الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يتّهمن أنفسهن بالحبّ !

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 9 / 21
الادب والفن


حول امرأة مجهولة تمثّل اغلب النساء
حول الحبّ و العقل و العاطفة
حول عوالمنا عندما يحل الليل ونشكو من النهار . هي قصة حبّ تلخص الكثير من القصص. سيرة ذاتية لا مرأة من الأحلام . يسعى كل رجل لاقتنائها إذافة لما لديه من الأغنام والقطط والكلاب . المرأة اسمها سين ، و الرجل اسمه فشخر. تقول سين لكنّ:
أحياناً أبحث عن نفسي فلا أجدني، أمد يدي خلف الستارة ، أنتقل إلى عالم مواز ، أعيش به حتى الفجر ، ثم تتكشّف الأشياء لي عندما يبدأ النّور فأعرف أنني لم أكن أنا من كنت في ذلك العالم الموازي. إنّها امرأة نسخة عنّي، تبدو أجمل منّي فقط لأنّها تعيش الحقيقة في عالمها . . . الموازي .
في العالم الحقيقي أطلقوا عليّ اسم العاقلة ، لبسني الاسم ، كان مسؤولاً عن خيباتي . لا أدري لماذا يكون الأطفال عقلاء، ولا يتمتعّون ببعض أهواء الطفولة!
أنا تلك العاقلة التي كلما ابتسمت أمام المرآة تصفع نفسها كي لا تنتقل من العقل إلى الخفّة ، لكنّني أشعر بخفّتي ، لا أستطيع أن أضحك على نفسي ، كان عليّ أن أعيش عالمان. لم أكن حقيقيّة في أيّ واحد منهما .
يعشقني عدد هائل من الأشباح ينتظرون أمام بابي ، يراقصونني طوال الليل، فأنهك و أرتمي على سريري في الساعات الأولى من الصباح . في عالمي الحقيقي التقيت بشاب اسمه فشخر . كان حبّه لي كصاروخ، وعدني بجنان الخلد، بالحبّ الأبدي ، و بالمال كي يمنحني السّعادة . أصبحت كالقطة التي أمضت حياتها مذعورة، ولم تصدّق أن أتاها حبيب على طبق من ريح . قصة حبّي مع فشخر تتلخص بجملة واحدة : " الهرب من العنوسة" ، في حقيقة الحال لم أكن أحبّه ، لكن من أين آتي بمثله لو رحل؟
المرأة في العالم الموازي كانت جريئة ، و قالت لفشخرها بأنه كاذب ، ولا ترغب بالارتباط به. هي تحمل نفس مشاعري لفشخري ، مع أنها نسخة عنّي و فشخرها نسخة عن فشخري.
أعود إلى تسمية العاقلة التي تسببت بمصائبي السّابقة، ثم أجهزت عيّ فيما بعد أن أهدتني الغباء والسذاجة ، و عدم احترام الذات . كان الحبيب يفهم في كل غباء النساء ، فهمني، في إحدى الأيام اغتصبني قرب عمود الكهرباء ، كان الظلام مخيماً لأن الفصل شتاء، وعواميد الكهرباء كانت للزينة، و ليس للإنارة .
أنا العاقلة لذا علي أن أخرج ذليلة من أوّل حالة اغتصاب كي تكتمل سيرتي الذاتية . في الحقيقة لم أشعر بالغضب منه عندما اغتصبني ، فقط شعرت بالغثيان ، أصبح الجنس بعدها بعبعاً له قرون و أسنان أهرب منه ، لكن" قدّر الله وما شاء فعل" فلصقت التّهمة بالله ، و اعتمدت مقولة أن كلّ ضائقة هي نوع من الاختبار. توالت الاختبارات ، هربت من القدر المحتوم إلى عالم مواز ، أصبحنا أنا ونسختي امرأتان في امرأة واحدة، عندما ينام فشخر ، أشمّ رائحة عرقه ، أهرب من السرير إلى مكان آخر، قد أستلقي على الأرض و أحلم بالحاج محمد. قد لا تعرفون من هو ذلك الحاج . إنّه الرجل الذي صنعته في لحظة هروب لأحتمي به. كان مؤمناً يصوم ويصلي، ويعشق النساء ، كان يدللني حتى أحضنه ونذوب معاً وينتهي ليل العاقلة بليلة مع حاج محمد . عندما يحبّ المؤمن يحبّ بكل مشاعره ، و يطلب فقط الحلال، و مع أن حاج محمد كان مصاب بالعنة، لكنّه كان يقول لي أنه فحل ، و أصدّقه ، فأنا العاقلة سابقاً . قال لي مرّة أن : " الجنس عبادة" لذا علينا بالتّعبّد دائمً. كاد يقنعني بالإيمان لولا أنني اكتشفت أن له زوجة غيري ، قتلته ، حفرت له قبراً في حديقتي تحت شجرة توت وارفة الظلال ، وفي كلّ مرة يحمرّ التوت بها أبكيه . أمضيت معه عمراً ، صنعته ليكون خلاصاً لي، بعد أن مات عاد فشخر ، عدت إليه ، فأنا تلك العاقلة التي تذعن للجميع، اضطررت أن أسلم روحي اللعينة مع حاج محمد إلى نسختي في العالم الموازي، أصبحت كالروبوت، كان فشخر يتحكم بأزراري ، فألبي رغباته كلّها، حتى أنه في يوم دعاني إلى رؤيته مع إحداهنّ أسرّ لي أنه يحبها، وعلي أن أوافق أن أجتمع معها على سريره ، وافقت طبعاً، فأنا العاقلة لعلكم تعرفون. وفي أحد الأيام كبس فشخر أحد أزواري بالخطأ ، غضب الرّوبوت ، انقض على فشخر ، لا زال فشخر بين يديه. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده