الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب العربي الاسلامي في خدمة الامبريالية العالمية

كوسلا ابشن

2020 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كانت العملية الارهابية 11 سبتمبر 2001, وبالا على شعوب البلدان "الاسلامية"بنتائجها الكارثية, فقد سمحت "غزوة نيويورك" للامبريالية الامريكية بتنفيذ أهدافها الإستراتيجية, بعدما أصابها من تراجع بسبب النزاعات والصراعات الداخلية والاقليمية ومنافسة الرأسمال الإمبريالي "الحليف", وبالتعاون والدعم الارهاب العربي الاسلامي, ستأنفت الامبريالية الامريكية عدوانها على المنطقة المعروفة بالبلدان الاسلامية بدعوى الحرب على الارهاب و بمباركة أممية (التحالف ضد الارهاب) ومنها العرب خدام امريكا, أما الاهداف الحقيقية للهجمة الامبريالية فكانت السيطرة المطلقة على مصادر الثروات النفطية في المنطقة والتمكين من الهيمنة على أسواقها التقليدية في المنطقة, وكانت البداية الهمجية للهجوم الامريكي والتحالف الامبريالي تدمير أفغانستان الملطخة حتى اليوم بدماء الحرب الأهلية في إنتظار تحقيق الهدف الجيوسياسي للإمبريالية الامريكية و مباشرة بعد أفغانستان كان الهدف هو العراق (2003) المزعج لأمريكا بسبب الصدامية و بإحتياطاته الهائلة من مصادر الطاقة, والعملية الامريكية جعلت منطقة الخليج بؤر التوتر على المستوى الإقليمي و العالمي, كما أن العملية مكنت الادارة الامريكية من تقليل التأثير المنافسين الامبرياليين خصوصا الاوروبيين على أسواق الخليج وعن مصادر الطاقة.
نتج عن العملية الإرهابية (غزوة نيويورك) تغييرات كبرى على الساحة العالمية إستفادت منها أمريكا وخصوصا في الشرق الاوسط, في بسط سياستها العدوانية وهيمنتها العسكرية, بتوسيع وجودها العسكري والمخابراتي تحت ذريعة (حماية إمدادات النفط), و ذلك للاستحواذ على مصادر الطاقة وأسواق المنطقة اللتان تحكمت فيهما الشركات الامريكية, فقد إنتشرت حتى مطاعم الهامبورغة في الصحاري والبوادي, وأصبح التواصل بين رعاة الإبل بأجهزة موتوغولا, كما إستحوذت الشركات الامريكية على حصة الاسد من المشاريع التنموية في العراق ( تحت و بعد حكم (بول بريمر) المعين من طرف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش, رئيسا للإدارة المدنية للإشراف على إعادة إعمار العراق), كما هو الشأن مع موارد الطاقة في دول الخليج الاخرى.
بفضل "غزوة نيويورك" الارهابية أفلحت الامبريالية الامريكية في تصعيد التوتر الاقليمي في الشرق الاوسط وإشعال الحروب, من جهة "الصحوة" العربية الاسلامية الارهابية بظهور جماعات ارهابية بأسماء مختلفة تجمعها راية (آية محمد), تنشر الرعب والترهيب والقتل في المنطقة بإسم الله العربي, ومن جهة آخرى ساد التوتر والنزاعات الاقليمية بين دول الشرق الاوسط, او داخل كل دولة على حدة بسبب السياسات اللاشعبية واللادمقراطية والاضطهاد الاجتماعي والقومي, بالإضافة الى عامل الصراع الاقليمي إشتعلت الانتفاضات المسلحة أودت ببعض الوجوه الاستبدادية ولم تغير الانظمة الاستبدادية اللاشعبية و إزداد فوضى السلاح والنعرات الطائفية ما أدى الى تهجير الملايين من البشر و تغيير التركبة السكانية في أكثر من بلد, فويلات الشرق الاوسط خصوصا, و رغم الظروف الموضوعية الغير المباشرة المؤدية لحدوثها إلا أن "غزوة نيويورك" لعبت الدور الاساسي في حدوث مآسي الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالتدخل العسكري الامريكي وحلفائه و الصحوة الارهابية في هذه المناطق, والنتائج البعيدة المدى لهذ الغزوة, تمثلت في المخططات الادارة الامريكية في خلق مشروع الشرق الاوسط الكبير الشامل للشعوب "الاسلامية" واسرائيل, وصفقة القرن واحد من بنود هذا المشروع الضخم الهادف الى خلخلة إقتصاديات المنطقة وضمانة إدارتها والهيمنة عليها بمشاركة الحليف الاستراتيجي إسرائيل.
مخططات الادارة الامريكية في المنطقة بدءا من الخليج بتنظيم المؤتمر الإقتصادي للشرق الاوسط وشمال افريقيا المنعقد في الدوحة بقطر بمشاركة دولة إسرائيل و زيارة أحد وزراء قطر الى إسرائيل, تبعته زيارات رسمية إسرائيلية الى البحرين, و زيارة اللواء أحمد عسيري, نائب رئيس المخابرات السعودية السابق الى إسرائيل, كما أن هناك أخبار تأكد زيارة سرية قام بها محمد بن سلمان الى تل أبيب.
هذه الاحداث التي خططتها الادارة الامريكية بمباركة عربية كانت لبنة لأسس صفقة القرن و تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير, الذي بدأ بالفعل بالتطبيع الرسمي للامارات والبحرين وستستدرج الادارة الأمريكية بلدانا آخرى للتطبيع مع اسرائيل وخصوصا ذوي الاقتصاديات الضعيفة مثل السودان.
قطار مشروع الشرق الاوسط الكبير أعلن عن أنطلاقته من الخليج ليصل الى كل محطات الشرق الاوسط الكبير عاجلا من آجلا, لينتهي ببسط نفوذ وهيمنة أمريكا وحليفها الاستراتيجي إسرائيل على هذه المنطقة الشاسعة من آسيا وافريقيا.
المخطط الامريكي للشرق الاوسط الكبير بقي مشروعا على الورق منذ التسعينات القرن المنصرف, وبفضل "غزوة" ابناء الله العربي, دخل حيز التنفيذ.

كوسلا ابشن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق