الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول سياسة الالتفاف على الازمة الاقتصادية والسياسية في العراق

صابر محمد

2020 / 9 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ذريعة نزع السلاح المنفلت هي بحد ذاتها سياسة مضللة للجماهير للالتفاف على كل هذه الازمات ؛
لقد بدات الحكومة الجديدة العراقية بعد مجيء مصطفى الكاظمي و ذلك كنتيجة للحراك الجماهيري و الانتفاضة التشرينية الباسلة ، بعدة خطوات اقتصادية منها وسياسية و جولات مكوكية للدول الامبريالية العالمية والمنطقة ، وكل ذلك يتعلق بتلك المساعي التي تسعى اليها الحكومة العراقية لملء العجز المالي و الحصول على قروض و مساعدات من دول العالم ، وبالتالي نتيجة لذلك استحدثت و شرعت الحكومة العراقية وفقا لذلك سلسلة من المفاوضات او بالأحرى الاستنجادات والتي سموها ب ( الحوار الاستراتيجي ) والتي تشارك فيها الكثير من دول العالم بما يقرب من 96 دولة.

والان فان النقطة الضعيفة التي ينطلق منها الكاظمي هي محاولة نزع السلاح المنفلت اولا من العشائر العراقية ، ومصادرة بعض الاسلحة الخفيفة والتي لا تقارن باي شكل من الاشكال بضخامة الاسلحة المنفلتة الموجودة بحوزة الميليشيات الشيعية الايرانية وغيرها من الميليشيات الاخرى ، و كذلك القاء القبض على بعض المنفذين والمتورطين في جرائم الاغتيال والقتل و الفساد المالي ، ولكن المصادر و الجهات التي تقف وراء كل هذه الجرائم تبقى بعيدة المنال ويتم غض النظر عنها وليس من مهام الدولة العراقية ان تسيء الى هذه الدول والجهات التي تسعى إلى التأثير على الأوضاع الاقتصادية والسياسية في العراق .
فاذا تفحصنا الاقتصاد العراقي ومنافذ العراق نحو بلدان الجوار فنرى ان معظم هذه المنافذ هي تحت إمرة او بيد سيطرة الميليشيات الايرانية والتي يتراوح اعداد هذه الميليشيات في العراق حوالي 22 ميليشيا ايرانية والتي تملك وتستحوذ على اكثرية القطاعات الصناعية والزراعية و غيرها من القطاعات الاخرى من مجموع الاقتصاد العراقي ككل وبالتالي فان القرار السياسي سيبقى بايديهم كنتيجة ملازمة ومعاكسة لهذا التملك والاستحواذ على كل منافذ الاقتصاد العراقي .

و عندما تتحدث الحكومة العراقية عن ( السيادة الكاملة للعراق) فان هذه العبارة ستبقى مجرد كلمات تنطقها هذه الحكومة من اجل تضليل الرائي العام و قمع كل الحركات الجماهيرية والاعتراضية بوجه هذه السلطة الطائفية والمحاصصة القومية والدينية .
اضافة الى تواجد الميليشيات الايرانية و غيرها من البلدان الأخرى الاقليمية ومنها التركية فهناك ما يقرب من (7000 )جندي أمريكي و غيره من قوات الدول الامبريالية و غيرها الاقليمية موجودة داخل الاراضي العراقية . وهذا ما يبطل مفهوم استقلالية الدولة العراقية
و ان "الاستقلالية الوطنية "اصبحت من الأمور المضللة للجماهير تحت ظل سيادة الرساميل الاحتكارية العالمية و دولها الامبريالية .
ان معظم السلاح الموجود لدى هذه الميليشيات هو "سلاح منفلت" اذا اخذنا بالاعتبار كلمة
( السيادة الكاملة العراقية )! لانها خاضعة للجمهورية الإيرانية وليست إلى الدولة العراقية ذاتها .
وان ذلك يعني بان الدولة العراقية وحكومتها هي حكومة محاصصة بين المعسكر الامريكي والغربي من جهة وبين المعسكر الشرقي والايراني من جهة أخرى ، ولم يبقى لعبارة ( السيادة الكاملة العراقية) التي يدعون بها اية قيمة تذكر على ارض الواقع .

و فقا لهذا فان دور حكومة الكاظمي يكمن في مايلي :

اولا ؛ تضليل وخداع الجماهير على ان الدولة والحكومة الجديدة هي ضد الارهاب والاغتيالات و الفساد.
ثانيا ؛ انهم يسعون الى نزع الفوضى "والسلاح المنفلت" و لكن بشرط ان لا تمس بمصالح المعسكر الشرقي و تحمي المصالح الايرانية وكذلك مصالح المعسكر الغربي و الامريكي على السواء.

ثالثا ؛ عبر هذه السياسة الجهنمية التي رسمتها المخابرات العالمية ودولها المشاركة في ( الحوار الاستراتيجي) لكي تحصل على أكبر حصة من الكعكة العراقية ان كان من موارد النفط والغاز وغيرها من الاستثمارات الصناعية والزراعية والثقافية والمواصلات والماء والمهرباء و الخدمات الصحية والتي يجنون منها أرباحا طائلة ، وسوف يتم بالنتيجة تسديد فاتورة كل هذه الديون و المصاريف التي تقوم بها هذه الشركات الاحتكارية العالمية من قبل الطبقات العاملة العراقية وكل المظطهدين فيها.

فان دور الحكومات العراقية السالفة والحالية هو تمرير و تسهيل الامور وتهيئة الأوضاع الأمنية و الاقتصادية لعمل و نشاط الشركات الاحتكارية العالمية ومنها الايرانية كذلك في العراق ، بحيث تتمكن هذه الطبقة الحاكمة من إدامة سيادتها على الجماهير الغفيرة من المظطهدين العاملين في العراق.

وفي الوقت الذي تقوم السلطات العراقية بجمع عدة اسلحة خفيفة او بنادق صيد اذا قورنا بالكاتيوشا الصاروخية من العشائر العراقية فان كاتيوشة الميليشيات الايرانية تدق مضاجع منطقة الخضراء و كذلك المركبات والطائرات الموجودة في مطار بغداد الدولي وغيرها من الأماكن الأخرى .

وليست هناك اية قوة سياسية او عسكرية او استخبارية بامكانها او لديها القدرة والشجاعة في العراق ان تصرح علنا باسم هذه الجهات و الميليشيات القائمة بالقصف المستمر .

فان السلطة العراقية وحكوماتها السابقة والحالية ليستا الا أداة بيد الامريكان والايرانيين ، وان كلي الطرفين يحافظان على نظام المحاصصة والطائفية القومية والدينية الموجودة في العراق .

ولهذا السبب فان مصدر وأساس بؤس الجماهير العاملة العراقية سيبقى كما هو ، وانه ليس هناك اية بريق أمل لتحسين اوضاع الجماهير العراقية المظطهدة ، بل العكس او الاسوء يلوح في الأفق بعد فترة هدوء نسبية من جراء هذه السياسات المضللة العالمية تجاه النضال الطبقي للبروليتاريا و الجماهير المظطهدة العراقية .

االنضال جار و الاستعدادات ماضية الى الأمام ، ولكن نتمنى ان يكون ذلك الاستعداد راسخا من خلال لم وجمع قوى الحركة الماركسية المبعثرة داخل الطبقة العاملة كما عبر عنه لينين ( ان الماركسية تمشي ببطء ولكن برسخ كمشية السلحفاة ) وبالرغم من ضعف هذه الحركة كما ونوعا فان النضالات الطبقية سوف تاخذ وقتا أطول لتكامل هذه الصيرورة لإيجاد وانبعاث هذه الارادة الحرة السياسة للبروليتاريا العراقية الممثلة بتنظيمها الطبقي والسياسي ، ولكن بالطبع الى أجل غير مسمى .

حركة العمال الماركسية
11 / 9 / 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال