الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية في مفهوم النظام العربي السائد

سلطان أبازيد

2006 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في مجريات الاستقراء لأنظمة الاستبداد والفساد العربية والمحافظة على القائد الفرد وتقديسه بترفعه عن الخطايا والأخطاء، تحت يافطة لا وجود للبديل، أثلج صدورنا تصريح الرئيس اليمني ( عبد الله صالح)، بأنه لن يترشح لاستمرار رئاسته منذ عام 1978، ولن يخضع لضغوطات يمكن أن تجعله يتراجع عن هذا القرار، الذي لو تم لدخل التاريخ من بابه العريض مع عبد الرحمن سوار الذهب، الذي سلم الحكم لحكومة مدنية، ثم عقب هذا التصريح عندما دار الجدل حوله بأن القرار الذي اتخذ لم يكن مجرد مسرحية.
لم يمض وقت طويل، حتى انبرى حزبه بالضغط عليه من أجل التراجع عن التصريح والإصرار على ترشيحه لولاية جديدة، معلناً هذا الحزب وبكافة أعضائه، بأن أمهاتهم لم تلد بعد البديل للقائد الفذ والوحيد في اليمن.
سيرت التظاهرات الجماهيرية معلنة تمسكها بالقائد كمرشح وحيد للرئاسة، وبأن الشعب لا يملك بديلاً من أبنائه يستطيع قيادة اليمن كالرئيس عبد الله صالح.
واستجاب الرئيس لهذه الضغوطات الشعبية، بتراجعه عن تصريحه بعدم الترشيح، معلناً أن الديمقراطية في اليمن تسمح بالتنافس على الرئاسة بشكل ديمقراطي، وانكشفت المسرحية التي نفاها مسبقاً.
هذا النظام العربي الفاسد، الذي ربط السياسة بقرار القائد الفذ والفرد المقدس، معبئاً الجماهير الشعبية بأيديولوجيا الحزب الحاكم، وشعاراته الرنانة، التي لم تر النور في الواقع العملي، وتجييشها خلف النظام الذي يقاوم التهديدات الخارجية والمؤامرات، ويناضل من أجل القضية الفلسطينية والمقاومة ضد الصهيونية والإمبريالية...إلى ما هنالك من أضاليل أخرى أشد وأعمق من قمع وفساد معمم، ومصادرة الرأي الآخر وحرية التعبير، وزج في السجون لكل من يبدي رأياً مخالفاً لرأي السلطة كما هي الحال في " سورية الأسد "، تحت شعار ( الله.. سورية.. بشار.. وبس )، و( بالدم والروح نفديك يا بشار).
هذا الوضع الكارثي ، الذي أوصلنا للمأزق الحالي، التي غاب فيها وزن النظام العربي في ميزان العلاقات الدولية ولتحل إيران مكانه للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية بالشأن العراقي، والتخاذل في مساندة الشعب الفلسطيني ضد جرائم الصهيونية المنفلتة من عقالها، فبين من هو صامت على الحصار والتجويع ووحشية الغزو الجديد لغزة، وقتل الأبرياء من نساء وأطفال، وبين من يدخل وسيطاً بين إرهاب الدولة الواضح والقيادة الفلسطينية، وبين مزاود بالشعارات الطنانة من أجل الخروج من أزماته الداخلية، من تهميش للجماهير ومصادرة الحق في إبداء الرأي في تقرير مصيرها، ودوام حالة الطواريء طوال أربعة عقود ونيف، وتعيين أزلامه وتابعيه لقيادة المنظمات الجماهيرية والنقابية والهروب إلى الأمام على الدوام.
وفي الصورة المقابلة لهذا المشهد الكارثي، الذي جعل النظام العربي الفاسد من هزائمنا انتصارات وصدقها بالفعل، نرى مشهداً مغايراً على ضفة الأطلسي في موريتانيا، حيث أجاد الرئيس الموريتاني
" أعلي ولد فال "، في تصميمه على تعديل الدستور ، واعتماد ذلك التعديل باستفتاء شعبي يحدد ولاية الرئيس بخمس سنوات تجدد لمرة واحدة فقط. هذا الرئيس الموريتاني ، الذي قدم من الثكنات العسكرية وأطاح بنظام حكم معاوية ولد الطايع، وحظي انقلابه بتأييد شعبي واسع، التزم بوعد تسليم السلطة للمدنيين في غضون سنة.
إن خطوة التعديلات الدستورية الموريتانية، التي تنص على التناوب السياسي وتقطع الطريق على الاستبداد وتحظر على من هو فوق عمر ال 75 الترشح للرئاسة، هي خطوة مفصلية ومهمة.
هذه النقطة المضيئة في عالم الظلام العربي السائد، موضع تقدير وتفاؤل عسى أن تكون مثلاً وتجربة في عالمنا العربي الواسع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا