الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطبيع العربي المجاني

شاكر فريد حسن

2020 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الاتفاق التطبيعي بين دولة البحرين ودولة الاحتلال، لم يكن مفاجئًا لنا، بل كان متوقعًا كل لحظة. ويأتي هذا الاتفاق ضمن المخطط الأمريكي الاسرائيلي الرامي إلى اعادة بناء الشرق الاوسط من جديد، وتقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية متناحرة ومتصارعة، وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية لصالح المشروع الصهيوني الكوليونالي الاستيطاني التوسعي، وبهدف اخراج صفقة القرن إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع.
والحقيقة أن هذا الاتفاق هو ضربة أخرى في صميم المشروع الوطني التحرري الكفاحي الفلسطيني، وطعنة غادرة قاسية في ظهر شعبنا الفلسطيني، ويعتبر تجاوزًا وانقلابًا على المبادرة العربية وعلى القرارات العربية بخصوص المسألة الفلسطينية وبرامج السلام.
ولا ريب أن الاتفاق التطبيعي المجاني بين البحرين واسرائيل يمثل انتكاسة سياسية وسقطة كبرى لحكام البحرين، ويهدد أمن المنطقة والعالم العربي بصورة حقيقية، ويزيد الارتهان للمحور الصهيو أمريكي المعادي لشعبنا وأمتنا العربية، وهو ثمرة لخذلان ما يسمى بجامعة الدولة العربية التي أمست رهينة بيد أمريكا وحلفائها.
ومن أوائل الذين أيدوا وباركوا الاتفاق وأشادوا به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي انخدعنا به وتوهمنا بأنه سيكون " ناصر " العرب الجديد، وسيعيد مصر إلى موقعها الاستراتيجي ومكانتها السياسية وعمقها القومي العربي، وتعود فعلًا، وبحق وحقيق، أم الدنيا وأم العرب، ولكنه كان مخيبًا للآمال، وأثبت بانه ليس ساداتيًا فحسب، ولا يتمتع بالدهاء والذكاء السياسي الذي كان يتمتع به، فتبًا له على مواقفه التخاذلية المتساوقة مع مشاريع التصفية والاستسلام.
اتفاق التطبيع بين البحرين واسرائيل هو سقوط سياسي جديد، سيكون له أبعاده وتأثيراته على مجرى الأحداث والتطورات السياسية في المنطقة، ويأتي بعد نحو شهر على الاتفاق الذي توصلت إليه الامارات واسرائيل، وقوبل بتنديد فلسطيني واسع، شعبيًا ورسميًا.
ولعل الرد العملي على هذا الاتفاق التطبيعي المجاني والهرولة الاماراتية والبحرانية، هو إنهاء الانقسام الفلسطيني عاجلًا دون تأخير، وتوطيد الموقف الفلسطيني الرافض لكل مشاريع التصفية والتجزئة، ونفض الأيدي الفلسطينية من اتفاق اوسلو الذي لم يجلب سوى الأضرار والويلات على شعبنا وقضيته الوطنية وكفاحه التحرري الاستقلالي، والعودة إلى نهج المقاومة الشعبية المشروعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا للنضبيع
بلبل ( 2020 / 9 / 12 - 23:30 )
التطبيع ات لا محالة ولكل الدول العربية لان في التطبيع مصالح كبرى لهذه الدول التي لم تجني من فلسطين الا النكد فلسطين يعيش جل سكانها في بحبوحة العيش اجسن من العديد من الدول العربية فلسطيم هي دولتان وعدة فصائل حتى قبل الاستقلال اما بعد الاستقلال فتعرف حوربا لا حصر لها على السلطة بل التطبيع يخدم حتى المصالح الفلسطينية تصوروا لو كان لاسرائيل اراضي السودان وبترول العرب كيف سيكون الشرق الاوسط بل العالم برمته ماذا فعل العرب باراضيهم الشاسعة وبثرواتهم الهائلة نعم للتطبيع ولا للتضبيع كفاكم خطب فقد سئمنا خطبكم


2 - من هو الخآئن الحقيقي!!
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 9 / 13 - 08:12 )
الخآئن الحقيقي هم الفلسطينيون انفسهم والا لماذا الانقسام؟. هل غاب عن بالك طلب منظمة حماس من اسرآئيل لعقد اتفاق هدنة طويلة الامد لتمكينها من السيطرة على قطاع غزة وربما بالانفصال عن الضفة الغربية؟. اخي الكريم شاكر اصلاح البيت من الداخل اولا والاتفاق على الغاء اتفاقية اوسلو الذي لم تنفذ. الدول لا تربطها اديان ولا قوميات وانما تربطها مصالح.لو كانت الدول العربية والاسلامية تربطها اواصر القربى لما حدثت الحروب حتى في البلد الواحد واليك في ليبيا والتوغل الاجنبي فيها اكبر دليل على الادعآءآت الفارغة.

اخر الافلام

.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مسجدا يؤوي نازحين في دير البلح وس


.. مقتل وإصابة طلاب بحادثة انقلاب حافلة في كولومبيا




.. رحلات الإجلاء تتواصل.. سلوفاكيا تعيد رعاياها من لبنان


.. ما الذي قدمته إيران إلى لبنان منذ بدء الهجوم الإسرائيلي؟




.. فرنسا.. مظاهرات في باريس تنديدا باستهداف المدنيين في لبنان و