الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السردية التعبيرية في قصيدة -كف من وطن- للشاعر طه الزرباطي قراءة تحليلية

طالب عمران المعموري

2020 / 9 / 20
الادب والفن


وانا أقرأ قصائد الشاعر طه الزرباطي استوقفتني هذه القصيدة "كفُّ من وطن" ومن وجه نظري كمتلقي:
من خلال عنوانها – المدهش دفعني الفضول أن أقف عندها ، المدخل الى عوالم هذه القصيدة ، متأملا عتباتها الخارجية مبتدئا بالعنوان "كفٌّ من وطن"
لغة//
الكف من اليد
الراحة ، من الرسغ إلى منتهى الأصابع جمع أكف وكفوف
تعطي معظم حركات الكف معان رمزية يفهمها الانسان، غير أن المعنى قد يختلف من شخص لآخر .
وظف الشاعر (الكف) كرمز يحتوي في طياته الكثير من الخفايا والخبايا والأسرار وما ينطوي من ذاكرة المكان والزمان وما يكنه من حب لوطنه فهو عاشق ولهان كما هو واضح من خلال العتبة الخارجية للنص
تفتضح كفه تراب وطنه/ أكتفي بملء كفي بالتراب
فثمة إيحاءات إلى زمن الكامن في هذا النص، ما هو الا زمن بائس، ضجر بنفسه، وضاق بعصره، من وويلات الحروب وإيحاءات إلى موت ، وحجم المعانات والتشظّي في الذات الشاعرة .
فعلى مستوى اللفظ نلاحظ تكرار الحرب والأسى والقتل..متشابه من حيث الدلالة الرمزية ،
كما نراه جليا في قصيدته (أزيز طائرة / استبسل في المعارك/ الحرب لعبة الاضاحي/ الحروب شهوات للقتل/ أذهب للأسر / دخلت الحرب شهيدا/ في الحرب نقتل عدوا / لكن الحروب قائمة / )
.وهذا التشكل"اللفظي" متعدد الدلالات "المعنوية" حسب المواقف التي يمثلها النص.
وظَف موهبته أولا ، ثم ثقافته ثانيا لإخراج النص من إطاره الضيق (لفظا) إلى رحاب الدلالات العميقة (معنى)
محلتنا...
وكر للذكريات الطافحة،
كالمجاري...
الحروب شهوات للقتل..
يفتعلها المخدوعون...

أبتدأ الشاعر بلغة بسيطة قريبة من المتلقي تدل على ذات الشاعر
سلسة تترقرق كالينبوع تحلّق عاليا مدهشة مبهرة تنفذ الى اعماق النفس والوجدان
أظهر قصيدته السردية التعبيرية بلغة العاطفة القويّة وخصوبتها وحسن عرضها وتجانسها , والمشاعر العميقة الصادرة من القلب والغازية له من اوسع الابواب .
حين نعود من الحرب ...؛
أمهتنا مثنَ حزناً...
حبيباتنا تزوجنَ لاجئين
أجانب
الوطن مخمور...
يتقيأ خيانة
أبنائه...
هذه اللغة المشحونة بالعواطف القويّة تحرّك الاحاسيس لدى المتلقي وتحيّ شعوره بالجمال وتغذي النفس بالمتعة والدهشة . هذا الكمّ الهائل من المشاعر والاحاسيس والعواطف مصدره الشاعر , لهذا بثّ عاطفته العميقة وشعوره الفيّاض.
كما في عتبته الخارجية الثانية بعد العنوان



بمدخل القصيدة الذي صور فيها مشاعره مستذكرا الاحبة بحلوه ومره ...
أشرب قهوتي
الصباحية،
تحليها ذاكرتي
بابتسامتك
قهوتي المسائية مرةٌ
كالقصيدة!
نكهتها عِطر
راحتيك...
ان الشاعر أمتلك خيالا خصبا منتجا جعل المتلقي يتصورها شاخصة ملموسة يتحسسها ويشمم عطرها :
اختزل كلّ جماليات اللغة السردية التعبيرية , ومن خلال تلك اللغة سندخل عوالم الشاعر الزاخرة على الدوام بابداع فذّ ومقدرة عالية على تطويع اللغة وصياغتها بطريقة ابداعية وأنصهارها عبر تشكيلات فنيّة تجعلنا نقف بخشوع وبـتأمّل عميق لما جاء به الشاعر .
لكن الحروب قائمة...
ما أبلغ أن نقتل الكراهية بالحب!
حرص الشاعر على رسم لوحاته الشعرية بطريقة فذّة
أستطاع الشاعر أن يسخّر كلّ طاقات خياله معبّراً عن مواقفه وعن الذات الشاعرة وبثّ الروح في نسيجه الشعري من خلال البوح الذي بلغ أقصى حالاته عن طريق تعابير لفظية وإبراز مكنوناته النفسية ونجد ذلك في نصه ،
برعشة أول قبلة،
دخلت الحرب شهيدا؛
ولم أنفذها!
يالحبنا!
//// وكذلك في قوله :

أحتمي بشوقي
اليك...
ومن شوقك
أستبسل
في المعارك

قصيدة الشاعر عبارة عن لوحات صوريّة رُسمت بحرفية عالية وبدراية وبفنيّة فذّة
وبتلك اللغة الشعرية استطاع أن يحلّق بعيدا ويشكّل قصيدة حيّة نتلمس عطرها, كما في قوله:

حين
أذهب
للأسر،
أكتفي بملئ كفي بالتراب،
بعطر أمي...
بحضن أبي...
بأول أغنية بين النخيل؛
يرددها قلب عاشق

استخدم الإيحاء بطريقة ابداعية عبّر فيه عن مواقفه النفسية , كونه من العناصر المهمة في بناء القصيدة فهو يلعب دورا مهما في عملية الابداع ويمنحها العمق والتأثير لدى المتلقي . فالإيحاء يستخدم للتأثير في ذهن المتلقي بفكرة معينة , وكلّما كان الايحاء قوّيا ازداد تأثيره كما في قوله:
في الحرب نفتعل عدوا؛
لانعرفه...
نقتله...
نلتجئ
للرديء
من الخمر...
نتقيأ جنوداً قتلناهم؛
من غير أن نراهم....

بحرفيّة العارف بمكامن الابداع والجمال والفن والشعر ,
سرد بقصد الإيحاء والرمز والخيال الطاغي واللغة العذبة والأنزياحات اللغويّة
حبلى مثقلة بالمشاعر المتأججة والأحاسيس المرهفة
يتأج شوقاً صادقا للمحبوبة (الوطن) ينبع من ثنايا الروح ومن أعماق النفس والقلب ...
أحتمي بشوقي
اليك...
ومن شوقك
أستبسل
في المعارك
تفتضح كفه تراب وطنه
ومن عطر أمه ...
يفتضح شوقه...
يكتب من قلب يرتعش شوقا وأملا بغد أجمل ويكتب ألما من جرح فتك بقلب الوطن
ومن رعشة ألمه ومن قلبه المشبع حب لتلك الحبيبة ..
بالتوفيق والسداد للشاعر المبدع طه الزرباطي وعسى ان أكون قد وفقت في قراءتي التحليلية

"كف من وطن"
أشرب قهوتي
الصباحية،
تحليها ذاكرتي
بابتسامتك
قهوتي المسائية مرةٌ
كالقصيدة!
نكهتها عِطر
راحتيك...
مع أول أزيز
طائرة ؛
أحتمي بشوقي
اليك...
ومن شوقك
أستبسل
في المعارك
تفتضح كفه تراب وطنه
ومن عطر أمه ...
يفتضح شوقه...
الحرب
لعبة
للأضاحي
حين نعود من الحرب ...؛
أمهتنا مثنَ حزناً...
حبيباتنا تزوجنَ لاجئين
أجانب
الوطن مخمور...
يتقيأ خيانة
أبنائه...
محلتنا...
وكر للذكريات الطافحة،
كالمجاري...
الحروب شهوات للقتل..
يفتعلها المخدوعون...
حين
أذهب
للأسر،
أكتفي بملئ كفي بالتراب،
بعطر أمي...
بحضن أبي...
بأول أغنية بين النخيل؛
يرددها قلب عاشق

برعشة أول قبلة،
دخلت الحرب شهيدا؛
ولم أنفذها!
يالحبنا!
في الحرب نفتعل عدوا؛
لانعرفه...
نقتله...
نلتجئ
للرديء
من الخمر...
نتقيأ جنوداً قتلناهم؛
من غير أن نراهم....
أو نسمعهم ؛
أو نكرههم...
تختلط التربة في أكفنا؛
تختلط البلدان ...
يختلط الدم
لكن الحروب قائمة...
ما أبلغ أن تقتل الكراهية؛
بالحب!
أشرب قهوتي مرّة..
من فير فيروز...
من دون أبتسامة...
أذهب للقصيدة ...
لأحلم ...
بحبيبة ...
تبتكرها الكلمات...
حبيبة مرة كشفتي ...
فنجاني ..
أول الصباح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع