الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستثمار فى الضعف!

سليم نزال

2020 / 9 / 12
القضية الفلسطينية


و هو تعبير اقصد به الجهد الذى يبذله العدو فى الاستثمار فى ضعف الطرف الاخر .سواء كان هذا الضعف بسبب جهود العدو او بسبب ظروف معينة استثمرها العدو لصالحه .
فى الزمن القديم كان هذا الامر يقتصر على الاضطلاع على القوة العسكرية للطرف الاخر و هو امر لم يزل موجودا . تجاوز هذا الامر الى استثمار العلوم الاجتماعيه الحديثة خاصة الانثروبولوجيا لاجل المعرفه الاجتماعيه التى تعنى الاضطلاع على كل الجوانب الاجتماعية و معرفة التناقضات و الصراع و استثمارها لصالح العدو الغازى .و هذا ما فعلته المانيا النازية مثلا فى اوكرانيا عندما غزت الاتحاد السوفياتى حيث كان لستالين موقفا متشددا من الكنيسة و الدين عموما .القوات الغازية استفادت من النقمة على الاتحاد السوفياتى و لعبت دورا فى تقوية الكنيسة الاوكرانية و الوطنية الاكرانيه و الهدف خلق قوى صديقة لها معادية لللاتحاد السوفياتى .
و هذا عينه ما تقوم به الصهيونية .حيث تمت دراسة مجتمعاتنا لاجل معرفة التناقضات فيها .و هو امر تم الكشف عنه فى الاعوام الاخيره حيث ارسل الصهاينة رجالا من المستعربين اليهود قبل عام 1948 و هى قوة خاصة ارسلت الى القرى الفلسطينية .تزوجوا من نساء فى القرى و عاشوا فيها اعواما طويلة و كانوا اثناءها يزودون الصهاينة بكل المعلومات عن القرى و اهتماماتها و قدراتها و الصراعات العائلية فيها الخ .
و هذه قوة لم تزل حتى الان و هم يقدمون لهم دروسا فى اللهجات الفلسطينية المختلفه و الملابس الخ من التفاصيل و عادة ما يشاركون فى المظاهرات ضد الاحتلال ثم فجاة ينقضوا على قيادة المظاهرة .
لقد سبق لى ان كتبت مرة بل مرات.اسرائيل تركز جدا على ما يمكن ان نسميه الاقليات فى المنطقة العربية لاجل ايجاد تغرة تتسلل فيها و اعتقد انها نجحت الى حدا ما فى ذلك .باختصار كل اقليه تشعر بعدم انسجام مع الوضع العام سوى لمظالم تاريخيه او مبالغ بها او اسباب اخرى هى هدف صهيونى بلا ادنى شك .
ان اردت ان الخص تاريخ الحركة الصهيونية فى بلادنا يمكن تلخيصها فى عبارة الاستثمار فى الضعف.لقد تسللت الصهيونية لبلادنا فى اكثر مراحلها ضعفا حيث كان شعبنا منهكا من حكم عثمانى جائر استمر قرابة خمسة قرون و تبعه احتلال انكليزى فرنسى قضى على بقايا ما كنا نملكه من قوة .و كان هذا وضعا مثاليا للصهاينة .
الاستثمار فى الضعف تجلى بوضوح فى العقود الماضية حيث اضعفت بلادنا خاصة الاقطار التى كانت تقف فى وجه الصهيونية .اما على المستوى الفلسطينى فقد حصل انقسام ايديولوجى و سياسيى و جغرافى ادى الى البلبلة و غياب الوضوح و الى ضعف الطرف الفلسطينى .و الاعتقاد بامكانية التقدم فى هذا الوضع اعتقاد ينبغى مراجعته و التفكير به جيدا .المقاومة الفلسطينية الحقيقة هى من تستند على كتلة مجتمعية صلبة اولا و قبل كل شىء .
يمكن للكل ان يحرر الجزء اما ان يتحمل الجزء الاعباء كلها فهو امر غير منصف .لا بد من المراجعة ان اردنا مقاومة اقوى .فقد اظهر الشعب الفلسطينى صمودا اسطوريا طوال سبعين عاما و المطلوب المراحعة لاجل الاستثمار فى عوامل القوة التى نملكها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع