الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروكرست والأسد ...

مروان صباح

2020 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


/ قبل أن نأتي على المدهش الجديد ، نبدأ بخلاصة ليست بجديدة ابداً ، لكن من باب التذكير ، كانت الدعوة على الدوام إليها تجعل العقول المسطحة مرتبكة وتمارس الاستنكار الطفولي ، هو جدير بعقلية دفن الرؤوس بالرمال ، إذن ليس أمام اللبنانيون في هذه المرحلة سوى عودة الرئيس الحريري إلى سرايا الحكومي ، بحكومة مصغرة ومختلفة عن سابقاتها لكي تحاكي في المقام الأول المجتمع العربي والدولي ، من أجل جلب الأموال التى بها وحدها تعيد ثقة الناس بالحكومة والجمهورية أو القبول بحكومة أديب كما تحددها شروط البنك الدولي ، أي بالمختصر المفيد ، كل ما يجرى من تعطيل لن يأتي بشيء طالما مصير لبنان مرتهن لأموال العرب والغرب .

أما المدهش الجديد ، يأتي من الأسد الابن ، عندما حاول تمرير ما لا يمكن تمريره بين الأطفال ، وبالتالي يوحي بأنه يعيش من أجل الناس وسوريا ، لكن حسب خطاباته النادرة أو تصريحات من حوله ، يحاول القول بأنه حامي الأندلس ، فيأتيه الرد من واشنطن ، تماماً من الرئيس ترمب ، فالرجل يوحي هو الأخر ، بأنه يعيش لله لكن في الواقع يقدم خدمات جليلة لأهدافه ، أما المفيد من مسألة الكشف عن واقعة قطع الرأس وتصريحات قاسيون ، لقد انكشفت تماماً صورة النفط السوري ، فالرئيس الامريكي لم يقف يومها مِّن فراغ عندما قال بأن النفط السوري أصبح بحوزتنا ، وبالتالي لقد قدم رئيس النظام النفط مقابل الاحتفاظ برأسه وهذا بالطبع يعود فضله لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الذي أقنع أو بالأحرى أغرى ترمب بعدم قطع رأس السفاح مقابل النفط ، لكن ما يلفت الانتباه من غضب جبل قاسيون ، هو ردود أبواق الاسد واتهام امريكا بأنها تدار بعقلية تؤمن بطريقة البروكرستية ، إشارةً إلى الشخص الذي أشتهر لدى الإغريقيين بقطع الطريق على المارة وإجبارهم بالتمدد على سريره وبمط أجسامهم أو قطع أرجلهم لكي تتناسب مع سريره الحديدي ، وبالتالي ، الحقيقة تشير ايضاً ، بأن الرئيس ترمب لا ينكر ابداً انتمائه للبروكرستية التى تتبنى فرض القوالب وبالتالي ، قام بفرض الذهنية العامة قسراً لتتناسب مع مخططاته مسبقاً ، إلا أن نظام الأسد لم يعلق على خطاب ملك اسرائيل ، نتنياهو مثلاً ، عندما مرر في خطبته البيضاوية ، بأن القدس عاصمة اسرائيل الأبدية وبالتالي ما ينطبق على القدس تماماً هو ينطبق على الجولان ، وهنا أنصح سفاح قاسيون بعدم إستفزاز الرئيس ترمب لدرجة تذكيره بإعادة استخراج ملف قطع رأسه ، لأن قيمة الأسد في البيت الأبيض ، أقل بكثير من قيمة قاسم سليماني .

لم يسجل تاريخ اللطم من قبل ، أنه أعاد الإمام الحسين إلى الحياة أو أعاد شعب قد شرده محتله إلى حضن وطنه ، لهذا يتساءل المرء ، لماذا يصر البعض على ممارسة اللطم والبكاء ، فالبكاء لم يعيد الأندلس ، وبالتالي محمود درويش في قصيدته الأندلسية أشار عن تشابه بين ماضي قريب وحاضر مكرور ، قال ( عما قليل سنبحث عما / كان تاريخنا حول تاريخكم في البلاد البعيدة / وسنسأل أنفسنا في النهاية هل كانت الأندلس / ههنا أم هناك / على الأرض / أم في القصيدة ) ويكمل في بيت يعتبر خلاصة الحكاية كلها ، ( مذُ قبلت ( معاهدة الصلح ) لم يبقى لي حاضر ) ، إذن العربي منذ ذلك اليوم يسير في الطرقات وهو يلتفت حول نفسه خوفاً أن يقع بين يدين بروكرست ، فعلى الأسد الانتباه أن يُغضب ساكن بيت الأبيض ، وايضاً من الجدير ، إعادة النظر بسفارة سوريا في مدريد ، لأن من فتح سفارة هناك سيفتح في المنظور القريب أو البعيد سفارة هنا طالما المشروع واحد ، إذن على من تقرأ مزاميرك يا بشار . والسلام 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص