الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعثيون في المصيدة .. ( الرفاق حائرون ) ؟

داود البصري

2003 / 4 / 27
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                   

السقوط السريع لرؤوس ورموز النظام البعثي البائد في العراق بأيدي قوات التحالف الدولي يشير بوضوح تام إلى أن الإجهاز على البنية التنظيمية والحزبية والمؤسساتية للنظام السابق قد وصل لمراحله النهائية والذي سيتوج قريبا لامحالة بالإعلان الرسمي عن إنتهاء الحرب وبنصر واضح لم يكلف التحالف الأثمان التي كانت ترسمها سيناريوهات الرعب التي سبقت الحرب والتي إتضح للعالمين من أنها كانت جزء من الحرب النفسية من الطرف البعثي وجزءا فاعلا من ملف تضخيم وتهويل قدرات العدو من الجانب الأميركي ! وكما أسلفنا في مقالاتنا التي سبقت الحرب من أن تلك الحرب كانت محسومة قبل أن تبدأ ! نتيجة للخلل غير الطبيعي في موازين القوى أولا ولمعرفتنا الوثيقة بالبنية الهشة والكارتونية لنظام القمع البعثي والذي لم يصمم  لخوض الحروب الخارجية بل لقمع الشعب العراقي وإذلال البسطاء وإرهاب المستضعفين وإبتزاز دول الجوار والتي هي كل مؤهلاته والتي على أساسها عاش وإستمر كل هذه العقود الطويلة المحزنة والتي تضاف لسجل نكبات الأمة العربية وبما يساهم في خلود حالة التخلف الحضاري التي تعاني منها ! وبرغم إنكشاف النظام الصدامي البائد وتوالي إفتضاح أسراره وملفاته وماسيكشف عنه في القريب العاجل من ملفات ووثائق ستثير صخبا لن يهدأ أواره في العالم العربي إلا أن البعض من أيتام النظام وأركان حربه الإعلامية ومن جماعات الإرتزاق السياسي والفني والصحفي والإعلامي لايريدون تصديق حقيقة إنهيار نظام بشع كان يمثل لهم نقطة تجلي وخصب ثورية بما زرعه من شعارات ووزعه من آمال حول ( التحرير القومي )! و ( جيش القدس ) وبناء الإنسان العربي .. إلخ عينات لاتنتهي من الشعارات الديناصورية فإذا بهم يفاجئون بذلك الهروب الكبير والتلاشي الفضائحي لسلطة كانوا يتوسمون فيها كل معاني البطولة القومية! ليستفيقوا على واقع لايريدون تصديقه وكما أعربت عن ذلك تلك الفنانة العربية ( أم محمد ) المقربة من صدام وحيث تعيش حالة الإحباط الشامل اليوم ؟ وهو نفس الشعور الذي يعاني منه ذلك الممثل المسرحي والذي نصح صدام بقوله: ( ياريس حاول تقرب من نبض الجماهير )!! أو رئيس التحرير اللندني الخطير الذي يصر على بطولات ( منقاش ) رغم تبرؤ الأخير من أوزارها!! أو ذلك الصحفي المصري الألمعي الذي كان صوته ملعلعا في ( الجزيرة ) وهو يصف الأميركان بالكلاب !! ثم إنقطع صوته اليوم على حد رأي هاني شاكر : ( كده برضه ياقمر .. لاحس ولاخبر )!! ، ولن نتكلم عن بطولات أهل المصالح النفطية من عرب باريس وبيروت والرباط .. فهؤلاء لهم ملفات أخرى قادمة؟.

وتساقط قادة البعث العراقي اليوم وبشكل متسارع يقف خلفه بطبيعة الحال موقف النظام السوري المتعاون مع التحالف الدولي لأن دمشق قدإحتضنت العشرات من مسؤولي النظام الذين لايمكن أن يوفر أي طرف ملاذات آمنه لهم سوى رفاق العقيدة في الشام رغم تاريخية الخلاف بين البعثين اللدودين ! ، فنظرية أكلت يوم أكل الثور الأسود ترعب البعث السوري وتضعه أمام مواقف إحراج داخلي صعبة ولايمكن تقبل مرارتها بسهولة ؟ ولكن الخيارات أمام ( الرفاق الحائرون ) في الشام قليلة للغاية وهامش المناورة لايتسع للكثير من الحركة ؟ ومن الواضح أن إلقاء القبض على الإرهابي الفلسطيني الأصل وسفير صدام في تونس وأحد أبرز الوجوه الإستخبارية فاروق حجازي لم يتم لأن الأخير كان يتسكع على الحدود مع سوريا ؟ بل تم وفقا لصفقة التسلم والتسليم والترتيبات الأمنية مع سوريا على إثر الإنذار الأميركي الشهير والذي أتبعه إغلاق الحدود الشامل من قبل النظام السوري ؟ ثم عودة صهر الرئيس جمال مصطفى وستأتي البقية كل يوم لينتهي النظام قريبا وبتعاون فاعل من رفاق العقيدة والرسالة الخالدة في الشام ! فمعركة المصير البعثي الواحد قد أضحت مجزأة ؟ وكل وصفات التعاون والتضامن السابق لم تؤت أكلها وإدخال الإرهابيين من الإنتحاريين العرب قد تحول لوبال على مستقبل النظام السوري غير المستعد لأي مواجهة مهما كانت محدودة مع الأميركان وهم في ذروة هياجهم وهيمنتهم ... ولكن هل أن إنحناء النظام السوري للعاصفة الأميركية الهوجاء من شأنه أن يشكل ضمانة حقيقية لسلامته المستقبلية ؟ أم أن التنازل في الملف العراقي ستتبعه تنازلات مؤلمة لامحالة ستطال الملفات اللبنانية والفلسطينية وحالة الصراع مع إسرائيل ..؟

ألم نقل لكم بأن الرفاق حائرون ويفكرون بماهو كائن وما يمكن أن يكون ؟

ولاعزاء للمرعوبين ؟.

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز