الطعن في الحجج خطوة خطوة يخلق شك في أن أيا من الحجج التي اتخذت في معزل عن بعضها البعض سيكون لديها القوة لخلق الرد المفحم على نظريات المؤامرة. تنتج مواقع التواصل الاجتماعي بسهولة كميات هائلة من الحجج وتوفر إمكانية لأولئك الذين ينضمون الى أطروحات المؤامرة للترويج لها بنشاط.
هذا هو ما يجعل، من بين أمور أخرى، استجابة وسائل الإعلام التقليدية صعبة للغاية: سوف يستغرق الأمر وقتاً كبيراً ووقتاً كبيراً في الاستجابة لخطاب ينتج عن العديد من المساهمات ويتم بناؤه على مدار سنوات. في عام 2009، تم تخصيص ملف خاص في شارع 89 (وهو موقع يساري راديكالي) ومركز تدريب الصحفيين على الإعتراضات على الرواية الرسمية لـ 11/9/2001: على الرغم من أن النقاط الرئيسية في حجج المؤامرة تم توزيعها على الصحفيين (المتدربين)، كان كل موضوع في التعليقات موضوع النقد، المنبثق كذلك عن أنصار أطروحة المؤامرة كما من خصومهم، للإشارة إلى عدم دقة المقالات. كان الصحفيون غارقين في عدد الاعتراضات التي قُدمت لهم، وقبل كل شيء بسبب التداعيات الكثيرة للمشكلة، والتي لا يزال يبدو أنهم أقل سيطرة على جيش المساهمين.
في ملاحظة هذه الظواهر الجديدة، ما هي الوضعية التي ينبغي إعطاءها للصورة؟ لماذا تُعتبر الصورة مركزية جداً في حجج المؤامرة؟ لماذا يبدو من السهل جداً بناء معتقدات من هذا النوع اعتباراً من الصور؟
أ. لودي: يستجيب استخدام الصورة لمثل الاستقلال الذاتي للحكم الذي تطالب به الخطابات التآمرية: يتعلق الأمر بالمعارضة على الإستلاب لوسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية بوسيلة للحكم ذاتية من خلال الثقة في النهاية فقط إلى ما "نرى". يتم استدعاء الصور - التسجيلات الفوتوغرافية أو تسلسلات مصورة - كدليل لا جدال فيه، استجابةً لانتشار خطابات الإعلام أو الخطابات الرسمية. في مناخ من الشك العام، تصبح الصورة بمثابة المحك. تضع العديد من نظريات المؤامرة تحليل الصور في القلب من جدلها الحجاجي.
من وجهة النظر هذه، فإن فيلم أبراهام زابرودر، الذي يصور اغتيال كينيدي والذي تسبب في تدفق الكثير من الحبر بعد ذلك، يشبه المشهد المؤسس للمؤامرة في القرن العشرين. يتم تطبيق نظريات المؤامرة لإعادة تشغيلها من خلال البحث بدورها عن المستندات الفوتوغرافية أو السينمائية التي يجب أن تتكئ عليها: صور مهمة أبولو التي يتم تحليل ظلالها وتأملاتها؛ تسلسل انهيار أبراج مركز التجارة العالمي الذي يجري تباطؤه وتأطيره للكشف عن انفجارات مشبوهة، أو ببساطة توقيته لإظهار أن وقت سقوط الأبراج ينطوي على هدم متحكَّم به؛ وهناك الفيديو المصور لاغتيال ضابط الشرطة أحمد مرابط لدراسة زاوية الطلقة واكتشاف غياب الدم (5). في الحالات الثلاث المذكورة (مهمة أبولو، مركز التجارة العالمي وتشارلي إيبدو)، الصور أو مقاطع الفيديو التي يعتمد عليها التفسير التآمري هي تلك التي تستخدمها الصحافة أو وسائل الإعلام للإبلاغ عن الحدث: لذلك، فإن الأمر لا يتعلق بإنتاج أدلة خارجية، بل بأخذ وسائل الإعلام إلى لعبتهم الخاصة وقراءة قرائن وجود المؤامرة داخل الصور الإعلامية أو الصور التي يوزعها الإعلام الرسمي وشبه الرسمي أو إعلام التيار الرئيسي المهيمن.
تستند هذه الأنواع من الحجج إلى اليقين بأن الصورة ستتحدث عن نفسها. كما لو أن استقبال صورة ما لم يكن في حد ذاته نتاجًا للعادات المكتسبة، مسترشداً بما نعرفه أو نعتقد أننا نعرفه. كما لو، على سبيل المثال، لم تكن السينما هي التي اعتادتنا على مجموعة من الدماء بعد طلقة نارية مباشرة. هذا النهج يترجم في نهاية المطاف علاقة ساذجة مع الصورة.
في الآونة الأخيرة، في الولايات المتحدة، والغضب المُثار من عنف الشرطة ضد السود، كان لمقاطع الفيديو التي تم التقاطها من الهواتف المحمولة دورًا مثيراً. إن فكرة تجهيز الشرطة رسمياً بالكاميرات لتفادي هذا الانزلاق تدل على أن الصور تُعطى بشكل متزايد حالة الشاهد للحقيقة. هل هذا مؤشر على دور سياسي جديد للصورة؟
أ. لودي: يجب التمييز بين أمرين: استخدام الصورة المصوّرة كدليل والسهولة التي يمكن بها للجميع إنتاج الصور اليوم. اكتسبت الصورة المصوّرة رسمياً حالة الأدلة في عام 1945، عندما استخدمت محكمة نورمبرغ الأفلام التي صنعها المشغلون الأمريكيون عندما تم اكتشاف المخيمات. تضاف هذه الصور إلى الشهادات وتشكل بجانبها أدلة على الجرائم المرتكبة. ولكن لكي يكون هذا ممكنًا، أي أن تكون هذه الأفلام مقبولة كدليل، كان عليها أن تستجيب لتعليمات دقيقة، حددت شروط التصوير، المطلوبة لتكون قادرة على تحديد الأشخاص الذين تم تصويرهم، وحددت طريقة تصوير الجثث. وبعبارة أخرى، يعتمد قرار محكمة نورمبرغ على "الموضوعية الأساسية أو الماهوية" بدرجة أقل مما قد يرغب الفرد في أن يعزى إلى التصوير الفوتوغرافي أو الفيلم أكثر من الإجراء الذي يحكم إنتاج الصور. هذا الاعتبار أساسي ويشرح بشكل خاص أن الانتقال من التناظرية أو القياسية إلى الرقمية لا يشكك في الاستخدام القضائي للوثائق الفوتوغرافية أو الوثائق السينمائية: إنه سياق الصورة من خلال التحقيق، ارتباطه بالآخرين عناصر (مستندات أو شهادات) والتي تمنحها قوة الإثبات.
ما هو الجديد، هو في الواقع هذا التضخم في الصورة الذي ينتج عن القدرة التي من الآن فصاعدا على كل فرد لإنتاج بعض منها عن طريق هاتفه المحمول. لأن النتيجة الدقيقة لهذه الظاهرة، ليس في مقدار إنتاج الكثير من الصور بقدر ما هو في تأصيل الحكم المسبق الذي يحتمل أن يكون لدينا صورة لكل شيء. بعيدًا عن وضع حد للشك، يغذي هذا الوضع من هيمنة الصورة الحجج التآمرية: الكتاب الذي أعده تييري ميسان ((11 سبتمبر 2001: التضليل الرهيب)) (6)، ينهل مصدره في غياب صور تحطم الطائرة على مبنى البنتاغون. يجادل خطاب المؤامرة بأنه، بالنظر إلى عدد كاميرات المراقبة المحيطة بمبنى البنتاغون، فإنه من المستحيل عدم وجود صورة للهجوم. تستند هذه الحجة إلى اعتبار يهدد من الآن فصاعداً في إمكانية تطبيقه على الواقع بأكمله: يتم تلقي غياب الصورة كنقص، وليس كغياب بسيط، هكذا في كل مرة سوف لن يكون لدينا صور للواقعة، فإن الأمر سيكون معرض للشك والتأويلات التآمرية.
إن إمكانية كل شخص على إنتاج الصور تأتي بذلك لتكتمل ما كان المؤرخون قد واجهوه منذ بعض الوقت: من الآن فصاعداً، من أجل أن يوجد الحدث، يجب أن تكون هناك صورة (7).
نظرة نقدية
تثقيف العين، ماذا يعني ذلك؟ في البيئة الثقافية الحالية، لا أحد يريد أن يكون ساذجًا، فنحن نعرف أنه يمكن التلاعب بالصورة. ولكن ما هي النظرة النقدية إلى زمن الانتقاد المطلق؟
أ. لودي: هذا التمييز بين الشك التآمري أو المؤامراتي والتفكير النقدي يشكل رهاناً سياسياً كبيراً لعدة أسباب. الأول عندما لا نرغب أن نقرأ في نظريات المؤامرة إلا عبارة عن فكر نقدي مضلل، يعمى المرء نفسه عن الآثار الإيديولوجية لنظريات المؤامرة ويقلل من مخاطرها السياسية. لكن هذا التمييز ضروري هو أيضاً لضمان محيط "الاحتجاج المشروع" في الفضاء الإعلامي. في موازاة مع انتشار الخطابات التآمرية، نشهد بالفعل على تعميم تهم الأفكار التآمرية في وسائل الإعلام الرئيسية، والتي تعمل بمثابة ناد للخطابة من خلال عدم إنهاء مجرد الحجة المقدمة من أنصار نظريات المؤامرة، ولكن في كثير من الأحيان أيضا إنها النقاش نفسه الذي اندرجت فيه الحجة التآمرية.
ليس من غير المألوف أن نرى أن أي انتقادات لوسائل الإعلام أو لسير عمل المؤسسات الأوروبية يسخر منها بطريقة عنجهية على اعتبارها من وحي الفكر التآمري. لكن التمييز بين التفكير النقدي ونظريات المؤامرة ليس ضرورياً فقط للهروب من التجريد من الأهلية لوسائل الإعلام الرئيسة. وبشكل أعمق، فإنه يمتد من فهم ما يمكن أن يؤسس للنقد ويدعو إلى الإعتراض. لأنه، بالاقتصار على قراءة محددة في مخطط القصدية، فإن الفكر التآمري يقوم بعرقلة ما هو الرهان الأساسي في العلوم الاجتماعية، أي في فهم كيف، على حد تعبير ماكس فيبر، يمكن للنشاط السياسي أن يولد آثاراً مخالفة لنوايا الجهات الفاعلة. من وجهة نظر تآمرية، لا يوجد مجال لـ "الآثار الضارة" (8). بعبارة أخرى، بينما يرتدي أنصارها الآن ملابس الانتقاد للرأسمالية والعولمة، يمنع الخطاب التآمري من فهم كيف، في عكس المداهنة النفعية، قد لا يؤدي تفاعل المصالح الخاصة إلى أقصى حد سعادة كبيرة لأكبر عدد. وهذا هو السبب في أن المؤامرة هي على ما يبدو فقط في الظاهر عكس نظرية "صراع الحضارات": فهي تنضم إليها في الموقف المعرفي والإيديولوجي المتمثل في نية لا تشوبها شائبة، حيث المواجهة المانوية بين معسكرين تكفي لشرح كل شيء لذلك فإن المؤامرة تحمي ما تدعي أنها تشجبه. على العكس من ذلك، حيث أتيحت لي الفرصة للكتابة عدة مرات (9)، فإن النقد الحقيقي للعالم المعاصر سيكون في تحليل كيف، دون مؤامرة، أنه ينتج كوارثه الخاصة به.
(1) جان ـ فرانسوا ليوتار ((الوضع ما بعد الحداثي)) (مصدر فرنسي، باريس، منشورات دار مينوي، 1979).
والكتاب مترجم إلى العربية تحت عنوان ((الوضع ما بعد الحداثي))، ترجمة أحمد حسان (القاهرة، دار شرقيات للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1994).
(2) جمعية المتنورين أو الملهمين الألمان التي سميت بـ "مجتمع الفكر" للمتنورين أو الملهمين البافاريين والتي حلتها السلطة عام 1785، وقد أشيع في وسط الجمهور أنها بقيت تعمل في الخفاء، واستمرت في التخطيط السري للهيمنة على العالم.
تعتبر هذه الإشاعات التي عمت بين الجمهور الألماني البداية الجنينية لما سيعرف بالنظريات التآمرية، والتي سوف تحاك القصص الكثيرة بالخصوص حول الجمعيات الماسونية التي بدأت تتشكل في القرن الثامن عشر، واتهمت بأنها كانت وراء الثورة الفرنسية.
(3) برنامج في التلفزيون الفرنسي عنوانه ((كل الناس يتكلمون))، وتاريخ بث الحلقة في 16/03/2002.
(4) هذا ما يدعوه جيرالد برونر ((التأثير القوي)).
(5) عندما أعلن للجمهور التسجيل للكاميرا الخاصة بموقف السيارات، والذي يُظهر الحادث الإرهابي فلى مبنى البنتاغون، فإن نفس الأشخاص سوف يتذرعون بالنوعية السيئة للتسجيل من أجل رفض الصور كدليل.
(6) تيري ميسان ((11 سبتمبر 2001. التضليل الرهيب)) (من منشورات دار كارنو الفرنسية، 2002).

(7) انظر مقالة أوريلي لودو ((أشرطة الفيديو على الإنترنيت: الدليل بالصورة؟)) (مجلة إسبري، آذار أ أبريل 2009).
(8) انظر ريمون بودون ((التأثير المُفسد والنظام الاجتماعي)) (من المنشورات الجامعية الفرنسية، باريس 1977).
(9) أوريلي لودو ((ظل من الشك: السينما الامريكية وصورها الخادعة)) (المنشورات الجامعية في مدينة رين الفرنسية، 2012).
انظر أيضاَ ملف ((المؤامرة والإرهاب))، في مجلة العقل العمومي، العدد رقم 16، حزيران 2012.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي