الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربة نقدية لنص -اشتباه- للكاتب علي السباعي/

غانم عمران المعموري

2020 / 9 / 21
الادب والفن


مقاربة نقدية – في كتابي الرموز المثيولوجية وأثرها في القصة القصيرة جداً
نص"اشتباه" للكاتب علي السباعي – العراق / ذي قار:
عرائس ببدلاتِ الزفاف مثل حمائم بيضٍ ... ينتظرن امام مديرية الأمن لاستلام جثث عرسانهن الذين اعدموا ليلة زفافهم لأنهم يحملون الاسم نفسه لشخصٍ أراد اغتيال الطاغية.
قبل الدخول إلى متن النص لابد من الوقوف على عنّونته "اشتباه" النكرة الغير فاضح للمحتوى والمقاصد ويمثل العتبة الأولى والمرآة العاكسة والمتوهجة وفق بُعد رمزي دلالي بلغة سليمة منسجمة مع روح النص وبتركيز وإيجاز رائع بالإضافة إلى كونه مشوقاً وجذاباً للمتلقي ..وعند الإنتقال إلى متن النص السرد القصير جداً يتبين لنا توفر كافة أسسها وتقنياتها من الإلتزام بالتكثيف والحجم وانتقاء الأفعال المترابطة وبُعدها عن الإسهاب والإطالة والحشو مع أختيار فقرات وجمل مُتناسقة فيما بينها دون أن تُسبب النفور لدى القارىء واستخدامه المعيار التدوالي الناشىء من تصوير دقيق للحدث وفق استعارات ورموز ..
يرسل لنا الكاتب من خلال ربطه رمز بدلات الزفاف مع رمز حمائم بيض بشائر السلام والطمأنينة والهدوء لما تمتاز به تلك البدلات ابتداء من لونها الأبيض الناصع الّذي يختلط ويمتزج مع الفرحة والبهجة والغبطة التي يعيشها أهل العِرْسان والحمائم البيض الّتي طالما كانت تستعمل منذ العصور القديمة للتعبير عن السلام حتى كانت تُطلق عند اتفاقيات السلام التي تعقد بين دولتين أو فئتين متنازعتين.
وتشير الرموز اللونية إلى استخدام الألوان بوصفها رمزاً في جميع الثقافات، كما تشير إلى تأثير اللون على المشاعر والسلوك البشري العلاج بالألوان, للون أبعاده ودلالته في الشعر ولذلك أولى الشعراء له مكانة في الكثير من القصائد التي تصف الخير والشر والحزن والفرح الرفيع والوضيع والإقدام والجُبْن والعز والذل واختلفوا من حيث دلالتها وترميزها
فنجد عمرو بن كلثوم يرمز إلى الظمأ والتعطش لدماء الأعداء باللون الأبيض، ويرمز إلى الارتواء والنيل من الأعداء باللون الأحمر فيقول في معلقته الشهيرة بعدما قتل عمرو بن هند:
أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
ونجد حسان بن ثابت - رضي الله عنه - في لاميته الشهيرة يرمز إلى الكرم والسيادة باللون الأبيض عندما مدح الغساسنة قبل الإسلام فقال:
بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَةٌ أحسابُهُمْ
شُمُّ الأنوفِ، من الطّرَازِ الأوّلِ
ويرمز صفي الدين الحلي إلى صنائع الخير باللون الأبيض، ويرمز الى القوة وشدة البأس وقهر الأعداء باللون الأسود، وإلى الخصب والخير باللون الأخضر، والى السيوف التي ارتوت من دماء الأعداء باللون الأحمر، فيقول:
بِيضٌ صَنائِعُنا، سودٌ وقائِعُنا
خُضرٌ مَرابعُنا، حُمرٌ مَواضِينا
وبذلك يكون الكاتب قد وفق في استخدام الرمز بكل براعة وتوظيفه بإسلوب فني أدبي بلاغي.
العراق / بابل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا