الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- تحليل و قراءة قصة ثلاث كيانات -

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 9 / 12
الادب والفن


تُصور لنا هذه القصة الموسومة بعنوان "ثلاث كيانات" مضمون مجازي بكلمات مختلطة من اللغة الروائية و الشعبية و استخدام العديد من الأساليب البلاغية لزيادة القوة في المضمون،كالتصوير و الخيال و استخدام عدد من اللكمات التي تنتمي الى الواقعية المحضة و الواقعية الحادة و الإعتيادية،و الغرض هو اضافة المعنى ليكون عميقا بقدرٍ ما.

تدور القصة المجازية حول 3 شخصيات تسير عبر شارع حتى تصل الى بناية ضخمة في مكان مجهول و يفصل بين هذه البناية و بين هذه الشخصيات رصيف يتم عبوره للوصول الى ساحة ترابية.و هذه الشخصيات هي؛ "الجبان الشجاع"الذي يشك بأقوال الشخصية الثانية" الناطق المخادع" ربما لأنه كان يفكر كما يتضح لنا في عدة مواضع:

* " لم يتسنى له التفكير بالهروب حتى" -

* " كان اخر ما فكر به الشجاع" -

* "ما دامني افكر بها"-

* سأموت الآن لا يسعني التفكير اكثر"-

* " ما بالي أُفكر بهذا"-

* "لِمَ أُفكر بهذا"

* و في نهاية القصة يقول "اقترب موتي لم يعد بإمكاني التفكير جيداََ"،

صَوَّر الكاتب هذه الشخصية على انها داخليا كانت شخصية شجاعة و لكنها كانت تخشى شيءََ ما ربما هو الموت الذي ستواجهه في النهاية او ربما شيء اخر لم يتطرق اليه الكاتب نظرا لأن القصة لم تبال اساسا بالشخصيات او الكلمات او العبارات او الجمل،افالقصة موجهة نحو معناها فقط،و هي بذلك فقدت بعض قوتها.

هذه الشخصية قد ترمز إلى الشخص المتمرد الذي يخشى ان يذيع أفكاره علنا بسبب معارضة البعض و تأييد تلك المعارضة من قبل آخرين و بالتأكيد تكون هناك معارضة بسبب مصالح معينة و يكون هناك تاييد لهذه المعارك بسبب الخوف و السطحية و التجهيل.

هذه الشخصية تُظهِر شجاعتها المخفية حين تجد مخلوقات غريبة عند الوصول الى حائط البناية الضخمة،هذا الكائن يمتلك جسم جرد بحجم جاموس،و ما صدمه اكثر من كل هذا كان يمتلك هذا الحيوان الغريب رأس غريب بين القط و الفأر بينما لسانه مقزز و مليء باللعاب..هذا الكائن كما يبدو من الوصف عنيف و هائج و بلا رحمة انه وحش حقيقي.و ربما تشير هذه الكائنات إلى بعض الاحداث العارضة كالحروب و الاقتتال الداخلي و الفتن الدينية و السياسية غير الموجهة التي تقتل المفكر و تكفر المتحرر و تزندق المتمرد،و تقضي عليه تماما كما قضى هذا الوحش على هذه الشخصية الشجاعة.حيث سيمزق هذا الوحش هذا الشجاع بأسنانه الحادة و يسحق عظامه بسبب قوة فكه.و بينما هرب الناطق المخادع وقف هذا الشجاع أمام قوة المخلوقات الغريبة هذه كإشارة الى ان الانسان الحر يواجه الموت من اجل قضيته بينما ينجو ذلك الاحمق و المخادع بسبب جبنه و نقصه.

و بعد هذه الحبكة تبدأ اللحظات الاخيرة لهذه الشخصية فهي تتذكر الشهادة التي ينطقها المسلمين قبل الموت إشارة الى نُبُل المسعى و ثبات الهدف. و تُفكر بإِمكانية ان تحصل على أجر هذه الشهادةرغم انها لم تنطق بها لكنها كانت صادقة مع نفسها في التفكير فيها.بعد ذلك يتذكر هذا الشجاع امه التي كانت تغطيه بلحافٍ اصفر و يسئل هل هي نائمة ام تعد الفطور.و في هذا دلالة الى حنان الام و عِظَم منزلتها لدى هذه الشخصية.و بعد ذلك يكون هناك مجموعة افكار تراود هذه الشخصية و هي افكار تتعلق بشخصية المخادع و ما سيفعله بعده،لكن في نهاية الامر ينتهي كل شيء و تُعلَن النهاية بجملة قوية و ذات معنى صادح يرن في الاذان و يبقى في العقول " يبدو انه اقترب وقتي و لم يعد بإمكاني الفكير جيدا سأشتاق لهذه الحياة حقا".

اما الشخصية الثانية و هي الشخصية القوية التي يُعرِّفها الكاتب على انها شخصية الناطق المخادع الذي"يسب ذاك و يشرح لذاك بينما هو لاشيء قطرة ندى على نبات ستسقط بأي لحظة و يبان بأنه قطعة من اللاشيء لا تاريخ لها" ويبدو ان لهذه الشخصية قوة و امكانية السيطرة و بيده الإعلام فتقول الشخصية الشجاعة عن هذه الشخصية " ربما سيكون ناشط حقوقي بإسمي و سيحمل الحكومة ما جرى سيقول ايضا انني احمل اتجاهات معينة لكن هو مجرد كاذب يحاول الربح بإسمي و سيحاول إسقاط الحكومة بإسمي"حيث تستفيد هذه الشخصية من ضعف الشخصية الثالثة "المسكين لن يعارضه لأنه يُؤْمِن ويقدس الناطق الكاذب إنه يعبده و يخافه أَيضاََ.

هذه الشخصية ماكرة و تحب لفت الإنظار إليها بدعوى انها ناطقة بإسم العلم و الفلسفة و لكن هذا ليس حقيقي اذ انه يود جذب الانتباه اليه بدعوى انه عالم حقيقي.و في حبكة القصة يظهر وجه حقيقة هذه الشخصية الجبانة حيث تهرب من ذلك الكائن الغريب الذي ظهر عند جدار البناية.حتى ان هروبه كان مذلا حقا كان هروب بهلع و خوف.

قد ترمز هذه الشخصية إلى السياسي و رجل الدين،اذ ان كلاهما جبان اوقات الاحداث الحقيقة.بينما الشجاعة تظهر من ذلك الذي يعده الاخرين جبانا.

إرتبطت الكلمات السلبية بهذه الشخصية بشكل مكثف كما إرتبطت كلمة التفكير بشخصية الجبان الشجاع و هذه الكلمات :

"يسب ذاك".

" مجرد قطرة ندى على ورقة نبات ستسقط بأي لحظة و يبان بأن قطعة من اللاشيء لا تاريخ لها".

"كأنه الناطق بإسم العلم و الفلسفة".

* كان الناطق يهرب بسرعة كبيرة و مهرولا بخوف و هلع.

* لن يخبرهم بهروبه الجبان.

* سيقول إنه دافع ببسالة أمام الحيوان.

* ربما سيكون ناشط حقوقي بإسمي و سيحمل الحكومة ما جرى سيقول ايضا انني احمل اتجاهات معينة لكن هو مجرد كاذب يحاول الربح بإسمي و سيحاول إسقاط الحكومة بإسمي".


أما الشخصية الثالثة شخصية المسكين فهي شخصية الخاضعة الخانعة لشخصية الناطق المخادع،و هي شخصية ضعيفة مهزوزة جداََ و لا تأبه إلا لحياتها و بقاءها،لا يهمها من الشجاع او الجبان،انها مع الاقوى و الاكثر قدرة على جعلها مستمرة في مسيرة الحياة.

هذه الشخصية قليلة الاهمية و دورها لم يكن قوي جدا في القصة،اذ ان المعنى يتعلق اساسا بالصراع بين الناطق المخادع و الجبان الشجاع،و رغم ان هذه الشخصية الخاضعة هي من تحدد الأبقى إلا ان هدفها واضح في السير مع الجبان الشجاع لان دربه درب يسير و ليس فيه اية مخاطر.وقد ترمز هذه الشخصية الى عامة الناس الذي لا دور لهم في تحديد هدف حياتهم سوى الانصات و الخضوع و السكينة.

و يظهر دور هذه الشخصية مرتين في القصة فقط المرة الاول في الصفحة الثانية للقصة و المرة الثانية في الصفحة الاخيرة للقصة،و يظهر عليها معاني الخضوع كما أسلفنا،كما ظهرت معاني التفكير على الشخصية الاولى و معاني السلبية على الشخصية الثانية و هذه المعاني هي ؛

المسكين كان يصدق كل شيء يقوله الناطق-المسكين لن يعارضه بهذا لأنه يُؤْمِن ويقدس الناطق الكاذب انه يخافه و يرعبه بنفس الوقت.

تم إستخدام بعص الكلمات الشعبية الشائعة مثل؛تشاهد-شهادتي-مستبرد-أجر-عاقول-لحاف-رصيف-ناطق-أوساط شعبية-تغطيني-والدتي-ساحة ترابية.

و استخدام ايضا معاني لغة روائية متماسكة فيها تصوير و ايجاز و تضمين و بلاغة و احتراف ؛

* قطرة ندى على نبات ستسقط بأي لحظة

* قطعة من اللاشيء لا تاريخ لها

* لكن هذه المرة لم يخف بل كانت صدمة هائلة

* كائن يمتلك جسم جرذ بحجم جاموس

* و ما صدمه اكثر من كل هذا كان يمتلك هذا الحيوان الغريب رأس غريب بين القط و الفأر بينما لسانه مقزز و مليء باللعاب-

* كان الرصاص يطلق عليه في احدى الحروب غير المتعادلة كان يدعي الرب لأن يحفظه لأمه-

* كان ينتظر رصاصته تأتيه بأي وقت-

* لحاف ذو لون اصفر فاتح به بعص الورود ذات اللون الأصفر الغامق و الابيض-

* هل سأحصل على أجرها ما دمت افكر بها

* لا يسعني التفكير اكثر سأموت-

* المسكين لن يعارضه لأنه يُؤْمِن ويقدس الناطق الكاذب إنه يعبده و يخافه أَيضاََ-

* هو مجرد كاذب يحاول الربح بإسمي و سيحاول إسقاط الحكومة بإسمي"-

* يبدو انه اقترب وقتي و لم يعد بإمكاني الفكير جيدا سأشتاق لهذه الحياة حقا".

* يعرف حقيقة الناطق انه جبان اكثر منه

* كان ينتظر لدغة أفعى

* سأموت الآن لا يسعني التفكير اكثر"-
..إلخ

أما إستخدام الكلمات و العبارات في صفحات القصة فكان كالآتي :

الصفحة الأولى من القصة : الكلمات فيها باردة و تنتظر شيء ما

و هي:

يسيرون-يسيروا-سار-يعبروا-ظن-تأتيه-ستسقط-ينتظر-رصاصة ما تقتله..إلخ

الصفحة الثانية؛كلمات واقعية غير رمزية.

و هي:

بصدق-يضع-حقيقة الناطق--الأوساط الشعبية..إلخ

الصفحة الثالثة من القصة ؛عبارات رمزية مع انتظار الموت.

و هي:

جرذ بحجم جاموس
رأس غريب بين القط و الفأر
لسانه المقزز المليء باللعاب
الجبان اصبح شجاع
ينتظر لدغة أفعى
ينتظر رصاصة
..إلخ

الصفحة الرابعة من القصة :و فيها حبكة القصة و هي حبكة حادة بين العنف و السقوط عباراتها هي السائدة بدلا من الكلمات.

و هي:

كتفه قد تمزق
الأسنان الحادة
سحقت عظامه
قوة فك الحيوان
سقط الجبان الشجاع
هروب صديقيه
خوف و هلع
..إلخ

صفحة الخامسة من القصة؛عبارات باردة تدل على قرب النهاية،عباراتها.

و هي:

نطق شهادتي
البرودة المؤلمة
تصوير الطفولة
..إلخ

صفحة السادسة من القصة تسودها كلمات إعتيادية مع عبارات تبدو ميتة الهدف او بالاحرى انها نهاية الهدف.

و هي:

اكتشف
اخبرهم
ناصي حقوقي
الحكومة
الربح بإسمي
إسقاط الحكومة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب