الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الكاتبة سمية ساعي صاحبة كتاب -بومدينوفوبيا-

أسامة هوادف

2020 / 9 / 19
مقابلات و حوارات


ساعي سمية صاحبة كتاب "بومدينوفوبيا" ل جريدة الوسيط المغاربي

الكاتبة سمية ساعي تحاول في أول كتاب لها دفاع عن أهم شخصية في تاريخ الجزائر المستقلة وهو الرئيس الراحل هواري بومدين حيث تثير في كتابها "بومدينوفوبيا" أهم الشبهات التي تثار ضد الزعيم الراحل وترد عليها بالمنطق والحجة ،في هذا الحوار تسرد لنا أبنة الأوراس أسرار كتابها وتعلقعها بالفترة البومدينية .

حاورها : أسامة هوادف

س1: في بداية من هي سمية ساعي؟

ج1:
ساعي سمية شابة جزائرية من مواليد عيد الثورة، 1 نوفمبر1992 و ربما لتاريخ ميلادي أثرا في توجهي مهتمة جدا بالتايخ و خاصة تاريخ الجزائر الحديث الذي يعتبر هواري بومدين جزءا منه و أعتقد أن فترة قيادته للبلد أهم فترة في تاريخ الجزائر المستقلة، هذا الرجل الذي عانى كثيرا من التهميش رغم انه قدم مالم يقدمه أحد لجزائر الاستقلال فهو في اعتقدي رجل الجزائر الاول بلا منازع.

س2: كيف كانت بداية كتاب "بومدينوفوبيا" وماذا يعني ذلك وكيف جمعتي مادة الكتاب ؟
ج2_ بدات رحلة البحث مبكرا، عندما وجدت
تناقضات كثيرة مشوهة عن حياة الرجل، كانت بداياتي في الردود على مواقع التواصل الاجتماعي، لاحظت ان الأسئلة نفسها تعاد مرارا و تكرارا أقصد الشبهات أو التهم، وفي كل مرة اعيد الردود مع المتعصبين ولكن للأسف بدون فائدة، فقررت ان اضع شبه دليل او مرجع لأغلب الشبهات انتشارا و تكرارا.
_معنى بومدينوفوبيا :في الكتاب وضحت هذه النقطة لأني اعتقدت انها ستكون غريبة عن الكثيرين, و هذا ما وقع فعلا فمنذ ان نشرت عنوانه على مواقع التواصل تصلني الكثير من الاسئلة عن معناه حتى ان هناك من فهمها بعكس مقصودها.
الكلمة مكونة من جزئين: بومدين معروف و فوبيا
الفوبيا هو الرهاب و هو مرض معروف, و الكثير من الناس عندهم هذا الرهاب من أشياء مختلفة مثل رهاب الاماكن الضيقة، او من الظلام، و أشهرها انتشارا في زماننا هو الرهاب من الإسلام، أو ما يسنى اصطلاحا الإسلاموفوبيا.
و الفوبيا تعرف على أنها الهلع و الخوف من شيء ما بحضوره، ملازمة مع هستيريا و عدم الارتياح و الرغبة في مغادرة المكان فورا, و ضربت مثلا بالاسلاموفوبيا فالناس اصبحت تخاف كل ما له علاقة بالاسلام، و هذا الخوف ولد الكره ثم العداء و بالطبع العداء اصبح يولد ردات فعل عنيفة و عنصرية ضد الاسلام و المسلمين, و هذا ما حدث لبومدين و فترته بالضبط، فبفعل الإشاعة المغرضة و الكذب المتواصل، جعلت الكثيرين يخرجون من هدوئهم الى الصراخ عند مناقشة اي قضية او مزية او مشروع قام به بومدين.
_ في كتابي هذا و الذي يعتبر من نوع البيوغرافيا، و الذي يتطلب دراسة الشخصية، ففي معالجة المواضيع لم اعتمد على الطريقة المتداولة لقد حاولت مخاطبة عقل القاريء بالأسئلة المنطقية في كل فصل لان كل تهمة في الحقيقة هي احجية فيها قطع متناثرة فكنت اطرح الاسئلة اللازمة و ادع القارىء يعمل عقله معي ثم اسرد عليه الوقائع كما حدثت من افواه من عايشوها فالتاريخ يكتب ممن عايشوه وبعدها في كل فصل أحاول الوصول رفقة القاريء الى استنتاجات واترك له الحكم في النهاية .
مثلا في الفصل الاول و اشهر تهمة على الاطلاق و مع غرابتها إلا أنها متداولة بكثرة مع البومدينوفوبيين إن صح التعبير ، "بومدين لم يطلق رصاصة يوما"!! و على قدر ماهي مضحكة هذه التهمة الا ان كثرة قائليها تجعلك تتصرف معها بجدية.
فنقص المصادر من جهة و تكتم الزعيم من جهة أخرى جعل الكثيرين يتجرؤون و يحاولون النيل منه بهذه الطريقة الغريبة, فهو الذي قدم نفسه على انه المحارب رقم 48 في حوار صحفي لأحدى القنوات الأجنبية ايام الثورة, و هو الذي قالت عنه الصحف الفرنسية: انه رجل يبطل كل الشائعات, انك لا تستطيع ان تعرف عن حياته الا جوانبها العامة.
و هكذا انتشرت هذه الشائعة و اصبحت متداولة بل من المسلمات بأن الرجل لم يطلق رصاصة يوما، و كيف يستكيع عقل استيعاب هذه التهمة؟ لقد كانت معارك بومدين كانت على اربع مستويات لذلك قلما تجد ذكرا للمستوى الاول عندما يتم ذكر سيرته، فقد كان "جنديا، ثم قائد الولاية الخامسة، ثم قائد الاركان العامة، و بعدها رئيسا للجمهورية".
فتخيل مجاهد تدرب على حمل السلاح و الألغام في القاهرة ثم جاء في رحلة خطيرة متهورة على اليخت دينا تحمل اطنانا من السلاح ثم تجند تحت امرة بن مهيدي ثم بوصوف الى ان وصل الى قيادة الاركان ثم يأتي أحدهم ليقول انه لم يطلق رصاصة في الثورة اي انه لم يشارك في الثورة و كما قالها هو يوما حتى البغال و الحمير شاركت في الثورة.
في هذا الجزء كذلك كان واجبا ان أذكر بعضا من المعارك التي شارك فيها بشهادة من حضروها معه.

س3: أثار كتابك نڨاش لدى الشباب خاصة أنه يتطرق إلى مسائل تاريخية شائكة ومعقدة ، من أين هذه الجرأة والشجاعة في البحث في مسائل التاريخية و التي لا يخوض غمارها إلا المؤرخين.

ج3: كان هناك فراغ رهيب و تأويلات كثيرة و أغلبها سلبية عن أحدى أهم مراحل جزائر الإستقلال، و بعد ان وجهت اهتمامي لذلك الجزء من تاريخنا و الذي شحت مصادره، على الرغم من أن جيل ذلك الوقت يسميه الزمن الجميل و يحن إليه، و مع ذلك فقد طالت "صانع" اذا صح التعبير ذلك العصر كل أنواع التهم الغير منطقية، فبعد بحث و عناء وجدت أن أغلب التهم ملفقة عمدا لتشويه هذا الرجل المخلص الذي أراد النهضة لبلاده و أمته، و الحقيقة أن ما طاله من تشويه طال قبله و بعده كل الزعماء و القادة في بلداننا، و هي حملة قديمة لتحطيم الرموز و تشويه التاريخ حتى تفقد الأمة بوصلتها و لا تجد لها قدوة للنهوض مجددا.
لذلك قررت ملأ جزء من فراغ رهيب فيما يخص هذه الحقبة، اعتبر أن ما فعلته واجب و رد لجميل لهذا الرجل الذي ظلم كثيرا و الذي أحبه الشعب، فقد كانت جنازته و بكاء الناس على فقدانه أكبر دليل على تعلق الجزائريين به و اعترافا منهم له بإخلاصه.
س 4: الماذا من بين كل شخصيات الجزائرية اخترتي الرئيس الراحل هواري بومدين من أجل الرد على الشبهات والأفتراءات ضده؟

ج4: لقد اصبح الكلام عن بومدين من المحرمات في زمن مضى كما قالها الإبراهيمي، و كلما ذكرت اسمه وجدت من يهاجمه بكل الاتهامات الممكنة، حتى اصبحت حالة مرضية تستلزم العلاج.
و لأننا شعب لا يقرأ الا من رحم ربك، بل كل ثقافتنا شفوية، فقد انتشرت تلك الشائعات و تكاثرت و كانت المقاهي هي بيئتها الحاضنة, و أعشاش تفريخها و اماكن تناقلها السرية و استفاد منها الكثيرون لتحطيم و تدمير كل انجازات الزعيم مستغلينها في التغطية على جرائمهم، بل ربطوا فشلهم و سقطاتهم في إدارة الجزائر ببومدين، حتى اصبحنا نسمع بعد اكثر من اربعين سنة من وفاته كلمة "هو سبابنا" !!!!
ولهذا اخترت هذه الشخصية الفريدة، التي تم التلاعب بأثرها و تأثيرها و حاولوا محاربتها و النيل منها حتى و هي في القبر.

س5: من خلال كتابك وفي كافة مقالاتك نلاحظ أرتباطك الوثيق بالفكر البومديني ،من الذي ساهم في غرس أفكار رجل وفلسفة هواري بومدين في نفسك؟
ج5: ممكن من خلال ماعايشناه في هذه السنوات الاخيرة في فترة الرئيس المخلوع من الحالة السيئة في كل المجالات و تغول السياسيين و رجال الاعمال و محاولة الانظمة السابقة طمس تاريخ الرجل و انجازاته العملاقة و محو جزائربومدين، كل هذا زاد من تعلق الكثيرين ببومدين لقد سمعنا الناس تقول لو كان بومدين حيا لما حصل هذا للجزائر، و لما تسلط علينا هؤلاء، و حتى سيرة و انجازاته و استشرافاته لمستقبل الجزائر تجعلك تتعلق به و بأفكاره، لقد تجاوزت طموحاته المعقول و هو الذي كان يبحث عن القنبلة النووية الإسلامية .

س 6: ما مشاريعك القادمة؟

ج 6:هناك مألف ثاني أقوم بجمع مادته الاولية حقيقة هناك صعوبة كبيرة في جمع المصادر و سيكون عن دور الجزائر خارجيا في تلك الحقبة اي في فترة هواري بومدين.

س7 :رسالتك إلى الشباب؟

ج 7: الأمة تبدأ بفقدان هويتها عندما يزور تاريخها و ينحرف شبابها لهذا علينا كشباب اليوم دراسة تاريخنا فهو الصخرة الصلبة التي يبنى عليه مستقبلنا، و التمسك بهويتة و برسالة شهدائنا.
نحن كشباب اليوم كنا شهودا على ما وقع في العشرية السوداء و ما وقع في فترة الرئيس المخلوع.
علينا إعادة امجاد غاصت و ثورات غابت عن الذاكرة لتصبح مجرد صفحات في كتب التاريخ.
علينا بتكثيف الوعي و تفعيل الشعور الجمعي نحو قضيتنا الا وهي اعادة بعث جزائربومدين كما أحب أن أسميها، تلك الجزائر التي كانت مفخرة لكل جزائري، يجب تحريك المياه الراكدة كلٌ في مجاله و كلٌ حيث يرى نفسه.

س 8: سعيد بك اليوم ،كرما لا أمرا أختمي الحوار
ج 8:ربما أنتقل بك إلى مرحلة من أكثر مراحل التاريخ العربي مجدا و زهوا وجهادا و عزا وهي مرحلة الرئيس هواري بومدين,كان الرئيس هواري بومدين يعيش لعصر آخر غير العصر الذي عايشه كان بعيد النظر خاصة في مسألة الصراع العربي الصهيوني، لقد كانت رؤيته بعيدة عن رؤية باقي الملوك و الامراء و رؤساء العرب الذين عاصروه، فهو الوحيد الذي فهم طبيعة هذا الصراع كان طموحا إلى أقصى حد إلى إعادة المجد الضائع، فنذكر على سبيل الاعتراف والإنصاف للحقيقة أن الرئيس هواري بومدين كان الداعم الحقيقي الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني فالرئيس هواري بومدين هو من احتضن الكفاح الفلسطيني المسلح قبل بدايته وعند بدايته وبعد بدايته وحتى وفاته ورث عنه الشعب الجزائري مقولة نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة.
عاش بومدين في بداية حياته السياسية مرحلة واضحة الرؤيا فلقد فهم حقيقة الصراع مع الصهاينة فهما حقيقيا بعيدا عن الشعارات الرنانة.
فإذا اضفنا الى جانب هذه الحقيقة ان الرئيس هواري بومدين عرف ان أعداء القضية الفلسطينية أعداء متعددين و هذا ما أدركه في ذلك الوقت بعد التواطؤ العربي ضد الكفاح الفلسطيني ،وهذا ما نشهده اليوم امام اعيننا تسابق العرب للتطبيع مع اسرائيل ، و فهمنا كيف اصبحت تعامل على انها هي الظالمة لا مظلومة و بهذه الجملة البسيطة يمكن لنا إدراك كيف كان يفكر الزعيم و لماذا وضع قدر الفلسطينيين في ايديهم في القمة العربية بالجزائر سنة 73, لقد جرد الجميع من المساومة بقضية الفلسطينيين.
رحمة الله عليه و حفظ الله الجزائر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار