الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسس التربوية (البيت والمدرسة والدولة) الركائز التي يعتمد عليها المجتمع في تقدمه وتطوره

فلاح أمين الرهيمي

2020 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر الدولة المركز الأساسي في التأثير على الركنين الآخرين في الأسس التربوية (البيت والمدرسة) لأن الدولة تتكون من ثلاث سلطات (السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية) وتعتبر السلطة التنفيذية هي التي تقدم خدماتها ورعايتها (للبيت والمدرسة) وتعتبر هي الأساس في الدولة لأن من مكوناتها تنبثق الوزارات ذات الاختصاص بالبيت والمدرسة. وزارة التربية هي التي تهتم وترعى المدرسة التي هي (التربية والتعليم) ووزارة المالية والداخلية والشؤون الاجتماعية والتجارة والعدلية جميعها تهتم بالإنسان وأمنه واستقراره وغذائه وتقدمه وتطوره في الحياة وهذا يعني أن الدولة هي الأساس في بناء المجتمع الصالح الذي يصنع التقدم والتطور والمستقبل الأفضل للشعب، ومن خلال ذلك قال أهل العلم والمعرفة (كيف ما تكون الدولة يكون الشعب) وهذا يعني أن وضع الدولة وشكلها وقوتها وضعفها يكون انعكاسها على الشعب سلباً أو إيجاباً ومن خلال ذلك أيضاً تبنى وتشيد العلاقة والمصداقية والثقة بين الشعب والدولة ... وحينما نتفحص وندقق وندرس الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للشعب العراقي وما آل إليه من تراجع وتردي في حياته العامة فإنها تشير إلى وضع الدولة العراقية وافرازاتها السلبية منذ عام / 2003 إلى الآن حيث أفرزت الجوع والفقر والبطالة والاقتصاد (الريعي) والفساد الإداري والمحاصصة الطائفية وانفلات السلاح مما أدى إلى انفجار الشعب في انتفاضة (الجوع والغضب) العفوية في 1/ تشرين أول/ 2019 ولا زالت مستمرة إلى الآن بعنفوان وإرادة وتصميم رافعين شعار (أما أن نفنى أو نسعد) وترجمت إرادتها وإصرارها على مطاليبها المشروعة حينما قدمت قرباناً لها ولصمودها ثمانمائة شهيد وأكثر من خمسة وعشرون ألف جريح ولا زالت بعد مرور عام على انفجارها بعنفوانها وإصرارها وصلابتها حتى تحقيق مطاليبها المشروعة مما أثارت الإعجاب والاحترام من قبل الرأي العام العالمي والعراقي والتي تعتبر الأولى والأخيرة في تاريخ النضال السياسي العراقي الحديث.
إن أي متتبع للساحة العراقية السياسية يلاحظ تصميم وإصرار السيد الكاظمي على فرض وإشاعة هيبة الدولة العراقية وعملية الإصلاح بعد أن تعرضت إلى نكسة مدمرة من خلال دولة السنوات السابقة (الدولة العميقة) التي دمرت جميع الأسس التربوية (البيت والمدرسة والدولة) لأن هيبة الدولة تعني بناء الثقة والمصداقية والاحترام والطاعة للدولة ودستورها وقوانينها من قبل الشعب العراقي حسب قاعدة (لا أمر لمن يطاع). كما أن هيبة الدولة تعني احترام القوانين والمراسيم التي تصدر عن الدولة واحترامها وطاعتها وهذه الظاهرة تأتي حينما تكون حازمة وصارمة مع جميع من يعبث بأموال الشعب ويتصرف بها من خلال الفساد الإداري والمحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية تخترق وتتجاوز على قوانين الدولة من قبل مجموعة صغيرة تتحدى الدولة وتتجاوز فيها على حقوق جميع أبناء الشعب التي تعتبر الأرض وما عليها وما بداخلها هي ملك مشاع للشعب والدولة ومنتسبيها هي مؤسسة خدمية للشعب يعملون أجراء مستغلين ثرواتها من أجل خدمة الشعب لقاء أجور مالية يطلق عليها (الراتب الشهري) وحينما يقوم أي منتسب باستغلال مركزه ومنصبه الوظيفي يعني (خيانة للأمانة) والعمل الذي ارتبط به مع ذاته ومع الشعب الذي هو (الدستور). ولذلك إن الشعب الذي يحترم ويطيع كل ما يصدر من الدولة من قوانين ومراسيم هي الدولة التي تمتاز بهيبتها واحترامها لدى الشعب لأنها تتعامل مع الشعب بمصداقية واحترام وصدق واخلاص وتفاني ونكران ذات وبذلك فرضت على الشعب الاحترام وليس الخوف ولذلك أهل العلم والمعرفة يقولون (اجعل الإنسان يحترمك ولا يخاف منك لأن الخوف يزول وينتهي بنهاية الحاكم المستبد أما الاحترام فيبقى مغروز في العقل الباطني للإنسان حتى بعد زوال ذلك الحاكم). يقول الشاعر:
كل الأمور تزول عنك وتنتفي ---- إلا الثناء فإنه لك باقٍ
وحينما تكون الدولة بهذه المنزلة من العلاقة الطيبة والمحترمة مع الشعب تكون العلاقة متبادلة تقوم على المصداقية والثقة بينهما ويكون ذلك انعكاس الإصلاح والعطاء على الشعب من خلال اهتمام الدولة ورعايتها وخدماتها للأسس التي تخلق البيئة الصالحة لبناء جيل من المخلصين لوطنهم ومجتمعهم (البيت والمدرسة) التي هي البيئة التي ينشأ ويترعرع فيها الإنسان الذي يكون انعكاس لها التي من خلالها تتقدم وتتطور الشعوب في محيط السعادة والرفاه والمستقبل المشرق السعيد وسوف يحتضن الشعب رجاله ونساءه المخلصين في شريان قلوبهم وفي حدقات عيونهم أما الذين أساؤوا وجحدوا وتنكروا له فيكون مصيرهم في مزبلة التاريخ حينما الأيام تترى وتستعرض الأجيال أمام منصة التأريخ ستشاهد أفعالهم وأعمالهم ومناقبهم على منصة التأريخ وسوف ينطق حكمه الذي لا يرحم فيمدح هذا ويذم ذاك.
يقول الشاعر :
قد يعشق المرء من لا مال في يده ---- ويكره المرء من في كفه الذهب
ما قيمة الناس إلا في مبادئهم ---- لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فضيحة بريطانية بشأن استخدام الأطفال كفئران تجارب.. ما القصة؟


.. ما الرسائل الذي أراد حزب الله توجيهها بعد كشفه عن صور تظهر ع




.. ما أسباب انخفاض السكان في روسيا؟ وكيف سيحل الكرملين هذه الأز


.. مراسلة الجزيرة ترصد الأوضاع في جامعة كولومبيا الأمريكية بعد




.. تفاعلكم | تعرف على أكثر ألعاب الموبايل ربحا في العالم