الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المغتربين السودانيين في التنمية

محمد مهاجر

2020 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


-
نشرت صحيفة القارديان البريطانية مقالا بتاريخ 21 ابريل 2019 تناول موضوع السودانيين في الخارج والنازحين. وقد ذكر المقال ان عدد السودانيين في الخارج يتراوح بين 3 و 5 مليون, اى على الأقل 4 مليون مغترب. هذا العدد يشكل تقريبا عشر سكان السودان, لذا فان مساهمتهم المادية وغير المادية سيكون لها مردود ايجابى على أهلهم وعلى تنمية البلد بصورة عامة.

ولان حكومة المخلوع البشير لم تك ترى في المغتربين سوى بقرة حلوب فانها لم تضع خطة جادة لاجتذاب استثماراتهم. وللمقارنة فان تحويلات المغتربين الاثيوبيين لا تزيد عن الأربعة بلايين دولار سنويا في حين ان المغتربين الهنود يحولون 83 مليار دولار دولار سنويا. وعلى الرغم من ان اثيوبيا ليست تستقبل تحويلات للمغتربين اقل بكثير من غيرها من البلدان الا ان سياستها تجاه ابناءها المهاجرين تستدعى القراءة المتانية.

لا شك ان المغترب يحتاج الى سياسة اقتصادية جاذبة تنتهجها دولته لكى يستطيع ان يقرر في امر تحويل مدخراته الى ارض الوطن. وفى بحث في مجلة سياسات الهجرة التي اصدرتها جامعة ماستريخت الهولندية تبين ان الحكومة الاثيوبية تولى اهتماما ملفتا فيما يخت بالمغتربين. ويظهر ذلك في تعدد الإدارات المناط بها مساعدة المغتربين وثراء اختصاصاتها, حيث بلغ العدد 4 إدارات تساعد القادمين من الخارج في عدة مجالات.

هنالك الكثير من المساعدات التي تقدمها الحكومة الاثيوبية لمغتربيها مثل الاعفاء الكامل من الجمارك للممتلكات الخاصة لمن يعود بصورة نهائية. وهناك تسهيلات أخرى مثل إمكانية فتح حساب جارى اذا حول المغترب 100 دولار في البنك. اما فتح الحساب الاستثمارى والحصول على قطعة ارض مجانية في مخطط استثمارى فتتطلب تحويل مبلغ اكثر. وفى قطاع الكهرباء فتح المجال للمغتربين المجال لشراء اسهم في الشركة العامة للكهرباء بحد ادنى يبلغ 500 دولار وبارباح تتراوح بين 4 و 5% وضمان لمدة 5 الى 10 سنوات. وهذا الصندوق الاستثمارى معفى من الضرائب.

ان المغتربين الاثيوبيين قد ساهموا بلا شك في مشاريع التنمية في بلادهم, ليس فقط بالمال ولكن بنقل الخبرات من الخارج. وقد تعاونت وزارة بناء القدرات الاثيوبية مع المؤسسات الدولية من اجل الاستفادة القوى من خبرات ومعارف المغتربين. وقد استطاعت اثيوبيا ان تحقق نجاحا بينا فى مجال البنية التحتية مثل المطارات الحديثة وطرق المرور السريع التي غطت الدولة وخطط لمدها الى ميناء جيبوتى وشبكات المياه النقية وشبكات الصرف الحى. وفى مجال الكهرباء تخطط الدولة للاكتفاء الذاتي خلال 5 أعوام.

ان ال 83 مليار دولار التي يحولها الهنود سنويا ليست ذات تاثير كبير اذا ما قورنت بالتاثير السياسى والعلمى الذى لعبه هؤلاء المغتربين لصالح بلادهم. فقد ساهم المغتربين الهنود في الولايات المتحدة في تسهيل عقد الاتفاق النووي بين الدولتين. كذلك لا يخفى على احد تاثير المغتربين الهنود المجنسين في المجال السياسى في دول المهجر اذ تقلدوا مناصبا سياسية مهمة. وكذلك يوجد الكثير جدا من المهندسين والعلماء والمدار الافذاذ.

ان المغترب السودانى يمكن ان يلعب دورا كبيرا في التنمية وفى التطوير العلمى والتكنولوجى في بلده اذا وجد الاهتمام الذى يستحقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا