الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لعملية التطبيع بين الأمارات وأسرائيل

يوسف يوسف

2020 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


( المقال كتب على هامش توقيع معاهدة التطبيع بين الأمارات وأسرائيل في 15.09.2020 )
الموضوع :
قالوا الكثير عن الأمارات ، من نقد لاذع ، وغالوا في التهجم والقذف اللامبرر ، وحملوا الأمارات كل أثقال الخيانة للقضية الفلسطينية ، وكأن الأمارات هي أول من وقع أتفاقية مع أسرائيل ! ، فلو تركنا جانبا كلا من مصر والأردن اللتين لديهما أتفاقيات مع أسرائيل / لكونهما دولتان حدوديتان ، فهناك الكثير من الدول لديها علاقات أو أتصالات بشكل أو بأخر مع أسرائيل ، وسأذكر بعضا منها : أقليم الصومال - ( إن إقليم أرض الصومال يعدّ حالة مختلفة كليا ، فقد دعا لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ، كي يحظى باعترافها به دولة مستقلة ، ونشر مقال يوم 22 تشرين الثاني / نوفمبر 2018 على موقع في ذلك الإقليم ، جاء فيه أن إسرائيل وإقليم أرض الصومال شريكتان في المصير ذاته ، وآن أوان إقامة علاقات دبلوماسية ثنائية متبادلة ، وكما أن إسرائيل تواجه أعداء كثر لا يعترفون بها ، فإن الإقليم يواجه المشكلة ذاتها / نقل من موقع عربي 21 ) موريتانيا - ( تعد موريتانيا ثالث دولة عربية بعد مصر والأردن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على مستوى السفراء . بدأت العلاقات عام 1996 في عهد الرئيس معاوية ولد الطايع رغم الرفض الشعبي . / نقل من موقع الحزيرة نيت ) ، قطر - ( بدأ التأسيس للعلاقات مع إسرائيل رسيمًا وبعد أشهر من التنسيق الخفي ، في إبريل من العام 1996. فكان أول قرار اتخذه الشيخ حمد بن خليفة ، بعد خطاب تنصيبه المتلفز ، هو فتح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية في الدوحة. وفي إبريل من ذات العام زار رئيس الحكومة الإسرائيلية وقتها شمعون بيريز قطر وافتتح مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية . لتصبح الدوحة العاصمة الخليجية الوحيدة التي سمحت بحضور مسؤول إسرائيلي دائم في أراضيها. / نقل من موقع المرصد المصري ) ، المغرب - ( قال المناضل الحقوقي اليهودي المغربي ، سيون أسيدون ، الذي يُعتبر واحدا من أكثر الرافضين للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل ، إن العلاقات المغربية الإسرائيلية موجودة منذ عقود ويوجد تطبيع ثنائي في جل القطاعات . / نقل من موقع القدس العربي ) ، عمان - ( الزيارة ، الأولى لقائد إسرائيلي إلى الدولة الخليجية / عمان – أكتوبر 2018 ، منذ أكثر من عقدين ، اعُتبرت مؤشرا على دفء في العلاقات بين الدولة اليهودية والعالم العربي السني ، بحسب تقرير بثته أخبار القناة 13 مساء الثلاثاء ، كان من المقرر بداية أن يقوم نتنياهو برحلته برفقة مجموعة صغيرة من المساعدين ، ولكن قبل يومين من الرحلة ، أعربت سارة عن رغبتها بمرافقة زوجها . / نقل من موقع the times of Israel ) ، البحرين - ( البحرين تتبع في موقفها تجاه اسرائيل مواقف العربية السعودية إلى حد كبير . وفي حزيران/ يونيو 2019 على هامش اجتماع "مبادرة السلام العربية" التي دعت إليها العربية السعودية في بداية العقد الجديد تحدث وزير الخارجية البحرينية ، خالد بن أحمد الخليفة ، في صحيفة "تايمز أوف اسرائيل" عن علاقة بلاده باسرائيل ، إذ أنه لم يشأ التحدث بعدُ عن وجود علاقات دبلوماسية رسمية ، لكنه أوضح أن البحرين تعترف بحق وجود اسرائيل:" اسرائيل بلد في المنطقة...وهي موجودة لتبقى". والبحرين تتطلع إلى السلام مع اسرائيل / نقل من DW ( . وكذلك السعودية - هي ماضية قدما / وعن أستحياء لأنها بلد الحرمين الشريفين ! ، في خط التطبيع مع أسرائيل - حيث ( تم عقد اجتماع علني نادر بين مسؤولين إسرائيليين وسعوديين رفيعي المستوى في واشنطن يوم الخميس ، حيث شارك المدير العام الجديد لوزارة الخارجية الإسرائيلية المنصة مع جنرال سعودي متقاعد / أنور عشقي - كان أحد كبار المستشارين السابقين للحكومة السعودية وقام بمصافحته .. / نقل من موقع times of Israel ) . * وفي خبر عاجل - يوم الجمعة 11.9.2020 " أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو ، مساء الجمعة ، عن اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية بين بلاده ومملكة البحرين .. / نقلا عنbbc " .

القراءة :
1 . أن الأمارات دولة آمنة ومستقلة ، تعتمد على النفط وعلى السياحة في معظم دخلها القومي ، ولها حركة تجارية عالمية تعتبر الأولى في المنطقة / خاصة في مجال النقل المائي . الشعب الأماراتي والوافدين يبلغ عددهم 9.3 مليون نسمة / 2.7 مليون من السكان الأصليين والباقي من الوافدين ، يعيشون بتأخي حيث هناك عيش مشترك ، وهناك حرية دينية ، مع تسامح ثقافي وقبول للأخر ، يوجد عشرات الكنائس / بأختلاف طوائفها ، وهناك معابد للهندوس والسيخ ، وسيكون هناك أول معبد يهودي في الامارات ، " ورغم أن المعبد اليهودي سيكون الأول في الإمارات فإن مجموعة صغيرة من الوافدين اليهود تستخدم بيتا في دبي لإقامة الشعائر الدينية ، وكانت إسرائيل قد كشفت - متباهية - في أبريل / نيسان الماضي عن وجود كنيس في دبي ، بعد أن ظل سريا طوال الفترة الماضية . / نقل من موقع الجزيرة " . * من هذه المقدمة المتواضعة عن الأمارات ، يتبين لنا المنهج الفكري والسياسي الذي تنهض به الأمارات ، التي تعتبر دولة الأمن والأمان في المنطقة ، فالتطبيع مع أسرائيل - أضافة الى الأهداف السياسية والتي منها الأتفاق حول تعليق ضم أراضي الضفة الغربية ، فالأمر له أيضا الكثير من الجونب العلمية والتكنولوجية والتجارية والسياحية والتطوير العقاري وغيرها ، التي تصب لمصلحة الدولتين .

2 . الكثير من الدول هاجمت التطبيع ، وكانت أولها الحكومة الفلسطينية متمثلة برئيسها محمود عباس - ( قالت الرئاسة الفلسطينية إن التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل " مرفوضٌ ويمثّل خيانةً للقدس". ) ، وبعض القيادات الفلسطينية قالت ( وكانت المفاجأة الأكبر للفلسطينيين الذين وصفوا الاتفاق بأنه " طعنة في الظهر " ، إذ لا يزالون بعيدا عن الحصول على دولة خاصة بهم وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم ) .

3 . واني لأستهجن من هذه الأقوال ، أولا ان الحصول على دولة فلسطينية هو بيد الفلسطينيين أنفسهم وليس بيد العرب ، وثانيا أن منظمة التحرير الفلسطينية ، هي أول من وقعت معاهدة مع أسرائيل - أتفاق مبادئ في " أسلو 1 " في 13 سيبتمبر 1993 ، أي كانت هي السباقة في هذا المضمار ، ونست شعارها الرسمي " تحرير " ، فأي تحرير ، و شعارات " ثورة ثورة حتى النصر " وأي ثورة . وحتى ثورة الحجارة في 8.12.1987 ، ماذا جنى منها الشعب الفلسطيني الصابر ، " حيث أستشهد حوالي 1300 فلسطيني ، كما قتل 160 أسرائيليا " ، ومن الغريب أن الفلسطينيين ، الذين يقولون أن التطبيع الأماراتي خيانة وطعنة في الظهر ، فهناك خونة فلسطينيين ! " فمنظمة التحرير قد أعدمت 1000 فلسطيني متعاون مع السلطات الأسرائيلية / نقل من موقع المعرفة " . أن المحلل العلمي للأحداث ، يجب أن لا يطلق الأحكام جزافا علي أي عمل أو مشروع أو قضية ، قبل قراءة الماضي والحاضر والمستقبل !! .

4 . ومن الجدير بالذكر على القيادة الفلسطينية أن تلقى الحلول لشعبها المشرد قسما منه في المخيمات ! ، وأن تستخدم الأموال التي لديها لحلحلة وضعه المأساوي ، ليس فقط أسرائيل وحدها المسؤولة عن الوضع الفلسطيني المأزوم ، بل أن القيادة الفلسطينية أيضا لها نصيب في ذلك . أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان يعتبر من أغنى الرؤساء ، فقد بين موقع الجزيرة ، التالي بشأن ثروته - التي كان من الواجب أن تنفق على الفلسطينيين ! لا أن تخزن ( ورغم هذا فإن مجلة فوربز وضعته في المركز السادس بين أغنى قادة العالم مقدرة ثروته بنحو 300 مليون دولار . وقال شالوم حراري وهو رئيس مخابرات إسرائيلي سابق إن عرفات كان قد هرب نحو 700 مليون يورو بعضها للطوارئ حين هددت إسرائيل بطرده . وهنالك اسمان دائما يشار إليهما عندما يتعلق الأمر بأموال عرفات هما رشيد وسهى زوجة عرفات ) ، وهناك شائعات على أن زهوة أبنة عرفات لديها ثروة طائلة ! ( شائعة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" عن امتلاك زهوة ابنة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات 8 مليارات دولار ثروتها من إرث والدها ، وأثارت المعلومة مفاجئة لدى الكثير من رواد موقع "فيسبوك" وتناولت التعليقات الساخرة على المبالغ الطائلة التى تركها زعيم عربى ناضل من أجل القضية الفلسطينية وترك لأسرته هذه الثروة الطائلة. / نقل من موقع FALSO ) . علما أنه قد بين أحد وزراء عرفات السابقين ما يلي بشان ثروة عرفات ( قد صرح جاويد الغصين وهو وزير مالية سابق لمنظمة التحرير الفلسطينية للأسوشيتد برس أن ثروة عرفات كانت تقدر بما بين 3-5 بلايين دولار عندما غادر هو المنظمة سنة 1996 ، ولا أحد يعرف الآن كم هي ، إلا أن التقديرات تقول إنها عدة ملايين من الدولارات ) . أني أرى أنه من العقلانية عدم رمي الأتهامات على الأخرين بأنهم " قد خانوا القضية الفلسطينية " ، فالقضية يجب أن يكون حلها بيد الشعب الفلسطيني ذاته ، وليس بيد السياسيين ! ، وكما قال الأمام الشافعي : " ما حك جلدك مثل ظفرك - فتولى انت جميع أمرك "! .

5 . ونحن في هذا المقام حول ثروة القادة الفلسطينيين ، فأود أن أبين أن ثروة محمود عباس تقدر بمئات الملايين ( صحيفة ألمانية تقدر ثروة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعائلته بمليار و200 مليون دولار ./ نقل من موقع Gaza Now ) ، كما أن نجلي الرئيس طارق وياسر يمتلكون الملايين ، فقط أشير الى قسم من عقارات النجل الأصغر للرئيس طارق ( صحيفة المرصد ــ متابعات : قال كلايتون سويشر ، يملك طارق فيلا في عمّان وشقة على الروف في بيروت ، وامتلاكه شقةً من غرفتين اشتراها بمبلغ 1،030،000 جنيه إسترليني في لندن ) . أما ياسر فنشاطه وفق موقع الشاهد ، كما يلي ( ياسر ، المولود عام 1962 في دولة قطر ، يمتلك عدة شركات استثمارية وتجارية ، بعضها له عقود احتكارية مع سلطة أبيه ، وتقدر أوساط اقتصادية رأس مالها بمئات ملايين دولارات ، دون أن يدري أحد كيف استطاع أن يحقق كل هذه الثروة الكبيرة . وطبقا لما كشفته صحف أمريكية وبريطانية في فترات سابقة ، فإن نجل عباس يدير شركات تدر مليارات الدولارات ، من أهمها شركة «فيرست أوبشن» للمقاولات ، التي أشرفت على تنفيذ مشاريع بنى تحتية وبناء مدارس وشق طرقات وإنشاء مستشفيات وأبنية للمؤسسات الحكومية ) .. من أين هذه الملايين يا سيادة الرئيس ، فأرى عوض أتهام الأخرين بخيانة القضية ، يجب النظر الى من قادوا القضية الفلسطينية وتربحوا منها ! . 6 . منظمة حماس الفلسطينية التي أدانت التطبيع الأماراتي الأسرائيلي ، وقالت ( رفضت حركة حماس الفلسطينية ، الأتفاق على تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل برعاية أمريكية ، ووصفته بأنه مكافأة مجانية للاحتلال / نقلا عن RT ) ، ف " حماس " ذاتها هي التي خانت القضيىة العربية وأتفقت مع جماعة الأخوان المسلمين ضد مصر - وهي التي فتحت السجون وهربت قيادات الأخوان - ومنهم محمد مرسي ( أصابع الاتهام التي يوجهها المواطن المصري ، صاحب القضية الرئيسية ، إلى حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة ، وتنظيم الإخوان المسلمين ، وتيار الإسلام السياسي في مصر ، وذلك في تحطيم السجون المصرية وتدمير مراكز الشرطة في ثورة يناير 2011 . / نقل من موقع البوابة ) وحماس هي التي تنسق مع أيران ضد الدول العربية ، والدليل على ذلك ، مثلا / زيارة هنية زعيم حماس الى أيران للتعزية بمقتل قاسم سليماني - الذي دمر العراق وكان السبب بمقتل ألاف المتظاهرين ، أضافة الى دورها مع قطر ضد الدول العربية ! .

6 . أما تركيا التي أيضا هاجمت التطبيع ، فهي لديها علاقات مع أسرائيل منذ عشرات السنين ، فمن موقع العين الأخبارية ، أنقل التالي ( في الوقت الذي يهاجم فيه النظام التركي معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل ، تناسى رجب طيب أردوغان أن بلاده كانت من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل ، وبدأت علاقات رسمية معها عام 1949 ؛ حيث رفرف العلم التركي فوق مبنى سفارتها في تل أبيب ) . ومن جانب أخر ، أن الهجوم التركي ضد الأمارات مسيس ، وذلك لموقف الأمارات من جماعة الأخوان المسلمين ، التي أعتبرتها منظمة أرهابية ، وكما هو معروف أن أردوغان من زعماء الأخوان في العالم ! .. وكما قال السيد المسيح : لا تدينوا لكي لا تدانوا .

خاتمة :
أن العالم العربي وأسرائيل ، خاضا عدة حروب / 1948 ، 1967 و 1973 ، والتساؤل ألم تكفيهما ما خاضا من حروب ! ، وهل الحروب أضافت تقدما للشعبين العربي والأسرائيلي ، أن الحروب كما معروف آلة لا تجلب سوى الدمار والموت والفقر ، أن عالم اليوم هو عالم سلام ووئام ، عالم تعايش ومودة ، أن الحروب يجب أن تقبر ، وأن يقام عوضها عنها صروح للسلام . فالبرغم من كل ماكتب عن عملية التطبيع الأماراتي الأسرائيلي بالأيجاب أو بالسلب ، فأني أرى أنها : " إضاءة شمعة خير من لعن الظلام " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ