الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكبة ام نكسة ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2020 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


انّ توقيع اتفاق ( السلام ) هذا اليوم ، بين مشيختين قرشيتين ، الامارات القرشية المتحدة ، ومملكة البحرين القرشية المارقة ، ودولة الاحتلال الصهيوني ، بالبيت الأبيض ، وبالحضور الشخصي للرئيس دونالد ترامب ، اكبر واكثر من النكبة ، واكبر واكثر من النكسة ، لان خطورة ما حصل ، وفي هذا الزمن الموبوء ، الزمن الرديء ، هو خيانة كبرى ، تخدم في الصميم المشروع اليهودي الذي لم يعد يتحدث عن دولة إسرائيل ، لكنه كشف عن وجهه البشع حين بدأ يتحدث عن ارض إسرائيل ، وطبعا هناك فرق بين دولة إسرائيل اليهودية ، وبين ارض إسرائيل الميعاد التي ضمت كل شيء ، ولم تترك أي شيء ، ولا تزال عيونها على سيناء ، وتترقب السعودية...
ان الاعتراف بالدولة اليهودية كدولة دينية عنصرية ، لأنها تنتصر فقط لليهود دون غيرهم من الأقليات ، ومن أصحاب الديانات الاخريات ، هو اعتراف بصهيونية القدس ، وبصهيونية الجولان ، وبحيرة طبرية ، واعتراف بصهيونية الأراضي اللبنانية ، وتنكرا ومن دون حشمة ، ولا خجل ، ولا حياء ، لعروبيتهم .... اليس هذه المواقف خيانة عظمى ، نتائجا اليوم اخطر من زمن النكبة ، واخطر من زمن النكسة ؟
فكيف يجري التطبيع ، وتبادل السفراء ، وإسرائيل تنكرت لكل تعهداتها ، واخلت بكل التزاماتها ، التي تعهدت والتزمت بها امام المنتظم الدولي ، وبالضبط امام الأمم المتحدة ...
فاين حل الدولتين التي نصت عليه كل قرارات الجمعية العامة ومجلس الامن ، ليس منذ 1948 ، بل فقط منذ النكسة في سنة 1967 والى اليوم ؟
هناك عدة دول تتبادل السفراء مع الدولة العبرية ، كمصر ، والأردن ، واليوم الامارات القرشية المتحدة ، ومملكة البحرين القرشية المارقة ، كما تعترف بالدولة اليهودية ، ما كان يسمى ب ( منظمة التحرير الفلسطينية ) .. لكن هناك أنظمة دول ، تحتفظ بعلاقات اكثر مثانة ، واكثر قوة مع الدولة اليهودية ، رغم انها لا تتبادل معها السفراء ، لكن هناك يهود مستشارون للملك وضعهم السياسي والقانوني ، ارقى واعلى من مجرد تبادل السفراء ، وهذا حال العلاقات التي تجمع بين النظام المغربي ، وبين الدولة العبرية التي بها اكثر من مليون يهودي مغربي ، مرتبطين بالنظام الذي هجرهم من المغرب الى إسرائيل لتعميرها ، اكثر من ارتباطهم بالمغرب البلد ، وبالشعب المغربي المرتبط ارتباطا عضويا وتاريخيا مع الشعب الفلسطيني ..
لقد ابرمت مشيخة الامارات القرشية ، ومملكة البحرين القرشية المارقة ، اتفاق سلام مع دولة إسرائيل ، وسُمّي الاتفاق الموقع ب " اتفاق السلام " ... والسؤال . هل كانتا مشيخة الامارات القرشية ، ومملكة البحرين القرشية المارقة ، في حالة حرب مع الدولة العبرية العنصرية ؟
وان كان الجواب بالإيجاب . فمنذ متى كانت المشيختين في حالة الحرب ؟ وما هي الحروب التي خاضاها ضد الدولة الصهيونية ؟
بل حتى على المستوى الإعلامي ، هل سبق للمشيختين ان شنتا حربا إعلامية ضد دولة إسرائيل ؟
وحين توقع المشيختين اتفاق سلام مع دولة إسرائيل ، وبالبيت الأبيض ، وبحضور الرئيس دونالد ترامب ، فمن اوكل ، ومن فوض للمشيختين القرشيتين التصرف باسمه ، باسم سلام موجود فقط في الورق ، وليس فوق الأرض الذي يشهد بهمجية الاحتلال في القتل والتقتيل ، وعدوانيته مع المسجونين بالسجون اليهودية منذ ثلاثين سنة لبعضهم ، ناهيك عن كبار السن ، والنساء ، والأطفال ، والمرضى الذين يستشهدون يوميا بالأمراض المزمنة ، خاصة مرض السرطان ..
فهل الشعب الفلسطيني ، وليس قيادته الخائنة ، هو من اوكل وفوض المشيختين القرشيتين ، الامارات والبحرين ، التصرف باسمه ، ونيابة عنه ؟
وإذا كانت الدولة العبرية تعتقد انها بتوقيعها اتفاقيات ( سلام ) ، مع من لا يمثل في شيء القضية الفلسطينية ، ولا القضايا العربية ، سيجلب الاعتراف بمشروعية الدولة اليهودية كدولة عنصرية ، وليس السلام المقدم كواجهة ، لأنه لن يكون هناك سلام بدون ارض ، أي السلام مقابل الأرض ، فان اعتراف المشيختين القرشيتين الامارات والبحرين ، وقد سبقهما بالاعتراف كل من مصر والأردن ، واحتمال اعتراف دول عربية أخرى بالدولة العبرية وتبادل السفراء ، لن يكون كافيا لضمان بقاء الدولة العبرية ، إذا لم يضمنها السلام العادل والمنطقي ، كما نصت على ذلك قرارات الأمم المتحدة ، وقرارات مجلس الامن ..
فما قامت به المشيختين القرشيتين الامارات والبحرين ، لا يعتبر في حقيقته سلاما ، امام استمرار الدولة اليهودية الدينية العنصرية ، التي لا علاقة لها باللاّئيكية التي تدعيها افتراء ، تضرب عرض الحائط بحل الدولتين ، وتحتل القدس الشرقية ، والجولان وبحيرة طبرية السورية ، والأراضي اللبنانية ... فالسلام لا يمكن ابدا ان يكون في وضع احتلال بشع ومتغطرس ، ولا يعرف غير القتل والتقتيل ، ولا يميز في جرائمه بين رجل ، ولا امرأة ، ولا شيخ ، ولا كهل ، ولا صبية ...
فما قامت به المشيختين باسم سلام مصطنع مع الدولة الصهيونية ، لا يتعدى لعب دور ارنب السباق ، لتسهيل فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة ، وتقديم خدمات لبنجامين نتنياهو بالنسبة لمستقبله السياسي ، المهدد بمتابعات قضائية بسبب الفساد والرشوة ...
فما هو المقابل الذي ستحصل عليه المشيختين القرشيتين الامارات والبحرين ، من لعب دور ارنب السباق ، كما يجري به العمل في مختلف المسابقات المراطونية .. ؟
لا شيء ، بل بالعكس هما الخاسران الأكبر ، ما دام المستفيد هما الرئيس دونالد ترامب ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو ...
ان يوم الثلاثاء 21 شتنبر 2020 ، وهو الشهر الذي حدثت فيه التفجيرات الإرهابية بالولايات المتحدة الامريكية ( 11 شتنبر ) ، لهو يوم حزين .. يوم ليس ولن يكون كجميع الأيام منذ سنة 1948 ، رغم انها أيام كانت كلها جراح .. فما حصل هو اكثر واكبر من النكبة ( 1948 ) ، و ( اكبر واكثر من ( النكسة ) 1967 .. لان ما يجري اليوم في هذا الزمن الموبوء والرديء ، هو رصاصة الرحمة التي وجهها الحاكم العربي الخائن للقضية القومية والمصيرية ، التي هي القضية الفلسطينية .. وفي ظل غياب الساحة من الأنظمة العربية التي كانت تسمى ب ( جبهة الصمود والتصدي ) ، رغم انها ما صمدت امام احد ، ولا تصدت لاحد ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا