الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصيات والكوميديا السوداء .....الجزء الخامس

عبد الرزاق حرج

2006 / 7 / 4
أوراق كتبت في وعن السجن


في لهج الليل وجريانه السريع ينصت الى عيون مفاتيح الآقفال والسلاسل حين ترتعش أيدي القتله في تطويق الشباب بالآساور الحديديه والركض بهم الى مقاصل التنفيذ كان قاطع ألاعدام ليلا يصفوا على تلاوة قراءة القرأن والآدعيه الشيعيه والتوسل الى ألله في أنقاذ ما يمكن أنقاذه !!!....ظلت عيناي لايطاوعها النوم ,,لاأعرف,, قد يكون بسبب نوم شبك الآجساد المعصوره بالعكس وروائح الفساء و الآقدام والتواليت وأصوات الآنفاس الضاجه والجرذان والدود والنمل والبق المزمن والبكاء على أحد الآدعيه في قولها المتوسل > انا العبد الحقير الفقير ووووالخ > ,,سحبت كياني المهروس من > قدور > الآبخره المستديمه ووقفت أمام باب الزنزانه بينما كنت أستمع الى سورة > ياسين > والسبحانيات من أحد الزنزانات البعيده,,, يذكرك في رمضان أثناء تناول الحساء في الفطور العاجل لآهلنا الصائمون في وليمة لها العين تأكل من كل وجبات الطعام بمصاحبة كركرات وفرحت طفولتنا على هذا الطعام المتنوع ونحن في أحضان أبائنا وأمهاتنا ومشاكسة ومقالب ألاشقاء الفكاهيه على > اللقم > اللذيذه ..بعدما تنهي الجوامع من صلواتها الربانيه ويعم الهدوء وتكف النذور في توزيع الآطعمه على الجيران والفقراء والمتسولين ,,تشتعل معاركنا الطفوليه على متابعة البرامج التلفزيونيه الرمضانيه !!!...وأنا سابح في فلاش باك أحد فصول الطفوله ويدي قابضه على أحد أعمدة حديد الباب ,,سمعت صوتا يقول ..السلام عليكم ,,أستفاق كياني من منبت أحلام طفولتي الضائعه على التلويح بالسلام وأجابته عيناي وشفتاي الرطبه من أطعمة الطفوله التي غزت أنفي ولعابي السائل في بواطن فمي الجائع وعليكم السلام ,,, كان صاحب السلام المباغت > أسماعيل ما شاء الله > ,,قال لي ..أسماعيل ,,,عذرا,,, حول أنسحابي قبل أيام أثناء حديثنا عن > خليل >
شقيقي ...تصور وقع الخبر عليه كصاعقه مدمره ,,لآن عانيت الكثير في التحقيق حوله ,,أنت تعرف ظروف التحقيق في هذه الآمور الحساسه ,,لكن أنا لم أعطيهم أي شئ الى هيئة التحقيق حول > خليل > وعائلتي يفيدهم ,,لذلك تعرضت الى أساليب كادت تموتني أثناء التحقيق !!!!,,,لكن كان المفروض أن يبقى واحدا منا يحرس العائله ومتطلباتها والمرشح > خليل > في ذلك الآمر ,,لآن متزوج ,,,كنت أستمع على أقواله المأثوره ولمعان أسنانه في حلك الضياء الخافت تعض شفتيه السفلى بقوة المنشار الذي لايرحم وأكمل حديثه في فزعت الآسئله الداميه بعد ما عرف> خليل> صديقي وأعرفه عن قرب وقال ,,,كان > خليل> خير صديق لي بالرغم لم نلتقي فكريا وسياسيه لكن تربطنا الروح ألاخويه بكل معاني الرجوله ...تربينا سويتا نغرف من تعاليم معلمنا الآول والدنا الرائع ..كان خليل ..جسورا وعنودا,, شب على تحدي كل المصاعب ..لهذا تعلمه ودرسه كل العلوم الفلسفيه التاريخيه في الآسلام ,,لذلك يحب تاريخ ثورات الفقراء في الآسلام ,,,قلت له ..وأنت
قال ..أنا سلكت الدين والآسلام والمذهب ,,عن أيمان وعقيده وشهاده ,,,كم كان الجدل قائم بيننا في دارنا حول الوثنيات الآسلاميه والعباده كان يطلق عليها > خليل > رموز وطوطميات متوارثه من رحم دوران التاريخ ,,لكن كنت أجيب > خليل > أنها عبادات خالده ومقدسه وصوره للخالق عزه وجل
قلت له ..أخ > أسماعيل > ,,أسمح لي أن أسألك عن بعض المفاهيم الفكريه في الدين الآسلامي
أجابني ...تفضل
قلت له ..لكن هذه القدسيات والخالدات جاءت قبل ظهور الاديان السماويه
قال لي ..مقدما ..أنا أعرف أنت من نفس أفكار > خليل > ,,لكن سوف أجيبك حول القدسيات والخالدات في أمثله واقعيه ...حين ظهرت الماركسيه ,,كان لها رواد ,,أي ماركس وأنجلس وبعدها لينين وستالين والقائمه تزيد ورسلهم أمثال> فهد وخالد بكداش> في بلداننا العربيه ,,هولاء أصبحوا أصنام مقدسه ,,لاتزالون تحيوا ذكراهم والبكاء على أطلالهم وأنتم تسيروا على نهجهم المقدس
قلت له ..لكن هولاء بشر ليس غيبيات
قال لي وهو يضحك ,,,لكن أنتم حولتم هولاء الى أرواح مقدسه وغيبيات لها قيود عليكم ومن أمثالها ,,القيود السياسيه والطوع الى رموزها والآستشهاد في سبيل هذه الرسل ..لكن تذكر لا عليك فينا نحن رازحين ضمن القيود الدينيه ,,هذه تعاليم في مفهومكم الفكري ,,تخلف ,,أليس ذلك !!!!.. .لكن سوف أسوق أليك أحد الآمثله الحيه ..أعتقد كلنا عشنا فترة السبعينات ونتذكرها بكل يومياتها وأيضا نتذكر > ورقة أنخفاض الانتاجيه > وكان أحد محاضريها ..> عامر عبدالله > وزير الدوله والمنظر لحزبكم أنذاك وبأشراف > صدام حسين > ,,كان يتلوا ويحاضر أمام جمهرة من المثقفين وذو الآختصاصات الآفتصاديه والسياسيه ..عامر عبدالله ..وكيف أستشهد أثناء محاضرته في قول أحد أنبيائكم ولم يذكر أسمه ..لكن > صدام حسين > ذكره وقال ..تقصد > لينين > ,,وكيف طربتم وفرحتم على ذكر أسم > لينين> بعدها أصبح > صدام حسين > كاسترو العرب في شوارع العاصمه ..لكن من أطلق هذه البدعه ,,أنتم تقولون ليس توجد في الوثائق الحزبيه هذه التسميات عندنا وقذفتوها على ساحة دعاية الآجهزه الآمنيه ..لكن هذا ليس موضوعنا ...لكن فقط ذكر أسم > لينين > ...أصبحت الدار مأمونه ,,لانه مقدس
قلت له ..أعتقد تتفق معي حول الخلافات المذهبيه والفرق الآسلاميه في الدين الآسلامي ..وأنتم دين وأسلام ورب واحد والحروب والقتال بين صفوفكم
قال لي ..أنا أتفق معك في هذه الآمور وقلت لك سلفا هذه جذورنا التاريخيه هي عنوان للعنف والصراعات القبليه ..لكن أسألك سؤال ...كم فرقه شيوعيه مختلفه ومقدسه تحت أسماء تاريخيه ..أمثالها ,,ستالين وكم تحت حكمه المقدس أعدم ... وكم راح ضحية الثوره الثقافيه في الصين أبان حكم الآب الروحي > ماو >,,, والآعدات الغفيره من الشعب الكمبودي التي سحقت أبان أنقلاب >الخمير الحمر الكمبودي > والحروب الحدوديه الصينيه والفيتناميه والتصفيات الحزبيه في تجربة اليمن الآشتراكيه والآفغانيه
قاطعته وقلت له ..,نستنتج من ذلك هي نفس الافكار في التطابق لكن تختلف فقط في الزمن
أجابني وأشرف مأذن القاطع بالتبلسم ,, كلنا أرواح مستسلمه لقدرها ,,أستأذن مني وقال لي ..سوف أذهب الى الوضوء لكي أكمل الواجب المقدس وهو يضحك
بعد أسابيع معدوده نفذ به

أطلق سراح> خليل ما شاء الله >,في عفو,عام 86 ,أخذوا جميع العسكريين الى الوحدات القريبه من محافظة دهوك مباشرتا ,,بقوا أيام وأسابيع في هذه الوحدات المعزوله عن المعسكر بلا مستلزمات عسكريه ,,أعطوا لهم أجازات في النزول الى أهاليهم ,,قسما منهم زار أهله ورجع الى وحدته وأخرين فضلوا الهروب من الخدمه العسكريه أما الباقون ..سلموا أنفسهم الى مفارز > البيش مركه > ,,وكان في مقدمتهم ,,> كريم أعبيس > الحلاوي > الى مفارز الحزب الشيوعي العراقي ..لكن تعرض من قبل أجهزة الحزب الامنيه الى التعذيب والتحقيق من قبل لجان التحقيق في الحزب ..> متهم رجل أمن > ..وبقى تحت التحقيق والتعذيب الى أن صرخ بهم في صرخته المدويه في سراديبهم التحقيقه وقال ,,هل هذا حزب > فهد > أم حزب البعث .. بعدها فك أربطته ووثاقه عنه وسلم الى مفارز حزب الديمقراطي الكردستاني وخرج معه أحد المفارز الكرديه الى أن وصل الى الحدود الآيرانيه وسلم نفسه الى السلطات الايرانيه وعاش في المخيمات اللاجئين وقاد أكبرتظاهره حصلت في تاريخ المخيم ,,قامت باعتقاله السلطات الآيرانيه هو ورفاقه المضربين هذه الشخصيه الجديره بالشجاعه في سجن أبي غريب لها باع طويل في التصدي الى النظام الفاشي في العراق ,,بعد أشهر قليله مرت شباب الى بيت > خليل > والتباحث معه في الالتحاق بكردستان العراق ,,أجابهم في الرفض لظروف عائليه قاهره في عدم ألتحاقي الى كردستان ...ذهبوا أصدقائه وهو يودعهم في النظرات الاخيره ...في عام 87 تم ألقاء القبض عليه عند سيطرة الراشديه من قبل الامن العامه ,,حقق معه في أساليب وسخه للغايه ..عندما أسمعوا له كل أحاديثه ومخططاته وتفكيره وخروجه من بغداد وكيف يقاتلهم في تصاريح سجلت على أشرطة كاسيت بغفله منه من أقرب الناس في بيته !!!...عام 88 وصلت منه رساله شفهيه عن طريق أحد المحكومين لي ,,تقول الرساله ,,أخي أبو سعيد ,,هله هله بأبني > أحمد > ,,,وكتاباتي ,,,,حكم على > خليل ما شاء الله > بالآعدام شنقا حتى الموت من قبل محكمة الثوره سيئة الصيت ونفذ به عام 89 ,,,,أطلق سراحي عام 92 ..لكن هناك وصايه يجب أن ألتزم بها ,,,
لذلك ...ذهبت الى الدوائر الصحيه والمستشفيات ,,أسأل عن زوجته أم أحمد ,,,,بالمصادفه كان لي صديق يعمل في نفس المستشفى التي تعمل فيه ..طرحت عليه فكرة اللقاء في أم أحمد ..قال لي ,,عزيزي أبو سعيد أترك هذا الموضوع ,,قلت له ,,لكن أنا أريد أشاهد أحمد وأمور أخرى ,,أجابني بأختصار لحد الان لم تتعلم من التجربه ,,,,ذهبت ومعي هذا القول وأنا أبرطم شفتاي التي يلوح عليها الكوميديا السوداء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمن العام اللبناني يشدد تطبيق القوانين على اللاجئين السوري


.. اعتقالات تضم الناشطة في المناخ غريتا ثونبرغ بمظاهرة تضامنية




.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب


.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين




.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟