الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبادرة الفرنسية وعقدة التيار الوطني وحزب الله في تشكيل الحكومة ....!!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2020 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


من الواضح أن ماكرون جاء الى لبنان بموافقة أمريكية للتعاطي مع الشان اللبناني المنكوب والمُتأزم والغارق بكافة أشكال الفساد والانهيارات الاقتصادية والخدماتية ...الخ ... المُشكلة هنا أن معظم اللبنانيين على المُستوى الشعبي والسياسي يتعاطون مع المُبادرة الفرنسية في كونها مُبادرة جادة " وبنية حسنة " لانقاذ لبنان من نكبته الاخيرة وأزماته وانهياراته العديدة ... وهنا المُشكلة المُستعصية ليس فقط في عقلية الشارع اللبناني وإنما في عقلية الشارع العربي ككل الغارقة في أغلبيتها للاسف في الجهل والسذاجة عندما يتعلق الامر في فهم خلفية ما يدور في المنطقة من مصائب وتمزقات وصراعات وفساد وانهيارات إقتصادية وجوع وبطالة وغلاء ...الخ ومحاولات مُستمرة ومُتواصلة ليس فقط لابقاء هذه الاوضاع على حالها , بل أيضاً في زيادة تفاقمها نحو الحضيض الذي ليس بعده حضيض .
شعوبنا للاسف مُصابة بضعف الذاكرة عندما يتعلق الامر بالغرب الامبريالي وأركانه الرئيسة في الطبقات السياسية الحاكمة في الولايات المُتحدة وبريطانيا وفرنسا وأتباعها في المانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولاندا...الخ .. فالطبقات المُتنفذة الفاحشة الثراء ونخبتها السياسية الحاكمة في الغرب تنهش بوحشية وبمُختلف الوسائل والاساليب وبلا رحمة شعوب العالم الثالث .
وبالعودة الى المُبادرة الفرنسية فمن الواضح أنها جاءت لاكمال جهود إفشال حكومة حسان دياب وتوجيه الضربة القاضية اليها والتي تكالب عليها تيار المُستقبل والقوات اللبنانية والجوكر القبيح جنبلاط وحتى الانتهازي والفاسد الكبير نبيه بري المُقرب من سعد الحريري ووليد جنبلاط ..... فمن الواضح أن هذه الاطراف لم تكن تريد النجاح لحكومة دياب إما لاسباب تتعلق بالخوف من إنكشاف تورطها بالنهب والفساد الذي حاول حسان بكل جهده السير فيه رغم كل المعوقات التي وضعت في طريقه , وإما إستجابة لإملاءات خارجية في التخريب والعرقلة وإغراق الشارع اللبناني بالعنف والتخريب المُمنهج .
وقد بدأت الامور تتوضح الآن حول توجهات تشكيل حكومة مصطفى أديب الذي رشحه بقوة سعد الحريري وزكاه كذلك رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي الذي يُعتبر من رموز الفساد المخضرمة في لبنان , حيث كان مصطفى أديب مُستشاراً سابقاً له ... ودون الاطالة فمن الواضح أن الاستشارات النيابية التي يُجريها الرئيس المُكلف تُحاول بوضوح استبعاد مُشاركة جبران باسيل (العدو التقليدي لسعد الحريري) في تزكية أي وزراء في الحكومة المُقبلة وكذلك استبعاد حصول حزب الله على أي وزارات سيادية هامة ... وهنا دخل تشكيل الحكومة في مهاترات وإشكالات مُعقدة لمحاولة ليس فقط دفع جبران باسيل لرفع يده عن تشكيل الحكومة (يقف وراءها سعد الحريري) , بل أيضاً استبعاد أي دور فاعل وقوي لحزب الله في تشكيل الحكومة الجديدة .... لذا فالغزل الفرنسي لحزب الله اثناء زيارته للبنان لم يكن في حقيقته سوى غزلاً نفاقيا لطمأنة واحتواء حزب الله والهيمنة السياسية والوصائية على لبنان ... ويبدو أن الحكومة التي يسعى مُصطفى أديب لتشكيلها حالياً مُوجهة بوضوح من خلال الاستشارات النيابية القائمة لارضاء أطراف رئيسية في 14 آذار وفي مقدمتها تيار المُستقبل دون استعداء نبيه بري أو مُشاركة حركة أمل الحليف القوي لحزب الله .. واخيراً دون حرمان حزب الله من المشاركة الشكلية وليس الفاعلة والقوية في الحكومة المُقبلة ... ولكن الاهم من كل ذلك وما نراه بوضوح في مُبادرة ماكرون لتشكيل الحكومة ومن خلفها الاملاءات الامريكية من وراء الستار هو استمرار جهود الغرب في دفع لبنان نحو المهاترات والصراعات السياسية التي لاتنتهي وإغراق لبنان في خلل سياسي واقتصادي وأمني مُحكم وقاتل , والمزيد من إغراقه في وحول الفساد والدمار والحرائق والمستقبل القاتم المجهول, تمهيداً لتركيعه وإخضاعه شعبياً وسياسياً بالكامل لوصاية الغرب وإملاءاته, واستبعاد أي احتمال لتوجه لبنان ولو جزئياً نحو الشرق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة