الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آردوغان... يهدد ماكرون...

غسان صابور

2020 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


آردوغــان... يهدد مــاكــرون...
الرئيس التركي رجب طيب آردوغان.. بعدما تمختر بالمياه اليونانية.. مهددا متوعدا اليونان.. ها هو يهدد الرئيس ماكرون.. لتصديه ضد عنترياته اليونانية.. ومداخلاته بالأراضي الليبية.. ودعمه لأحد الطرفين الليبيين المختلفين على الأرض الليبية...ولا حاجة للتذكير أن كلا من تركيا وفرنسا واليونان.. أعضاء بحلف الأطلسي المعروف... ســلــطــة روسية Salade Russe.. مكركبة غير مفهومة.. غير أنه بمياه المتوسط.. تجاه اليونان وقبرص وتركيا وسوريا.. مئات آلاف وآلاف المليارات أمتار مكعبة من الغاز.. تتنازعها هذه البلدان.. فرديا وكل منها.. مع عرابيها وحماتها.. ومناظير المافيات العالمية التي تشرف وتحرك المصالح والمرابح.. ومن يعيش ومن يموت بالعالم.. وما يعيش ويموت.. وماذا يبقى ويختفي.. على خارطة العالم.. بأي مكان... بالإضافة إلى ديناصورات الطاقة ومن يوزعها بالعالم.. تبني من الآن مشاريع المستقبل.. لامتلاك هذه الكميات الهائلة من الغاز...
ومن الغريب أن السيد آردوغان.. رغم مشاركته وقبوله ـ حسب المد والجزر ـ رضى ـ تــرامــب أو بــوتــيــن... مشتريا أسلحة من الطرفين.. محركا سياسته العنترية.. بمناورات مشرقية.. إسلامية.. أو شـرق ــ أوسطية... مستغلا كل الظروف.. مستفيدا من كل الظروف المتغيرة الاستراتيجية والبراغماتية.. حتى الرعونة الصبيانية.. أحيانا... لأنه يعرف حدود الرئيس ماكرون.. وجنازير الديمقراطية.. وتردد الشركاء الأوروبيين.. وتجنبهم الانفجارات الإسلاموية التي يمكن أردوغان تحريكها.. بملايين مواطنيه الموزعين بالدول الأوروبية.. والموالين له.. بالإضافة بأوساط الهجرات السورية الموجودة في تركيا.. والتي يهدد بورقة إطلاقها باتجاه أوروبا.. بحال أي انتقاد يأتيه من الرئيس ماكرون.. والذي نعته السيد آردوغان بخطاباته بمهرجانات تركية إثناءها "بالرجل الميت"... دون أن تطالبه أية دولة أوروبية أو اطلسية.. بتهدئة أو تعقل.. لخطاباته الحربجية العنترية... علامة وإشارة إضافيتان من هزالة الاتحاد الأوروبي.. ومن تراجع حلف الأطلسي.. تجاه الأخطار والتحديات العالمية.. وخاصة تجاه العنتريات (الأردوغانية) الاعتدائية المتكررة منذ العشرين سنة الأخيرة المتكررة.. والتي حركت أخطارا علاقاتية دولية... دون أن تثير أية ردة فعل.. أو أي أمبارغو وأضح.. من دول مجلس الأمن التي تشكل أصوات الدول الفعالة بهذا المنظمة ( الغير عادلة أو معتدلة) والتي تقرر حماية مصالحها ـ دائما ـ وليس حماية البشر والإنسانية!!!...
والسؤال البراغماتي الواقعي الآن.. هي أن مصالح القوى الرأسمالية العالمية العولمية.. والتي تملك السيطرة على منابع الطاقات العالمية (ذرة ــ غــاز ــ كهرباء) سوف تكون داعمة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.. للسيد آردوغان... أو لأطراف أخرى (مضمونة) أكثر... واعتقد أن هذا سوف يقرر مصير (أو مصائر) كل هذه الدول المجاورة... أو هذه الدول التي تتحرك أو تحركت بها تغيرات هامة... خلال العشرين سنة الأخيرة.. من حروب مهلكة.. وتغيرات سلطوية... أعتقد أن مصير هذا الغاز.. ومصير هذه المنطقة.. مــرتــبــطــان...
ولكن اعتقادي وقناعتي بأن ما كان يسمى العالم الحر والديمقراطيات... قد شــاخــت... ووضعت كراماتها وقناعاتها تحت السجادة المغبرة.. وأخفتها ونسيتها.. تجاه مصالحها وتجاراتها.. وأن العالم كله أصبح تحت أقدام المافيات والزعران والمهددين ومحركي الهيجانات الدينية... وحتى المحالفات والصداقات والحمايات.. أصبحت أوهاما وحبرا على ورق.. بلا أية فائدة إنسانية حقيقية... إنــظــروا إلى ســوريـا.. وما جرى بها خلال سنوات الحرب العشرة الآثمة التعيسة التي أنهكتها... وما كانت سوى جــوكــر استعمله حماتها وعرابيها وأصدقاؤها وحلفاؤها لحماية مصالحهم... ومصالحهم الاستراتيجية... فقط لا غير...
***************
عــلــى الــهــامــش :
ــ تكرار توضيح
بسهرة صداقة بنهاية الأسبوع الماضي مع مجموعة قليلة نادرة (بسبب الكورونا) بعدد قليل من الأنتليجنسيا السورية ــ الفرنسية... طبعا تطرقت الأحاديث عن الوضعين السوري والفرنسي.. ولما انتقدت السياسة الماكرونية الحالية.. ووضع الأحزاب اليسارية الفرنسية.. إنبرى أحد الحضور ممن نجحوا اجتماعيا بفرنسا.. قادما من مدينة ساحلية فرنسية.. قائلا لي بلهجة آمـرة استاذية.. أنت لا يحق لك الانتقاد بشكل خاص... لأنك تقول وتكتب دوما.. أنك لا تغير مدينة ليون وفرنسا.. بشكل خاص.. لقاء الجنة... لأنها وهبتك الحرية.. وعلمتك حرية التعبير والديمقراطية الحقيقية... وأنك تدافع عنها رغم متناقضاتها...
وكان جوابي لـه : بأنه لأنني أدين لها بثقافة حرية التعبير.. أنا أول من ينتقد كركباتها وبعض اعوجاجاتها السياسية.. لبعض حكامها وسياسييها اليوم... أكتب وأصرخ وأنتقد... وأعبر بكل حرية... وما من شيء يغير حبي وعشقي لها...
نقطة على السطر انتهى...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة