الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لترقد بسلام وسكينة

عبدالله مهتدي

2020 / 9 / 15
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


لترقد في سلام وسكينة
عدنان...ذعني اخاطبك بعد ان هدأ الروع ومالت النفس الى ان تستوعب ما حدث دون ردود افعال متسرعة، وقد أصبحت في عالم الغيب ، فما حدث لك صار القشة التي فضحت ظهر البعير، والشجرة التي عرت غابة من القتلة ،قتلة بأسماء وأقنعة متعددة والمسمى واحد ،هدا المجتمع الذي نعيش بين ظهرانيه مجتمع متعفن بأمراضه ،متقيح بأعطابه ،نتن الرائحة ،فهل يكفي أن نعدم القاتل لننصف المقتول والجريمة أكبر من مجرد تنفيذ حكم اعدام ؟ ألم يكن القاتل مجرد أداة لجريمة ارتكبها المجتمع في حق الحياة التي تنضح في وجهك السمح؟ مجتمع مثقل بثقافة الصمت ،وداء الكبت المزمن ،وعاهات النفاق المستدام.مجتمع في حالة إخصاء دائم،
البيدوفيليون القتلة هم مرضى قبل كل شيء،تعبير مكثف عن أعطاب مجتمع منخور من الداخل ، سارقوا الحياة ..وهم كذلك ناهبوا المال العام وتجار اليأس ومستغلوا المعتقد والمرتشون والمتسلطون ومصاصوا الدماء والمترامون على حقوق الغير ، المغتصبون للحق في وطن يسع الجميع وليس لحفنة من الاسياد والطغاة والمستبدين.مروجوا خطاب الحقد والإقصاء بكافة أصنافه أعداء الموسيقى والسينما وكافة تعابير الجسد وفنون القول،هؤلاء الدين يغلقون كل المنافد العابرة إلى الحياة؟
إنها كذلك بيدوفيليا السلطة وبيدوفيليا التدين الذي يحتكر فهما وحيدا للدين ،بيدوفيليا الاعطاب التاريخية الكبرى ، فالاغتصاب هو حالة مجتمعية عامة ،لكن سلب الحياة بدافع اغتصاب الطفولة شيء فظيع ومروع ،ومدان بكل اللغات والأبجديات ،أتذكر هنا زلزالا مشابها كان قد حدث وأنت في المهد...ماعرف بسفاح تارودانت ..فما هي الدراسات والأبحاث المتخصصة التي أجريت حول الجاني الذي عادل وحشية سفاكي الدماء مجرمي الإنسانية ؟ما هي الدروس المستخلصة على مستوى علم الإجتماع وعلم النفس وعلم الإجرام وعلوم التربية ؟ما هي السياسات العمومية التي سطرت حتى لا ينتج المجتمع هدا النوع من البشاعة والوحشية في المدرسة والاعلام والشارع والاسرة والجامعة وكل الفضاءات العامة ؟
لا يكفي أن نعذب القاتل اربع سنوات ثم نعدمه كما اقترح أحد الفنانين ، ولا أن نخصي الجاني بقطع أعضائه التناسلية كما كتب أحد الفاعلين السياسيين ،فبعيدا عن ثقافة الثأر لنقل أن فعل الاغتصاب والقتل يمران عبر العقل المخطط والنفس المعتلة قبل اليد التي خنقت والعضو الذي اغتصب او السكين الذي ذبح.. لدلك على العقاب أن يكون ردعا عاما يؤدي بالمجتمع إلى رؤية وجهه البشع في المرآة...يرى أنيابه التي ينهش بها الحياة...يلاحظ قبحه الذي يريد أن يسود على الجمال..يستطيع من خلاله أن يطرح الاسئلة الصحيحة ،الأسئلة الصعبة ،ليجيب عن اعطاب كبت تاريخي مزمن .فنعم لدسترة هدا النوع من الجرائم بلغة واضحة وغير ملتبسة ،لا لإدراج مرتكبيها في لوائح العفو تحت اي ظرف كان ،لا للتقادم ، لا للاستغلال السياسي أو الديني لتصفية الحساب مع دعاة إلغاء عقوبة الإعدام والحركة الحقوقية .
يقول ماوتسي تونغ أن الحرب الشعبية تبرئ الشعب من أمراضه ،فهل يكون الزلزال الذي حدث لحظة مناسبة ليتعرف المجتمع على عاهاته بعيدا عن التمثلات التي يصنعها عن نفسه بعيد عن لغات الخشب او ردود الفعل ؟
شكرا عدنان عذرا على هده اللغة المتعالية ..لترقد في سلام وسكينة ولدويك الصبر والسلوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا