الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهَوَائِيّ

علي دريوسي

2020 / 9 / 19
الادب والفن


ها هو العامل المياوم يوسف في ملابس العمل متوجهاً إلى ورشة الحدادة واللحام وما زال يترنَّح بمشيته بفعل سكرة الأمس.
يرجع عادة من عمله آن يهبط المساء، يصل بيته ليجد الكهرباء ميتة، يلعن الظلام، يسب مدير الكهرباء، يذهب إلى خمّارة رويش، يشرب حتى ينتّشي وينطفئ عطشه رغم أن الفقر قد أهلك عائلته.

يعود إلى الأولاد وأمهم فهيمة، يجلس مهموماً في غرفة المعيشة البسيطة، يداعب ذقنه الطويلة وقطته.
يشتم رئيس الحكومة ببذاءة، تستيقظ الكهرباء من موتها، يبتسم لقدراته السحرية، يشغّل جهاز تلفزيون سيرونكس، تختفي الصورة فجأة ليحل التشويش (الخشّة) المعتاد محلها، يبكي الأطفال، تتضاعف كآبته، يجنّ جنونه.

وأم الأولاد فهيمة تنشر الغسيل على البالكون والريح تلعب بها، تكاد تُطيّرها.

يصيح يوسف بأعلى صوته: "فهيمة .. يا فهيمممممة"
لكن دون صدى.
يصرخ مرة أخرى بصوت غنائيّ: "بهيمة .. يا بهيممممممة!"
تسمعه الزوجة، تسأله: "ما حالك يا مقصوف الرقبة؟"
يضحك عالياً ويجيبها: "صحتلك فهيمة لم تفهمي، قلتلك بهيمة سمعت ندائي عَ الطاير وفهمتيني! هذه هي اللغة التي تفهمينها على ما يبدو."
تلعنه الزوجة وتسأله عمّا يرغب.
يقول لها ساخراً: "حتى الصورة في هذا البيت جثة هامدة!"
تجيبه: "مثلك تماماً."
يتجاهلها قائلاً: "حَركيلي أنتين التلفزيون، وجّهيه عَ الغرب، باتجاه السرسكية، ضيعتك، لأرى وأسمع حكي أهلك للناس عني!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بسبب دهس سيدتين


.. كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال




.. هنا صدم الفنان عباس ا?بو الحسن سيدتين بسيارته في الشيخ زايد


.. إيران تجري تحقيقا في تحطم المروحية.. وتركيا تتحدث عن رواية ج




.. ضبط الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في الشيخ