الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب التخلف في العالم الثالث ، وفي سوريّة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يقاس التخلف في بلد ما بمقياس دخل الفرد ، وكيفية توزيع هذا الدّخل ، عندما نتحدث عن العالم الثالث قد لا تشمل التسمية جميع الدول المعنية ، فهناك عالم ثاني ، وهو عالم النفط حيث دخل الفرد مرتفع، و إمكانية التنمية موجودة، كما أن هناك دول أخرى سوف نأتي على ذكرها فيما بعد.
يمكن تعريف العالم الثالث على أنه مجموعة من الدول التي لها تاريخ استعماري والتي يجب أن تكون في طور التطور الاقتصادي والاجتماعي لأن وضعها يتسم بالدخل المنخفض والاعتماد على الزراعة ،وضعف العلاقات التجارية والحرمان الاجتماعي لشرائح واسعة من المجتمع ، وتقييد الحريات السياسية والمدنية.
هناك أسباب كثيرة للتخلف، ولعدم وجود تنمية ، و يمكن القول أنّه يوجد مدارس رئيسية في هذا التوجه هم: منظرو التحديث، و منظرو التّبعية ، أما منظرو التّبعية، و الذين ينتمي جلهم إلى العالم الثالث، أو أوربا الشرقية حيث يشترك فيها الماركسيون ، واليسار. يعتقد منظرو التبعية أن نمو البلدان الغنية اليوم قد أدى إلى إفقار العالم الثالث وأن قوى الرأسمالية الدولية لا تزال تعيق تقدمه، و ان تخلف العالم الثالث هو عملية بدأها المستعمرون. التفسير الاقتصادي للإمبريالية لديهم هو حاجة البلدان الصناعية للمواد الخام والواردات الغذائية من مناطق هذا العالم.

. أما منظرو التحديث فإنهم لا ينظرون إلى أسلوب الحياة التقليدي للعالم الثالث ولا ينظرون إليه عمومًا على أنه سلبي. ولكن من المنظور الاقتصادي يرون أن الحياة فيه حياة فقيرة ، حياة الكفاف ، حياة لا أمل لها فيها للتراكم الاقتصادي ، أو الدخل ، أو الثروة. يجادل المؤرخون في مدرسة التحديث بأنه منذ حوالي خمسمائة عام ، كان معظم الناس في العالم فقراء يعيشون في ظل الترتيبات الاجتماعية التقليدية. أدت شرارات الاكتشاف العلمي والإنتاجية الأعلى للمحاصيل إلى ظهور موجات من التغيير في المجتمع يمكن أن تتطور إلى شيء جديد. تجادل عمليات التحديث بأن فشل التنمية في العالم الثالث هو ببساطة فشل المجتمعات في إشعال شرارات مماثلة من الإبداع. إن تشخيصهم لأسباب التخلف في العالم الثالث هو فشل تفكيك المجتمع التقليدي وخلق مجتمع رأسمالي حيث يكون الارتقاء إلى الأعلى ممكنًا. يتطلب التحول إلى الحداثة كسر طرق التفكير هذه ، على سبيل المثال ، إنشاء " الحاجة إلى الإنجاز ، يقول عالم النفس ديفيد ماكليلاند: عبارة احتفال بالنجاح الفردي بدلاً من الانتماء الجماعي. المطلوب هو فئة من رجال الأعمال الذين سيحشدون ثروة البلاد للاستثمار المنتج ، لإنشاء التكنولوجيا ورأس المال اللازمين للنمو. ومع ذلك ، قد يبدو هذا التغيير غير ضروري لأنه يمثل مخاطرة كبيرة بالنسبة لشعوب العالم الثالث من منظورهم الخاص. لذلك يتطلب التحول فرصاً منخفضة المخاطر وحوافز يتم تقديمها للناس حتى يتمكنوا من اختيار إنتاجية ، يمكن أن يأتي الدافع لهذا لتغيير من داخل المجتمع أو من خارجه. من أجل تنمية مستدامة مناسبة ، يجب أن يأتي التغيير من داخل المجتمع من أشخاص يمكنهم المساعدة في الحفاظ على تحقيق ذلك . يمكن أن يأتي من عدد قليل من الأشخاص الذين كانوا خارج هيكل السلطة أو يمكن أن يأتي من أشخاص كانوا قد تخلصوا سابقًا من سلطتهم في هيكل سلطة أقدم.
منظري التحديث ليبراليون إلى حد كبير ومؤيدون للرأسمالية ، في حين أن منظري التبعية اشتراكيون "وثوريون" في كثير من الأحيان.
يجادل معظم العاملين في مدارس التبعية ضد هذه الفكرة ويقولون إن الرأسمالية ليست استراتيجية يمكن أن تعمل لصالح الغالبية العظمى من فقراء العالم. يجادلون بأنها تعيد إنتاج التوترات الطبقية وعدم المساواة الموجودة في البلدان المتقدمة اقتصاديًا. ينكر معظم أتباع التبعية مفاهيم الليبرالية ويدعون إلى ثورة اشتراكية كاملة في العالم الثالث بفكرة قريبة جدًا من الماركسية. الاختلاف الوحيد الذي يمكن تمييزه بين التحليل الماركسي وتحليل نظرية التبعية هو أن الماركسيين يعتبرون الصراع الطبقي الذي هو سبب التخلف داخلياً ، في حين أن نظري التبعية يعتبرونه خارجيًا.
نادراً ما تطورت الدولة في العالم الثالث كمؤسسة محايدة سياسياً ، إن وجدت. لقد وقعت في كثير من الأحيان تحت سيطرة النخب من الجماعات العرقية المهيمنة، تم استغلالها من قبل البرجوازية كما تجلى في دول أمريكا اللاتينية الرأسمالية. تسود الديمقراطية السياسية في جميع أنحاء القارة ولكنها تفتقر إلى الديمقراطية المدنية حيث يتم احترام حقوق المواطنين بدقة.
تظهر دول العالم الثالث أيضًا بيروقراطية متطورة. لقد طور المستعمرون هذه الأقسام من المجتمع بشكل مفرط لتسهيل حكمهم ، وهكذا أصبحت البيروقراطية عسكرية وسلطوية في فترة ما بعد الاستعمار.
حول الوضع السوري
إن تحقيق التنمية البشرية ممكن إذا تمت مراعاة المراحل التالية من قبل المجتمع السّوري في مرحلة ما بعد الأسد:

-من بين الحاجات الأساسية ، يجب التأكيد على التعليم كخطوة أولى نحو التنمية. يمكن أن يكون التعليم أقوى أداة ضد النظام الاقتصادي التقليدي وأسلوب الحياة. يجب أن يكون التعليم إضافة إلى كونه مجانياً أن يوجه إلى الوظيفة حيث توجد قوة عاملة مدربة ، رواد أعمال ، وفئة من الباحثين .

- تقليص البيروقراطية وإعادة تخصيص الميزانية نحو رواد الأعمال الطموحين. يمكن أن يتم ذلك من خلال الجامعات الحكومية، يجب أن تحاول الحكومة إنشاء مؤسسات خاصة مملوكة للقطاع العام ،حيث تتم إدارتها من خلال القطاعات الخاصة.

- زيادة فرص الاستثمار للمستثمرين المحليين والدوليين و اتباع نموذج دول شرق آسيا المتقدمة حديثًا مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا وفتح أسواقها أمام المستثمرين الوطنيين والدوليين لزيادة النمو الاقتصادي.

-الإطار القانوني والمالي وتعزيز التنمية البشرية وفرض القانون والنظام ، ويجب على الدولة تطبيق قوانين العمل الصارمة ، وضمان تنفيذ حقوق العمال. كما يجب أن تطبق حقوق الملكية بصرامة وتوفر الإطار القانوني للعقود التجارية لضمان النمو الاقتصادي يجب على الحكومة زيادة تدابير الرفاه.
كما أن أهم الأشياء هو

- يجب على الدولة أن تسعى للسيطرة على مصالحها وتعزيزها على المسرح العالمي.
و أهم من جميع تلك الأشياء هو: تفكيك المجتمع التقليدي ، و إطلاق شرارة الإبداع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة