الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطيارون الإسرائيليون واللعبة القذرة

محمد أيوب

2006 / 7 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


يبدو أن الطيارين الإسرائيليين تحولوا إلى أطفال يمارسون لعبة سمجة عندما يخترقون حاجز الصوت بطائراتهم، فهل هذه هي أخلاقيات الجيش الذي لا يقهر ، وهل هذا هو شرف السلاح الإسرائيلي الذي يتغنون به، وهل يجوز أن يعاقبوا مجتمعا بكامله بسبب تقصير واضح في جيشهم وأن يعاقبوا الناس عقابا جماعيا دون مراعاة لأية حدود أو حرمات .
صعدت في الصباح الباكر من يوم 3/7/2006م إلى مكتبي في الدور الخامس للاستفادة من وجود التيار الكهربائي قبل أن يتم قطعه ، وبينما كنت أكتب موضوعا دوى انفجار هائل فاهتزت جدران المكتب بشدة حتى تخيلت أن السقف سيقع علي ، بعد فترة رن جرس المكتب لتخبرني زوجتي أن زجاج الفرندات قد تكسر من شدة الانفجار ، تذكرت حديث حفيدتي ديما بعد أحد الانفجارات عندما قالت فجأة : أنا بدي أضرب اليهودي !
سألتها : لماذا ؟
قالت : ضرب صاروخ على رأسي ، بدو ياخد بكلتي وشبشبي " دبوس الشعر والشبشب " ، تصورت حفيدتي وعمرها حوالي عامين أن الطيار لص يريد أن يسق أشياءها الثمينة التي تحرص عليها ،. ابتسمت بمرارة ، لأن حفيدتي لا تدرك مدى الضرر الذي يسببه هذا الصوت المرعب لأمثالها من الأطفال وبأختها الرضيعة التي لا يزيد عمرها عن أسبوع ، وأن هذا الطيار إنما يسرق عمرها وصحتها النفسية والجسدية ، يسرق الطأنينة وابراءة من عينيها ويجعلها تفكر في الانتقام ، عندئذ انبرى حفيدي محمد للحديث بعد أن أطلق العنان لخياله الجامح ، قال: أمسكت بسائق الطائرة وضربته ، أنا بدي أطخه " أطلق عليه النار " علشان بيضرب علينا وبدو يضربك .
وبعد ذلك يتحدث الإسرائيليون والأمريكان عن الإرهاب ! أي إرهاب ذلك الذي يريدون محاربته ؟!
ترى من الذي يزرع الإرهاب في العالم ، إنهم يبدعون في زراعة الأحقاد والرعب في نفوس أطفالنا ويدفعونهم إلى التفكير في الانتقام عندما يكبرون ، لا أستطيع أن أنسى كيف جمع أهلي وأنا طفل دون العاشرة لحم ابنة عمتى عام 1949 م في كيس كانت قد ذهبت لتملأه بالدقيق ، ولكنها عادت معبأة في الكيس نفسه ، وبعد أن دفنوها ظل طفلها الوحيد ينتظر عودة أمه باكيا وهو لا يعلم أنها لن تعود أبدا ، كما لا أستطيع نسيان لحم البشر الذي تناثر بعد إحدى الغارات والتصق بعضه على جدران قلعة برقوق في خان يونس .
لقد تبارى أحفادي في التعبير عن كراهيتهم لليهود ، وأقسم أنني لم أحاول أن أدفعهم إلى ذلك ، ولم يحاول آباؤهم أن يفعلوا ذلك ، ولكن الطيارين والقيادة الإسرائيلية السياسية و العسكرية نجحوا فيما لم ينجح فيه أشد المتعصبين من أبناء شعبنا .
إنهم يزرعون الحقد في نفوس أطفالنا فكيف لهم أن يستمروا في العيش بأمان بعد ذلك ، وهل سيوفر العقاب الجماعي لهم الأمن والاستقرار ، نرجو الله أن يعود الإسرائيليون إلى رشدهم قبل أن يفوت الأوان ، فقد قبل الفلسطينيون بأقل مما أقرته الشرعية الدولية لهم ومع ذلك تصر إسرائيل على العناد وكأنهم لا يرضون بما غنموه ! فهل هناك غباء أكثر من هذا الغباء ، صاحب الحق يتنازل عن معظم حقه ومع ذلك يطلبون المزيد!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة