الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي نحس ثقافي؟!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 9 / 12
الادب والفن


رغم تنشيط الكتابة والتأليف بالساحة الخليجية، خاصة والعربية عامة، إلا أن القراءة والنقد بحالة كسل وخمول، وكأني بجسم إنسان مريض ومن الخارج صحي، لا تعكس حركة التأليف والنشر، حالة الكتابة والنقد المتراخية، بل وفي بعض التخوم ميتة سريريًا، رواية بحجم خيالي كرواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ الحاصدة منذ عقود جائزة نوبل ومترجمة لكلِّ لغات العالم النشطة، بدنيا أخرى وبركنٍ مختلف من العالم رائجة ومتداولة بين أيدي القراء بالملايين... هنا وهناك من أرض العرب اليابسة، القحط، قد لا يتجاوز قراءها بضعةِ ألاف وسيكون نجيب محفوظ محظوظًا بقبرهِ إن بلغه ذلك، ففي حياته لم يحظى بهذا الطالع، كأن النحس يطارد الرواية العربية حتى لو حظيت بنوبل فالأصل في هذه الأمكنة المحاطة بالكسل الثقافي أن يكون نصيب القراءة محصورٌ في خانة المئات والمحظوظ بنوبل سيتخطى للآلاف...
قراء نجيب محفوظ في دولة أوروبية واحدة يتخطى قراء العالم العربي بأسره، وهذا النحس الذي طارد كاتب بحجم محفوظ ماذا تنتظر منه إلا أن يلاحق كل من فكر وتجرأ وانجرف يكتب رواية، وإذا كان هذا النحس ورائه القراء الذين اختاروا مرغمين بنضوب التمييز، كتب الشعوذة والسحر وعذاب القبر والأبراج وطبخ المعجنات، فما مبرر وحجة النقاد الذين بدا وكأنهم اختطفوا من قبل غزاة فضائيين ليحجبوا الرواية عن أقلامهم؟!
ابحث عن السبب وسترى أن ليس الثقافة والأدب وحدهما المصابان بالنحس، فالعلوم والمعارف وتكنولوجيا المعلومات، والهندسة الوراثية، كلها تعاني من هذا النحس، الذي لا مبرر له سوى أن غزاة الكواكب الأخرى غاروا من عالمنا العربي واختطفوا منا القراء والنقاد والعلماء وتركوا لنا صحراء قاحلة!لا ينبتُ فيها سوى ناطحات السحاب التي تعلن عن حضارة عصرية تسابق إيقاع الزمن ولكنها تفتقد للقراء والنقاد والوعي!
عندما تزعم أمة أنها برأس هرم الأمم المستنيرة، يستدعي ذلك أن تجد الكتاب والنقاد والقراء، أول علامات هذه الحضارة، خذ مثالاً الهند التي رغم فقر وعوز غالبية سكانها، لكنها الدولة الأولى في القراءة وبعدد المكتبات ودور النشر والنقاد وحركة الفكر وحيوية الجدل وليس الجفاف القسري في الثقافة كالذي نعانيه، رغم الأموال والإمكانيات والثراء والرخاء!!! لكن الواقع لا يقدم سوى مؤسسات رسمية يتولاها موظفون عموميون نصفهم مهمتهم الرقابة على المطبوعات!
تقدم الثقافة يعتمد على مثلث، الكاتب، والقارئ والناقد، هنا على الخريطة العربية والخليجية خاصة وبالتحديد القوي! يوجد كتاب ولكن أصاب النحس القراء وانخسف النقاد، لذلك وحده الكتاب يسبح بالفضاء بحالة انعدام الوزن.
***
إن عالم فيه علماء!!! الدين أكثر من المتدينين، ماذا تنتظر منه سوى فقدان البوصلة، عالم، تسألني عن حال الثقافة فيه؟ ههههه...الحالة تشبه كوكب فيه السكان حُقِنوا بشرائحٍ وراثية تعود لعصر ما قبل اكتشاف الحروف! ولكن بثوبٍ عصري ومظهرٍ حداثي!! فيه كتاب وفيه قراء وفيه نقاد ولكن أي كتاب وأي قارئ وأي ناقد، وأي حياة ثقافية تشبه المدن المستنيرة من حولنا في العالم التي يقرأ السكان فيها بالملايين وتُنشر الكتب بالملايين وتحقق الثقافة دخلاً ماليًا بالمليارات؟ لأنها أضحت صناعة وتجارة تتفوق فيها الدول على نفسها بحجم ما تحققه الثقافة من دخلٍ مالي، يعكس مستوى هذا القطاع الحضاري.
لا تسألني بعد أرجوك فالجواب الذي على لساني لن يرضي البعض وقد يتسبب بتعقيد...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة


.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد




.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم


.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?




.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد