الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروفة ودرس عملي بالصمود والتصدي

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2020 / 9 / 12
كتابات ساخرة


اليوم تابعت بروفه ودرس عملي على أرض الواقع بالصمود والتصدي تنفيذا لاستشارات عباقرة المقاومجية من مستشارين ومستشارات الذين يرفلون باللامبورغيني والبورشات من دروس واستشارات المقاومجية وافلام الممانعجية والممانعجيات ومسلسلات الضحك على ذقون العباد والاستحمار الممنهج في مزارع خلافة التررلي والهومالالي ومستوطنات ومستعمرات غزاة الصحراء.
كان هناك، يا مرحومي البَيْ، طابور سيارات أجرة متوقفة بانتظار وصول شحنة الفرج من عند الله وعيون الخلق تترقب صوب الكازيات وتجوب الطرقات ...كل هؤلاء المعترين المنتوفين الفقراء ومعظمهم من سائقي الإجرة والشوفيرية المياومين المساكين المتعـَيْشة(يعني من جماعة كل يوم بيومه والرزق على الله وإذا ما اشتغلوا ما بيقدروا ياكلوا ولا يطعموا أطفالهم الصغار الجياع المحرومين من ابسط مقومات الحياة الكريمة كالخبز والماء والكهرباء ووو)، وهالطابور يا سادة يا محترمين، وصدقا، امتد من بعد دوار الأزهري لكازية القنجرة ع طريق كسب-البسيط اكثر من 2 كم على اقل تقدير، سيارة أجرة تنطح سيارة أجرة في جو الله لا يفرجيه للعدى وتحت الشمس اللاهبة الحارقة الحمراء ودرجة حرارة لا تقل عن 40 اكثر من 102F° درجة وأما درجة الرطوبة ايضا فكانت حوالي 70% او اكثر وفي هذه الأثناء كان يتراءى لي بشر، نساء أطفال، شباب صبايا، يتنقلون مشيا لأعمالهم وجامعاتهم وحاجياتهم وربما امتحاناتهم الجامعية في هذا الجو جيئة من القرى القريبة للمدينة نظرا لعدم توفر مواصلات بسبب ازمة المحروقات الخانقة وعدم توفرها...
وفي الصباحات الباكرة يوميا قبل الخامسة، وقبل بزوغ الفجر، يحدث أن أخرج لأمر عائلي دراسي خاص نوعاً ما، لأرى الناس أكداسا مكدسة وطوابير طويلة لا حصر لها أمام الأفران للحصول على "ربطة خبز" مقننة على البطاقة الذكية وكأن هناك مجاعة حقيقية وسط توسل وتدافع وتموجات بشرية والتصاق في زمن الكورونا ما يجعل المخاطر مضاعفة، ولا تدري لماذا وأية قضية مهما عظم شأنها وطاب قطافها سيخدمها وله مصلحة بها هذا الواقع وهذا الحال؟
لا تفهم ولا تستوعب ما العلاقة الطردية بين الفساد وسوء الإدارة والتقصير والنهب وانعدام الكفاءة من جهة وبين المقاومة والنضال والقيم النبيلة والقضايا المركزية والمعارك المصيرية ومناطحة الإمبريالية والمبادئ العليا والتحرر من الاستعمار من جهة أخرى وهذا الإلحاح والربط بينهما وإقحام واحدة بالأخرى حيث لا يمكن ولا يوجد ولا يمكن تقديم اي سبب وتفسير وشرح لهذه المعاناة الإنسانية الكارثية القاتلة وتبرير وشرعنة وتلميع هذا القهر المعنوي والإذلال والظلم والهوان والتعذيب الجماعي وتمريره وإسكات أي محاولة لانتقاده أو التعرض له سوى بتغليفه بالشعارات الطنانة والرنانة الفارغة الجوفاء التي اعتاد الإعلام السقيم المريض اجترارها على مدى عقود كأداء مظلمة سوداء، ناهيكم عن أزمات قاتلة وخانقة موازية لهذه المكابدة كالماء والكهرباء وخبز البطاقة الذكية وهي عبقرية تفتق عنها عقل وذهن الإدارة الحكومية الشيطاني النهبوي المافيوزي المعروف لإيقاع أقصى درجات القهر وصنوف المهانات والإذلال الممنهج وتعفير الكرامات للسوري، وتقع في صبله بدعة تشليح المائة التي مع تلك لم تحصل ولن تحصل في تاريخ البشرية والكون المعروف من حقب الديناصورات حتى حقب آخر وأحدث السلالات والمافيات...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وتأييد لـنـضـال نـعـيـسـة
غسان صابور ( 2020 / 9 / 12 - 18:54 )
نضال... نضال يا صديقي
كلماتك اليوم.. أصدق من كل ما قيل خلال العشرة سنوات الأليمة المريضة المهلكة الماضية.. بهذا البلد... ولهذا السبب أنت عاطل عن العمل... لأنه بهذا البلد المريض.. كل من يقول الحقيقة الحقيقية... يمنع من العيش...
أنت آخر صرخة مخنوقة... وآخر من تبقى من هذه الأنتليجنسيا التي اختفت نهائيا...
وكلما غبت عن الحوار... أتساءل فيما إذا أنت تستطيع متابعة التعبير.. والحياة...
أتمنى لك متابعة التعبير... وبصبوص أمــل لهذا البلد الغارق بالعتمة...
بالانتظار... لك ديمومة مودتي وصداقتي... واحترامي...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا


2 - ألف تحية لأبو حبيب الغالي
نضال نعيسة ( 2020 / 9 / 12 - 19:04 )
أأخخخخخخخخخخخخ يا صديقي...انتهى كل شيء ومات كل شيء فينا إلا القدرة على الصراخ الذي عادة ما يكون قبل منازعة وطلوع الروح وهذا ما نفعله بالضبط اليوم...
مودتي ومحبتي واحترامي الكبير للنبيل ابن اللاذقية المهاجر الحزين

اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا