الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعذيب سلاح الدولة ضد الشعب

ممتاز يحيى

2020 / 9 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أثارت واقعة مقتل إسلام الاسترالي بنقطة شرطة المنيب نتيجة التعذيب يوم الاثنين الماضي حالةً من الغضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقد تلاها تظاهر المئات من أهالي المنيب في محيط نقطة الشرطة مُعبِّرين عن غضبهم ومُندِّدين بعنف الشرطة.

لم تكتف الشرطة بقتل إسلام، بل ألقت القبض أيضًا على أكثر من 50 شخصًا على خلفية تلك الاحتجاجات من بينهم والدة إسلام نفسه، لإجبارها على التنازل على المحضر الذي تتهم فيه الشرطة بتعذيب ابنها. ولكن عقب ذلك قد أظهرت كاميرات المراقبة الخاصة بالقسم أثناء التحقيقات الأولية أن إسلام قد دخل إلى قسم الشرطة حيًا وحضرت سيارة إسعاف في اليوم التالي وحملته متوفيًا.

لم تكن الواقعة هي الأولى من نوعها بالطبع، ولا يمكن النظر إلى التعذيب الوحشي الذي تمارسه الشرطة، والذي يفضي في بعض الحالات إلى الموت، إلا باعتباره ممارسةً منهجية. منذ مطلع العام الجاري وحتى أغسطس الماضي، رَصَدَ مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب 209 حالة تعذيب وتكدير فردي داخل مراكز الاحتجاز، وتركزت غالبية الحالات في السجون وأقسام الشرطة ومقار الأمن الوطني أثناء فترة الاختفاء القسري. ورَصَدَ المركز أيضًا قتل 7 مواطنين على الأقل نتيجة التعذيب خلال الفترة نفسها.

وعلى مدار فترةٍ زمنيةٍ أطول، بين عاميّ 2015 و2018، رَصَدَ مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن 1854 حالة سوء معاملة فردية/تعذيب أثناء الاحتجاز، ووفاة 449 مواطن في أماكن الاحتجاز، من ضمنهم 85 نتيجة للتعذيب. وتتنوَّع طرق التعذيب بين الضرب المبرح، والسحل، والصعق بالكهرباء، والتهديد باالاغتصاب والقتل، والإجبار على الزحف على الأرض، والتهديد بالكلاب البوليسية. وفي وقتٍ سابق، أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرًا تتهم فيه قوات الأمن والشرطة في مصر بممارسة التعذيب ضد المعتقلين السياسيين على نحوٍ روتيني وممنهج للتنكيل بيهم.

وقد تعرَّض عددٌ من النشطاء الحقوقيين خلال العام الماضي للتعذيب بعد إلقاء القبض عليهم، من بينهم الباحث الحقوقي إبراهيم عز الدين، الذي ظَهَرَ أمام نيابة أمن الدولة صباح 26 نوفمبر الماضي عقب فترة اختفاءٍ دامت 167 يوم تعرَّض خلالها لأبشع ممارسات التعذيب والتنكيل. وتعرَّضَت الصحفية والناشطة إسراء عبد الفتاح للتعذيب والتهديد بالقتل عقب إلقاء القبض عليها في 12 أكتوبر الماضي. هذا إلى جانب الاعتداء على المدون والناشط علاء عبد الفتاح بالضرب المبرح وتهديده، في سجن طرة شديد الحراسة، عقب اعتقاله في سبتمبر الماضي.

وبالطبع لا يقتصر التعذيب على المعتقلين السياسيين، فقد تعرَّض المئات من المواطنين للتعذيب خلال الأعوام الماضية، ولعلَّ من أبرز حالات التعذيب التي أفضت إلى الموت خلال تلك السنوات محمد عبد الحكيم محمود، الشهير بعفروتو (22 عامًا)، ضحية المقطم الذي قُتِلَ نتيجة التعذيب داخل قسم شرطة المقطم مساء 6 يناير 2018، ومجدي مكين الذي قُتِلَ نتيجة التعذيب داخل قسم شرطة الأميرية في نوفمبر 2016 عقب اقتياده إليه بعد مشادة كلامية مع أحد ضباط الشرطة بالشارع.

وإلى جانب الإخفاء القسري وتلفيق التهم والحبس الاحتياطي لفتراتٍ مُطوَّلة، تمثِّل سياسة التعذيب طريقةً مثالية في يد النظام لزرع الخوف في نفوس المواطنين لضمان تمرير سياساته دون ردِّ فعلٍ شعبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية