الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Chocolat - la fête de linsignifiance

علي عبدالحفيظ مرسي

2020 / 9 / 22
الادب والفن


الإغراق إذن.. هذا ما أواجهه منذ عدة مقالات مضت ..
هل تذكرني هذه المواجهة بشيء؟ نعم تماماً ..
تذكرني بأحد أبرز مبدعي الرواية في التاريخ الروائي والاجتماعي على حدّ سواء (لي وجهة نظر يتعلق بكون الرواية والسينما يجب أن يعدان مصادر مميزة للمعرفة الأنثروبولوجية والاجتماعية، قد يحين في وقت ما مناسبة للحديث عنها)
ما علاقة كونديرا بـ Chocolat إذن؟
ليس بـ Chocolat بل بالإغراق.. لا يجادل أحد بأنّ كتابات كونديرا تتمتع بالمتعة وبالعمق .. لكن بعدم الإغراق أيضاً: الخلود، المزحة، إدوارد والله ...الخ.
أين الإغراق إذن؟
إنّه في la fête de l insignifiance (the feast of insignificance) أو حفلة التفاهة ..
ما زلت أذكّر بأنّ هذه وجهات نظر ناقدة، ومن ثمّ فهي ذاتيّة لحدّ بعيد.. ولم أرد أبداً من ورائها سوى إيصال رسالة ذاتية أصلاً.. قد يفيد التذكير بها هنا، وهي أنّني ضد الإغراق، كما أنّني أعتبر، باختصار، أنّ التفلسف الزائد مثله مثل التدين الزائد، مثلهما مثل التفنّن الزائد، مثلم جميعاً مثل الملح الزائد،، كلها تزيّدات لا تفضي بالنهاية -غالباً- إلّا باتجاه إفساد ما أنت بصدده، سواء إن كان ذلك فلسفة، فنّاً، تديناً، طعاماً ...الخ.
دعونا من كونديرا ومن حفلة التفاهة إذن ولنعد إلى فيلم Chocolat
قلنا أمس إنّ الإغراق في الأمور هو غالباً بحسب وجهة نظري، إعلان واضح عن حالة إفلاس يعاني منها شخص ما أو مجتمع ما .. بلغ لظروف ما تلك المرحلة من الاستقرار الكاذب التي يطلق عليها عبدالرحمن بن خلدون اسم (مرحلة الجيل الثالث) الجيل التافه الذي لا يجد أنّ هناك ما يجدر به فعله سوى التفاهة، أو ربما الإغراق..
ولا أعرف إن كنت وضحت وجهة نظري تماماً بهذا الأمر، لكن لا مانع من توضيحها،، وهي أنّ ابن خلدون لا يعني بمسألة الأجيال الثلاثة المعنى المتبادر بشكل مباشر للذهن وهو (الجد- الأب- الحفيد) وإنّما هو في تقديري يعني فكرة المراحل أو الـ (Stages) ولا أعرف إن كنت وضحت هذا أم لا؟ فإنّ هذه الـ Stages تتداخل تماماً في الحقيقة الاجتماعيّة، حيث لن يكون لمقولة (صراع الأجيال) أيّ معنى سوى الإشارة إلى هذا التداخل..
كما ألمحت بالأمس إلى أنّ لقاء بطلة الفيلم (التي تمثّل حيويّة وإثارة وجهاد ونضج الجيل الخلدوني الأوّل) مع سكان قرية يعانون من حالة إفلاس عارم فرضها حالة الاستقرار العام (الكاذبة في أغلب الأحوال) تكاد تعكس حالة اللقاء التي صاحبت مواجهات الربيع العربي في العام 2011...
ويذكرني هذا بوجهة نظر روسو في العقد الاجتماعي على ما أذكر، بأنّ أولئك الذين استمرءوا العيش في مرحلة الكساد هذه.. ويتصورون أنّ إغراء الاستقرار الذي تفرضه هذه الحالة (الاجتماعية) الباردة سوف يستمرّ هم حتماً واهمون..
على كلّ.. ذهبت بطلة الفيلم (وفق برنامجها التنقلي - الحيوي) للاستقرار مدّة ما في قرية تمثّل حالة السكون العام، ومن ثمّ الإغراق العام الذي يقودنا مباشرة إلى حفلة تفاهة كونديرا (la fête de l insignifiance) العامّة..
وأوّل من يصادفك في هذه الحفلة سيكون حتماً مدير قرية سخيف وتافه.. يقف شامخاً سادّاً الطريق بوجه الكاميرا أينما ذهبت لتصوير مشهد ما .. ويبدو أنّ المخرج الخبيث قد قرّر أن يختار لهذا الدور رجلاً قويّ البنية تماماً .. بليد الحسّ تماماً.. معدوم العقل تماماً.. (من النوع الذي من المحال أن تسمع بأنّ هناك مثيل له في منطقتنا المباركة والمحروسة دوماً بإذن الله)
لا أعرف لماذا ذكّرني هذا التافه، عفواً أقصد هذا المدير، مباشرة بمقالة كارل ماركس المنشورة في العام 1852 والتي كانت بعنوان (الثامن عشر من بوميير 18te Brumaire des Louis Napoleon) والتي وصف فيها حالة صعود نابليون الصغير (ابن أخت نابليون العظيم على ما أذكر) إلى حكم فرنسا في مرحلة اضطرابات أدّت بالنهاية إلى حصول انقلاب عسكري سنة 1851، جاء على إثره هذا النابليون الذي يذكرك اسمه بقول الشاعر (ألقاب مملكة في غير موضعها، كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد)،، وقد قال ماركس إنّ قصده من كتابة هذا المقال هو إثبات " كيف أن الصراع الطبقي في ظرف ما قد أوجد الظروف والعلاقات التي مكنت شخصا سخيفا متوسط المواهب من أن يؤدي دور البطل."..
عموماً كان هذا هو مدير القرية الذي واجهته بطلة Chocolat..
وسنكمل غداً بإذن الله .. تحياتي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم