الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيلم التسجيلي متاجرة بآلام الناس أم كشف لأسبابها؟

هويدا طه

2006 / 7 / 7
حقوق الانسان


على قناة دريم وفي برنامجها الجيد العاشرة مساء.. وأيضا على القناة الثانية المصرية وفي برنامج البيت بيتك (وهو محاولة من تليفزيون الحكومة لاستنساخ تجربة البرامج الطويلة المنوعة كالعاشرة مساء والقاهرة اليوم مع تقليم أظافر النسخة الحكومية طبعا).. كانت هناك مناقشة مع صانعي الفيلم التسجيلي (البنات دوول)- وهي عبارة بالعامية المصرية معناها بالفصحى (هؤلاء البنات)- يتناول حياة أربعة بنات من بنات الشارع اللاتي لفظتهن أسرهن مبكرا فعشن في الشارع.. ينمن على أي رصيف ويأكلن من أي بقايا ويتعرضن لكل ما يمكن أن تتعرض له بنت تعيش في الشارع بلا أي هوية فردية أو أسرية.. الاغتصاب المتكرر والحمل السفاح والجوع والجهل والضياع بكل صوره.. لا مستقبل لهن بينما يعشن حاضرا مروعا تعلمن في ظروفه القاسية أساليب خاصة بهن للاستمرار على قيد الحياة.. يسرقن أحيانا.. يتلفظن بألفاظ الشارع البذيئة التي لا يعرفن غيرها.. لا شبع ولا نظافة ولا حدود ولا التزام ولا أي شيء يتعلق بأي شيء مما نعرفه، اختلف مسار النقاش حول الفيلم في البرنامجين ربما لاختلاف المذيعة الحبابة منى الشاذلي عن المذيع الثقيل محمود سعد! برنامج العاشرة مساء ناقش المخرجة بهدوء- وهي كندية من أصل مصري- حول سبب تحفزها لإخراج فيلم عن (البنات دوول)، بالطبع قضية الهدف من الأفلام التسجيلية التي ترصد الواقع الدرامي ولا تصنعه هي قضية تثير تساؤلات أكثر عمقا.. من مثل هل الفيلم هو محاولة مثلا لنقد الأوضاع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت بمجتمع محافظ بطبعه (على الأقل كما يدعي وإن كذبا) مثل المجتمع المصري.. أن يلفظ بناته إلى الشارع بهذه الوحشية.. أم أنه موجة جديدة من كشف المستور المصري أمام الغرب بحسب إدعاء البعض من حزب (الخوف على سمعة مصر).. أم هو بحث عن موضوع فني مختلف.. إلى آخره، أما محمود سعد فقد قال للمخرجة في برنامجه البيت بيتك (أنا كنت باشوف بنات زيهم كده وأهشهم عن عربيتي- سيارته يعني- وأطلب لهم الأمن.. بس لما شفت الفيلم اكتشفت إني مش عارف عن العالم ده حاجة) وقد يكون الرجل صادقا في تعبيره هذا.. حتى وإن أخفق في صياغته- ربما بسبب درجة عمقه الفكري الملليمتري- لكن أمرا آخر في مسألة الأفلام التسجيلية لم يناقش في كلا البرنامجين.. فربما يرى البعض أن صانع الفيلم التسجيلي الذي يتعرض لمأزق إنساني يحوّّل آلام الناس إلى تجربة فنية خاصة به.. فيبدو وكأنه (تاجر بآلام الناس).. لكن إذا لم تعرض تلك الآلام من باب الفن الذي يجذب الناس.. فكيف إذن ننتبه لما يدور حولنا من دهس لفكرة وحلم العدالة.. كم من الناس يمكن أن (يقرأ تقريرا) عن هذه الحالة اللاإنسانية في مقابل كم من الناس يمكن أن (يشاهدها) في فيلم؟ فن الفيلم التسجيلي هو فن راق يكشف التناقضات التي نعيشها.. حتى لو كان رصدا بالكاميرا لتجربة مؤلمة، وإن نال جائزة.. فليست الجائزة هنا جزاء للمتاجرة بآلام الناس وإنما هي جائزة لكشفها.. فقيمة تلك الأفلام هي في طرح سؤال.. من السبب؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر


.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س




.. المثلية الجنسية ما زالت من التابوهات في كرة القدم الألمانية