الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تراهنوا على الروس أبداً

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2020 / 9 / 17
السياسة والعلاقات الدولية


أن يأتي الاعتراف، بفشل روسيا وعدم كفائتها الاقتصادية، من قبل أكاديمي روسي مرموق، فهذا امر يسهل مهمة الدفع والطلب بعدم الثقة بالروس اقتصادياً، وأنه لا مستقبل لنظام ودولة يسلم "ذقنه" للروسي الفاشل اقتصادياً وإداريا.
فقد تناول المدير العام لـ”مجلس الشؤون الدولية الروسي” أندريه كورتونوف، هواجس روسيا الناجمة عن ضعف قدراتها الاقتصادية، مقارنة بالعسكرية. وقال كورتونوف لصحيفة “إزفسيتا”: “يُظهر التاريخ أن روسيا تفوز أحياناً بالحـرب، لكنها تخسر السلم”.وأضاف بأن هذا يعني أن روسيا تساعد على الانتصار، ولكن عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد، يأتي شركاء آخرون ويفوزون بالبلاد.
ومن المعروف بالتاريخ القريب، أن الروس (السوفييت)، استطاعوا الوصول لقلب الرايخستاغ ورفع العلم الأحمر فوقه، فيما أطلقوا عليه يومها بـ"المأثرة العظمى"، و"الانتصار على الفاشية"، وبعدها، تم وبموجب، بيالطا، اقتسام ألمانيا بين ما كان يعرف وقتها بالمعسكرين الشرقي والغربي، فكانت "جمهورية ألمانيا الديمقراطية"، أو ألمانيا الشرقية من حصة الروس، التي حولوها لمربع أمني ومجرد سجن كبير ومفرزة أمنية كبيرة على النمط الروسي "السوفييتي" الكئيب، وصارت دولة جائعة معزولة عن محيطها الأوروبي الذي كان ينمو ويتطور ويزدهر اقتصادياً، ومادياً وتكنولوجياً وصناعياً فيما تحولت هذه الجمهورية الناشئة إلى معسكر اعتقال حقيقي للألمان الشرقيين تديره الـKGB، عبر فرعها الألماني الإجرامي الرهيب المنعروف بالشتازي وتعني حرفيا أمن الدولة "Staatssicherheit"، الذي روع الألمان وأحال حياتهم إلى كابوس، وجعل المواطن الألماني الشرقي يطارد لقمة الخبز ويبحث عن حاجياته الأساسية ويطصف بطوابير الذل، كحال طوابير الذل والجوع السورية اليوم، للحصول على قوته اليومي، في الوقت الذي كان فيه "المارك" الألمان الغربي، وعلى الضفة الألمانية الغربية، يكاسر ويناطح الدولار و"يقلع عينه"، ويصطف بشموخ مع العملات العالمية الرئيسية، وكانت الصادرات والصناعات الألمانية الغربية الراقية، تغزو العالم، وصارت إشارة "المرسيدس" رمزاً للثروة والجاه والعز والبحبوحة، وقد غزت هذه السيارة الفارهة أسواق العالم وبات اقتناؤها محل مفاخرة ومباهاة من قبل المشاهير ونجوم السينما وكبار الصناعيين ورجال الأعمال، وحتى أن الكثير من الحكومات حول العالم اعتمدتها كسيارة رسمية لاستقبال واستخدام زعماء الدول، في الوقت الذي كان فيه الألماني الشرقي، تحت الإدارة السوفييتية (الروسية)، لا يحلم باقتناء دراجة هوائية، وكان يئن ويترنح ويعاني الويلات من الجوع والقهر والطاعون الأمني ومظاهر الدولة الأمنية الاستبدادية التي صدّرها لهم الاستبداد الشيوعي الروسي وأحال حياتهم لجهنم الحمراء.
وهذا الأنموذج الروسي (السوفييتي) الرث، ينطبق على كل المنظومة التي استولى وهيمن عليها المستعمر الروسي "السوفييتي"، وكبـّلها بمعاهدات "صداقة وتعاون" جوفاء فارغة لا تقدم ولا تؤخر، ولا تفعل شيئاً إلا في زيادة جرعات التخلف والفقر وجوع وانحطاط حلفائه الذين شاءت أقدارهم السوداء أن يكونوا حلفاء للروس، ولكم في دول فقيرة وجائعة ومفلسة ومنهكة خير دليل ككوبا كاسترو، ومصر ناصر التي انهارت في عهده الميمون وتحولت لدولة فاشلة، وإثيوبيا مينغستو هيلي ميريام، وفييتنام، وكمبوديا، ولاووس، وسوريا البعث، وعراق صدام-البكر، وليبيا القذافي، وجزائر بومدين، وكوريا الديمقراطية (رجاء ممنوع الضحك) أو الشمالية نظام الاستبداد الوراثي الفقير المفلس الشهير، والاتحاد اليوغوسلافي، وفنزويلا اليوم، والمنظومة الشرقية الفقيرة برمتها التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي لاحقاً، وعلى رأسها رومانيا بؤرة الفساد والاستبداد والدولة الأمنية الفاشية ومركز العصابات والمافيات الدولية والاستبداد واللصوص، كلها دول حولها الروس إلى دول فقيرة جائعة، تفكك بعضها وانهار لاحقا وزال من الوجود تماماً.
لا يمكن، ومن باب الإنصاف الوجداني، تجاهل ونسيان ما قام به الروس في الحرب العالمية الثانية، ومن مساهمة فعالة في اجتثاث رجس الإرهاب المتطرف من سوريا أو ما يعرف بـ"الثورة السورية"، ولكن أعتقد جازماً أن هذا سقف ما يمكنهم الوصول إليه، وجل ما يستطيعون فعله، وتقديمه، ولا تزال الكثير من خصائص وسمات الدول العالمثالثية الفقيرة تغلف روسيا كالعسكرة والاستبداد السياسي والقبضة الأمنية وانعدام الحريات وتجريم وتخوين ومطاردة و"تسميم" المعارضة السياسية والديكتاتورية والزعامة الفردية وتغيير الدساتير وتعديلها واللعب بها لتناسب مقاس فلان وعلان والمركزية واحتكار القرار...إلخ والثروات بالتوازي ما يعيشه الروسي نفسه من تقتير، و"قلة" وفقر ووضع مادي مزر في قلب روسيا نفسها ومظاهر بؤس وضنك وضيق ذات اليد لا يتيح له مد يد المساعدة الاقتصادية من أي نوع كان للأصدقاء والحلفاء، وكما قالوا بالأمثال: " الميت لا يجر ميت".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هي نفسها
عبد العزيز سيد علي ( 2020 / 9 / 18 - 04:03 )
المانيا الديمقراطية هي نفس المانيا الشرقية المستعمرة السوفيتية الروسية السابقة، وكانت قد اسمت نفسها ((المانيا الديمقراطية )) إسم على غير مسمى | أما المانيا الغربية ذات الديمقراطية الحقيقية فكان إسمها ((المانيا الاتحادية)) وعاصمتها آنذاك مدينة برن،| وبالفعل كم كان الفرق شاسعآ بين فقر الروس وكآبتهم المهيمنان على المانيا الشرقية وبين إزدهار المانيا الاتحادية


2 - روسيا؟؟؟؟
ماجدة منصور ( 2020 / 9 / 18 - 07:54 )
قولوا لي ايها الأساتذة و الدكاترة عن بلد أو وطن قد إحتلته روسيا و هو ينعم بالإزدهار و الرفاهية التي نشهدها في الغرب!!!!!!!!0
على حد علمي أنا (( و أستغفر اللات و العزى و الغرانيق العلى))من كلمة أنا--- اقول لكم جهارا نهارا(( لم تضع روسيا يدها في مكان إلا و كان نصيبه الدمار و الخراب))0
هذا ينطبق على إيران أيضا0
أقول قولي هذا و استغفر الحجة عشتار لي ولكم
باي


3 - العلة في الماركسية
منير كريم ( 2020 / 9 / 18 - 08:55 )
تحية للاستاذ الكاتب
حسب معلوماتي التاريخية المتواضعة ان روسيا القيصرية كانت دولة صناعية جيدة ومقبلة عل تحول ديمقراطي لولا الانقلاب الشيوعي الذي دمر البلاد وفرض عليها النظام الماركسي الاستعبادي
شكرا لكم


4 - نير كريم
نضال نعيسة ( 2020 / 9 / 18 - 10:36 )
تحياتي لك صديقي العزيز ربما ذلك صحيح جدا وأوافقك الرأي بشأن الحركة الانقلابية الظلامية التي قادتها المخابرات الالمانية عن طريق عميلها المدعو لينين كي تعيد روسيا اللى القرون الوسطى كما فعل القومجيون والاسلا أبدا وتركيز المقال على خطر التحالف مع الروسميون بأوطاننا بعد انهيار الخلافة العثمانية وظهور حركة علمنة ولبرلة وتنوير حقيقية لاحظناها قبيل انقلاب المجرم ناصر العسكري وووو هناك الكثير من الكلام حول الموضوع
لكن مع كامل المودة والاحترام ذلك ليس مبحث المقال بالطبع وتركيزنا فقط هو على خطر التحالف مع الروس وإظهار عواقبه الوخيمة على كل الشعوب والأنظمة التي تحالفت معهم وكانت نهايتها
مأساوية ومع كل المودة والمحبة والاحترام


5 - كلام فارغ وحاقد وابله وتكرار ببغاوي استعماري
احمد صالح سلوم ( 2020 / 9 / 19 - 04:23 )
كلام لاعلاقة له بالتجربة السوفيتية فقد تبين ان الجائع والمريض هو المواطن الغربي الذي تلقمه اللوبيات الغربية المواد المسرطنة وباعتراف تقارير البي بي سي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي الذي هو افضل تجمع عالمي لايقوم على علاقات استعمارية ..بينت البي بي سي ان صحة المواطن السوفييتي افضل بمليون مرة من البريطاني والامريكي والغربي هذا يتعلق بقيم المساواة التي يكرهها بعض العرب تفكيرهم العميل والاناني..كل ما ذكرته في مقالك هو تنميطات الجهات الاستعمارية الكاذبة و الم تسأل نفسك اذا كانت الشيوعية والاتحاد السوفييتي والصين وكوبا ويوغوسلافيا بايديولوجية فاشلة وبتجارب غير قابلة للحياة فلم خصصت مئات المليارات من الدولارات للدعاية ضدها ولم ملأت السي اي ايه عالمك العربي بشعاراتها عن الصحوة الاسلامية ولا حل الا الاسلام لمحاربة الشيوعية..كلامك يؤكد ان العرب ااعداء انفسهم..كان تيتو يترك مواطنيه ليزوروا باريس وبرلين ولندن ليعودوا هاربين من هذه العواصم التي حياة مواطنها تغص بالتوتر والتنافس المالي الشديد حتى اليوم لايقبل الطبيب الكوبي ان يستمر بعد انهاء تخصصه بفرنسا للاسباب نفسها ان حياته بكوبا فيها احترام


6 - الكفاءة الاقتصادية الروسية لا تقوم على الاستعمار
احمد صالح سلوم ( 2020 / 9 / 19 - 04:39 )
نهضت روسيا من رماد الحرب العالمية الثانية التي دفعت الثمن الاكبر فيها بثلاثين مليون شهيد لتنقذ البشرية من تنازع قوى استعمارية المانية وامريكية وبريطانية متوحشة على المستعمرات والاسواق ودمرت القوى النازية الاستعمارية الرأسمالية كل الاتحاد السوفييتي ومع ذلك شهد العالم كفاءة اقتصادية لانظير لها باعادة بناء كل شيء والتحول لقوة عظمى تصنع لنفسها كل شيء ودون رشوات برنامج مارشال الامريكي للهيمنة على اوروبا ومازال ميترو موسكوعقدة الغرب من ضمن عقد كثيرة ومنها الكفاءات العلمية التي صنعت معطل فيروس كورونا المستجد..بنت لك روسيا سد الفرات وبنت لمصر سدها العظيم الذي وفر الماء والغذاء والكهرباء للشعبين المصري والسوري بينما اشترط البنك الدولي استعمار مصر مقابل امواله وتقريبا لم تأخذ روسيا سوى الغدر والخيانة كعادة بعض العرب وهاهو عهد السلام الامريكي الصهيوني يحول مصر الى عطش وخراب اقتصادي وجوع وعبودية لمحميات ال نهيان و سعود وثاني الفاشية. في زمن روسيا وعبد الناصر كان راتب المصري ضعف راتب الكوري الجنوبي واليوم بالدعم والكفاءة الامريكية راتب الاخير اكثر من ثلاثين ضعف..روسيا تساعد اذا الشعب غير فاسد


7 - أحمد صالح السلوم
نضال نعيسة ( 2020 / 9 / 19 - 05:08 )
كلام خطابي شعراتي طوباوي فارف نأمل ونتمنى أن يصدقه منك الآخرون وخاصة الشعب الروسي الجائع المتخلف عن نظيره الأوروبي بألف سنة...نتمنى منك فقط أن تذكر لنا اسم منتج روسي تكنولوجي واحد معروف ومستخدم عبر العالم كي نصدق موعظتك الدعائية العظمى وتلميعك لدولة ونظام مافيات ولصوص وقتلة وعصابات كي جي بي روعت الشعب الروسي واختطفت وقتلت منه
نحن صدقناك ولكن نتمنى غيرنا أن يصدقك ويقبض حرفا مما تقولأكثر مما قعل هتلر...


8 - اربعون مليون جائع ومشرد امريكي في الولايات المتحدة
احمد صالح سلوم ( 2020 / 9 / 19 - 05:30 )
انا كنت في موسكو واوكرانيا عندما كانت دعاية الغرب تقول ان هناك مجاعات وهذا لا علاقة له بالواقع فكل شيء متوفر وبكثرة وبنوعية جيدة والخدمات والبنية التحتية والعلمية افضل من الغرب الذي اعيش به اليوم ..حتى كل اكاذيب البي بي سي اعترفت بانها فبركات ومنها مذابح تيموشوارا التي لم يحدث منها شيء..انت من تسمي نهب الدول الغربية لك بانه كفاءة اقتصادية هذا الكلام مثبت بمئات المليارات التي تدخل للبنوك الغربية من مصيدة الديون الاستعمارية ومن ارباح شركات امريكا من مقاولاتها بعد حروبها فقط شركة تشيني ربحت اربعين مليار دولار خلال السنوات الاولى من احتلال العراق..وماذا تفسر بان شعارات المرشح الامريكي سندرز اكثر شعبية من ترامب وبايدن وخطابه اشتراكي واغلبية من الشعب الامريكي لاتريد الكفاءة الاقتصادية الاستعمارية التي وصلت اليهم باربعين مليون جائع ومشرد امريكي بل تريد نظام اشتراكي..صنع الروس لقاحهم ضد كورونا وطلب لمليار نسمة بينما عجزت مراكز بحث الغرب حتى اليوم ..وروسيا ليس لها طابع امبريالي منجزاتها التكنلوجية دفاعية وهي تتفوق اليوم عشرة سنوات عن التكنلوجيا الامريكية


9 - ميلنشون الشيوعي هو الرئيس الفعلي لفرنسا انتخابيا
احمد صالح سلوم ( 2020 / 9 / 19 - 05:37 )
لماذا لاتريد ان تنشر التعليق على اساس ان انت ديمقراطي وانا لم اوجه اي اساءة لك بل زودتك بمعلومات عن الكفاءة الاقتصادية الاستعمارية لشركات تشيني وبوش ..بالمناسبة حتى في بلجيكا ومنها في عاصمة الاتحاد الاوروبي بروكسل الحزبان الاكثر قوة هما حزب اشتراكي وحزب شيوعي وكذلك في المدينة الكبيرة لييج التي اسكنها بماذا تفسر ذلك وملينشون هو الرئيس الفعلي لفرنسا لو لم يتم التلاعب بالانتخابات ومنع المناظرات وتحريك ارهابيي شركة ارامكو الامريكية التي اسمها سعودي فقط من الدواعش في فرنسا

اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال